موسكو تغلق مكاتب "الوكالة الأميركية للتنمية"

الخارجية الروسية تقول إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي حظرت السلطات الروسية نشاطها كانت تحاول التأثير في العمليات السياسية الجارية في روسيا، وإن طابع عملها لم يتطابق مع أهدافها المعلنة.
  • موسكو تعتبر أن هناك تدخلاً في شؤونها تحت ستار العمل التنموي

أعلنت الحكومة الأميركية أن روسيا أجبرتها على إغلاق مكاتب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في موسكو، حيث أمهلت روسيا الوكالة حتى الأول من أكتوبر/ تشرين الأول لوقف عملياتها بعد 20 عاما وإنفاق أكثر من 2.6 مليار دولار.

ولدى إعلان وزارة الخارجية الأمريكية أمس الثلاثاء عن قرار إغلاق مكاتب الوكالة في روسيا لمحت إلى أن الحكومة الروسية شعرت أنها يجب ألا تحصل على مثل هذه المساعدات الخارجية.

وبررت موسكو هذه الخطوة على لسان ألكسندر لوكاشيفيتش الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الذي قال اليوم الأربعاء إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي حظرت السلطات الروسية نشاطها، كانت تحاول التأثير في العمليات السياسية الجارية في روسيا.

وقال لوكاشيفيتش: "لم يكن طابع عمل الوكالة في روسيا يتطابق في أحيان كثيرة مع أهدافها المعلنة - أي المساهمة في تطوير التعاون الثنائي في المجال الإنساني".

وأوضح أن الحديث يدور عن محاولات الوكالة التأثير في العمليات السياسية بما فيها الانتخابات بمختلف مستوياتها وتطوير مؤسسات المجتمع المدني، وهذا عبر تقديم منح للباحثين. وتابع: "كان عمل الوكالة في الأقاليم الروسية، وبالدرجة الأولى في شمال القوقاز، يثير تساؤلات كبيرة، ونحن حذرنا زملاءنا الأمريكيين بهذا الشأن مرارا".

التدخل تحت ستار الديموقراطية

  • الرئيس الروسي خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة

وقال محللون إن هناك دافعا سياسيا وهو الحد من الدعم الخارجي للجماعات الروسية التي تطالب بالديمقراطية وسيادة القانون والتي ينظر إليها الكرملين بريبة شديدة.

وتولى فلاديمير بوتين -الذي ظل رئيسا للبلاد طوال ثماني سنوات حتى 2008 ثم تولى رئاسة الوزراء أربع سنوات- الرئاسة مرة أخرى في مايو/ أيار لفترة ثالثة بعد أن حصل على ثلثي الأصوات.

وقال ماثيو روجانسكي من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي "أوضحت السلطات الروسية خلال الجزء الأكبر من العقد أنها تعتبر روسيا قوة كبرى ومقدمة للمساعدات وليست متلقية لها."

ومضى يقول "أضف إلى ذلك التوترات بسبب احتجاجات ما قبل وما بعد الانتخابات التي يزعم الكرملين أن منظمات غير حكومية ممولة من أمريكا هي التي خططت لها إلى جانب الخلاف العميق بسبب الأنشطة الأمريكية المروجة للديمقراطية في الشرق الأوسط لتعرف السبب الذي ربما جعل روسيا تتخذ مثل هذا القرار الآن".

ولدى إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن قرار موسكو قالت إن وكالة التنمية الدولية تواصل تشجيع الديمقراطية والمجتمع المدني رغم أنها لم يعد لها مكتب في روسيا. وقال مسؤول بالحكومة الأمريكية إن قرار إغلاق المكتب سيشمل 13 دبلوماسيا أمريكيا و60 من الموظفين الروس المحليين.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية في بيان مكتوب "في حين أن الوجود الفعلي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في روسيا سيتنهي.. ما زلنا ملتزمين بدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنمية مجتمع مدني أكثر قوة في روسيا ونتطلع إلى مواصلة تعاوننا مع المنظمات الروسية غير الحكومية".

المصدر: رويترز، إيتار تاس