الفاتيكان: أصغر الدول وأهم الأدوار

هي دار لأكثر من مليار ونصف مليار كاثوليكي في العالم، إعتمد علمها الأصفر والأبيض مع التاج قبل 83 عاماً، ويحجّ إليها المؤمنون المسيحيون يومياً، يتولّى رئاستها الحبر الأعظم، وهو في الإيمان الكاثوليكي خليفة القديس بطرس.
  • أدوار كبيرة على عاتق أصغر دول العالم

في قلب مدينة روما تنبض حياة الفاتيكان. دينياً، تعتبر رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، أما سياسياً فهي أصغر الدول بمساحة أربعة وأربعين كيلومتراً مربعاً، ولا يتجاوز عدد سكانها 850 نسمة فقط. يرأس البابا الفاتيكان، ويتمتع بصلاحيات غير محدودة مدى الحياة، ويدير رئيس وزراء الفاتيكان الذي يعينه البابا جزءاً من صلاحيات الحبر الأعظم. أملاك الفاتيكان ليست محصورة بالكنائس داخلها، بل تملك الفاتيكان جميع الكنائس والأديرة في مدينة روما. أما أبرز معالمه فهي كاتدرائية القديس بطرس التي تغطي أكثر من نصف مساحة الفاتيكان، إلى جانب القصر الرسولي ومتاحف الفاتيكان التي تضم أرقى المنتوجات الفنية للجنس البشري على مر العصور.

لا لغة رسمية في الفاتيكان، لكن لغة الكرسي الرسولي هي اللاتينية، وتعترف الفاتيكان بثمانية وثلاثين لغة تنتشر بين كاثوليك العالم. وأمن الفاتيكان الداخلي يتولاه حرس سويسري قوامه أكثر من مئة عنصر، أما حماية أسواره فمن مهمات الجيش الإيطالي.

ومع أنها دولة ذات حدود، أدرجت الفاتيكان على لائحة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، ولها ممثل في الأمم المتحدة حيث تشغل موضع عضو مراقب. ويعمل في الفاتيكان ثلاثة آلاف عامل أغلبهم من الإيطاليين، فيما ينقسم سكان الدولة إلى قسمين: رجال دين، ومن يطلق عليهم علمانيون، ويهتمون بوظائف غير إكليريكية. وحتى اليوم، بلغ عدد البابوات المنتخبين 265 حبراً أعظماً.

خارجياً، يدير وزير الخارجية علاقات الفاتيكان مع مختلف الدول، حيث أن لها سفارات في 178 دولة، و38 منظمة عالمية، في مقابل 16 دولة لا تتبادل التمثيل الدبلوماسي مع الفاتيكان، وهي تسع دول إسلامية، أربعة شيوعية، دولتان بوذيتان، ودولة توفالو. وسياسياً، يلعب الفاتيكان دوراً بارزاً عالمياً. يتجول البابا بسيارة "البابا موبيل" الفريدة من نوعها، كما يتصل الفاتيكان مع العالم عبر نظام هاتف خاص به. أما إقتصادياً فيملك الفاتيكان أرصدة ذهبية في نيويورك، لكنه يعيش على الأموال التي يضخها السياح، والتبرعات من الكنائس الكاثوليكية عبر ما يسمى بنس بطرس. وينادي الفاتيكان بالسلام ونبذ العنصرية، وأشهر صرخاته مؤخراً، بما يتعلق بمسيحيي العراق وسورية ومصر.

المصدر: الميادين