برشلونة يؤكدها ويفجرها: شاليط سيحضر إلى "كامب نو"!
... وفي اليوم الثالث وبعد تساؤلات كثيرة وشكوك قطع نادي برشلونة الشك باليقين موجهاً خنجره إلى قلوب عشاقه العرب عندما أكد بالفعل حضور الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي كان في قبضة حركة "حماس" لمدة خمس سنوات قبل أن يُفرج عنه، مباراة النادي الكاتالوني أمام ريال مدريد في "إل كلاسيكو" الدوري الإسباني، الشهر المقبل، في ملعب "كامب نو" الخاص ببرشلونة.
وكانت تقارير إعلامية إسبانية عديدة تناولت هذا النبأ دون صدور بيان رسمي من برشلونة، حتى جاء التأكيد على لسان نائب رئيسه، كارليس فيلاروبي، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "إل بايس" الذائعة الصيت في إسبانيا.
وحاول فيلاروبي التخفيف من حالة الإستنكار العارمة التي لقيها هذا النبأ منذ حوالي يومين معتبراً ان النادي الكاتالوني لم يوجه الدعوة إلى شاليط بل وافق على طلبه حضور المباراة المرتقبة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وأشار فيلاروبي بأنه أشرف بنفسه على المفاوضات مع شاليط بعد أن طلب الأخير مشاهدة "الكلاسيكو" المقبل في الجولة السابعة من الدوري الإسباني، معتبراً أن "برشلونة يشكل نقطة التقاء وليس للتفرقة".
وأضاف بأن برشلونة "عرض مقعداً على شاليط في المقصورة، لكن الجندي الإسرائيلي رفض وطلب الجلوس في مقعد قريب من الملعب حيث سيكون برفقته طاقم تلفزيوني لإعداد فيلم وثائقي عن الزيارة".
وأكد فيلاروبي أن موقف ناديه من النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي يعتمد على "التوافق وتنسيق الجهود بين الطرفين"، معيداً إلى الأذهان دعوة برشلونة لإقامة مباراة مع منتخب مكون من لاعبين فلسطينيين وإسرائيليين عام 2005.
وعليه، مهما حاول برشلونة التبرير فإنه ارتكب خطأ كبيراً لا يُغتفر بحق مئات الآلاف من مناصريه العرب والفلسطينيين عندما فتح ذراعيه لاستقبال أحد من قتل أطفالهم وتسبب في تشريدهم من بيوتهم.
وكان هذا النبأ منذ لحظة تداوله قد أثار موجة عارمة من الشجب، حيث استنكرت مؤسسات حقوقية مختصة بشؤون الأسرى في قطاع غزة، دعوة برشلونة لشاليط
مؤسسة "واعد" للأسرى والمحررين وصفت هذه الدعوة بأنها تمثل غطاءً جديداً للإجرام الصهيوني تحت مسمى الرياضة ولعبة كرة القدم، وتساءلت "كيف لفريق رياضي يدّعي التحضر والإنسانية أن يدعو قاتل ومجرم من أمثال شاليط ليكرمه ويشكره؟. يبدو أن برشلونة تناسى أن شاليط ما هو إلا مجرد جندي صهيوني اعتقل وهو يمارس القتل بحق النساء والأطفال والمدنيين بحق الأرض المحتلة وأبنائها".
وأشارت "واعد" إلى أن هذه الدعوة جاءت بعد تحركات نشطة قام بها "اللوبي الصهيوني المتواجد في أوروبا أثناء اعتقال المقاومة للجندي شاليط"، مطالبةً في ذات الوقت "الجاليات الفلسطينية والعربية المتواجدة في أوروبا بضرورة أن يكون لها رصيد ومخزون معلوماتي عن معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال".
وأضافت "اللاعب الفلسطيني الدولي محمود السرسك اعتقل وهو في مهمة رياضية، واعتقاله كان تعسفياً دون أية تهمة، ومكث في السجن سنوات، وأضرب عن الطعام حتى شارف على الموت بينما لم نسمع لهذا النادي صوتاً ولا موقفاً، وعلى ما يبدو فإن سياسة الكيل بمكيالين تجاه القضية الفلسطينية وقضية الأسرى أصبحت سمة غالبة على أشهر النوادي الأوروبية وليس فقط أشهر الساسة فيها".
واعتبر مركز أسرى فلسطين للدراسات نية نادي برشلونة الأسباني توجيه دعوة رسمية للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لملعب "كامب نو" الخاص بالنادي لتكريمه في السابع من الشهر المقبل "إنحياز للإحتلال وتشجيع للجرائم التي يرتكبها بحق أبناء شعبنا وأسرانا في السجون، ونصره للجاني على الضحية".
بدوره كشف أحمد أبو دياب، رئيس قسم الرياضة بإذاعة الأقصى، عن توصية مجلس إدارة الإذاعة بمنع نشر أي أخبار تتعلق بنادي برشلونة، فيما يدرس مجلس الإدارة عدم بث أي مباراة للنادي عبر مرئية الأقصى الأرضية.