"الكنغر" الأسترالي يحطم شجرة الأرز في عقر دارها

أستراليا تهزم لبنان بثلاثية نظيفة في أولى اللقاءات الرسمية بين المنتخبيّن.
  • جانب من الحضور الجماهيري اللبناني في ملعب صيدا

حلً المنتخب الأسترالي ضيفاً ثقيلاً على بلاد الأرز، وأتخم شباك منتخبها، لبنان، بثلاثة أهداف ملوّنة، في إطار إستعدادات المنتخبين للجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014، حيث تلتقي أستراليا مع الأردن، ويستضيف لبنان منتخب إيران.

حضر "الكنغر" الأسترالي إلى إستاد الشهيد رفيق الحريري في مدينة صيدا الجنوبية بكامل نجومه، على رأسهم تيم كاهيل نجم إيفرتون السابق ولاعب نيويورك ريد بولز الأميركي الحالي، وميزان الوسط مارك بريشيانو، اللاعب الأسبق لناديي باليرمو وبارما الأيطاليين، إضافة إلى المدافع الصلب لوكاس نيل، وقائد الفريق مارك شوارزر حارس مرمى نادي فولهام الإنجليزي. فيما غاب عن رجال الأرز قائد الدفاع والقائد السابق لنادي كولن الألماني يوسف محمد بسبب الإصابة، والجناح الطائر أحمد زريق الذي سيغيب عن مباراة إيران بسبب تراكم البطاقات الصفراء، إضافةً إلى الثلاثي المحترف في ماليزيا رامز ديوب وزكريا شرارة ومحمد غدار، لأسباب خاصة تتعلق بالمدرب الألماني لمنتخب لبنان ثيو بوكير!. وعاد لقيادة أصحاب الأرض نجم شاندونغ ليونينغ الصيني رضا عنتر، بعد شفائه من الإصابة التي أبعدته عن مباريات منتخب بلاده في الدور الرابع من التصفيات، إضافة إلى "الثعلب" محمود العلي، الذي خضع لعملية في الرباط الصليبي، بعد إصابته في آخر مباريات الدور الثالث من التصفيات، أثناء تسجيله هدف لبنان الوحيد في مرمى "الأبيض" الإماراتي.

  • إنقطع التيار الكهربائي لثوانٍ في ملعب المباراة

بالعودة إلى أجواء المباراة، فقد بدأت بوتيرة لعب منخفضة جعلت الملل يتسلل إلى المدرجات، التي إحتشد فيها عدد لا بأس به من الجمهور اللبناني، المتعطش لتحقيق الإنتصارات، التي إعتاد عليها المنتخب "الأحمر" في الدور الثالث من التصفيات، وإفتقدها في الدور الحاسم!.

وحملت الدقيقة 15 أولى أحداث الإثارة، بعد أن خفتت الأضواء الكاشفة في ملعب المباراة، وإنقطع التيار الكهربائي من بعده لثوانٍ، ما أشعل المدرجات ومعها المنتخب الأسترالي الذي بدأ بفرض سيطرته على اللقاء بفضل التمريرات السلسة والتحركات الدؤوبة للاعبيه، لاسيما نجم الوسط بريشيانو، الذي صال وجال في خط الوسط ومدّ زملاءه بالكرات الخطرة، تحديداً "للمشاكس" كاهيل، الذي افتتح التسجيل في الدقيقة 20 من الشوط الأول، بعد أن أنهى برأسه سلسلة من التمريرات الرائعة بين زملائه، بعد عرضية مثالية من الجهة اليسرى، لتسكن رأسية كاهيل شباك عباس حسن، الذي لعب مباراته الدولية الثانية مع لبنان وقدّم مردوداُ طيباُ، لكن دفاعه خذله مجدداً، فتلقت شباكه الهدف الثاني بعد ثلاث دقائق، إثرعمل جماعي رائع شارك فيه جلّ الأستراليين، أنهاه مات ماكاي بتسديدة صاروخية من داخل منطقة العمليات، تصدى لها حسن لكنها إرتطمت بالقائم الأيسر وعانقت الشباك.

وحاول المنتخب اللبناني الإستفاقة من صدمة الهدفين، فسيطر اللبنانيون على وسط الملعب دون تشكيل أي خطورة تذكر، فبدا عنتر بحاجة لإستعادة لياقة المباريات، ولم يكن هيثم فاعور شعلة نشاط كعادته، فيما أمعن عباس عطوي في الإحتفاظ بالكرة عوضاً عن تسريع اللعب، وغاب المهاجم أكرم مغربي عن أجواء المباراة – وهو غائب منذ تصفيات الدور الثالث، ومع ذلك يفضل بوكير إشراكه على حساب إستدعاء هدّاف كيلانتان الماليزي محمد غدّار- لينتهي الشوط الأول ببعض المحاولات الفردية للمتألقيّن محمد حيدر وحسن معتوق دون أي تغيير في النتيجة.

  • تحسن الأداء اللبناني في الشوط الثاني بعد إجراء العديد من التغييرات

في بداية الشوط الثاني حاول "الثعلب" الألماني سدّ الثغرات التي عابت المنتخب اللبناني في الشوط الأول، لاسيما الجهة اليمنى التي شغلها قلب الدفاع حسن مزهر! وهي مباراته الدولية الأولى، فدفع بظهير نادي النجمة علي حمام، وأبقى على المدافع الهدّاف علي السعدي أسير دكة البدلاء. وتحسن الأداء اللبناني بعد إجراء العديد من التغييرات التي تمثلت بدخول نادر مطر ومحمد شمص ومحمود العلي، والناشىء فيليب باولي ذو الـ17 ربيعاً، الذي يبشر بخامة واعدة لمستقبل الكرة اللبنانية، لكن مباريات بهذا الحجم صعبة على لاعب يفتقد للخبرة والتجربة، ومن الظلم الإعتماد عليه في هكذا لقاءات.

بدوره أجرى الألماني هولغر أوسيك مدرب "الكنغر" العديد من التغييرات، فأخرج نجمي المباراة بريشيانو وكاهيل، ما سمح لرجال بوكير بالسيطرة على مجريات الشوط الثاني، فصال حسن معتوق مغربلاً الدفاعات الأسترالية، وضبط نادر مطر الإيقاع في وسط الملعب لكن دون الوصول إلى الخاتمة السعيدة وهزّ شباك العملاق شوارزر، في ظلّ إعتماد زملاء كاهيل على الهجمات المرتدة السريعة، والتي أبطل عباس حسن مفعول أغلبها، بإستثناء إنفراد طومسون في الدقيقة 88، وإحرازه الهدف الثالث، ليخرج الجمهور اللبناني متحسراً، ومتسائلاً عما يمكن أن يحققه رجال الأرز أمام "النمر" الإيراني في المباراة الحاسمة للتصفيات الثلاثاء المقبل، في ظلّ العقم التهديفي الذي يصاحب أبناء الأرز منذ إنتهاء مباريات الدور الثالث من التصفيات.

ولفت تواجد مدرب منتخب إيران البرتغالي كارلوس كيروش والعراقي عدنان حمد مدرب "النشامى" في ملعب المباراة، للإطلاع عن كثب حول مستوى لبنان وأستراليا. وإذا كان "الكنغر" واضح المعالم بالنسبة لعدنان حمد، من خلال أدائه وتشكيلته، فإن الجمهور اللبناني يأمل أن يُعد بوكير مفاجأة للمدرب البرتغالي، تعود بالمنتخب اللبناني مجدداً إلى سكة المنافسة، لتحقيق حلم الشعب اللبناني بتأهل منتخبهم إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.

المصدر: الميادين