صنداي تايمز: رومانسية الجهاد تغوي البريطانيين للقتال في سورية
لم يعد الحديث عن إنضمام مسلحين أجانب إلى صفوف المعارضة السورية أمراً جديداً، فبعد انضمام مجموعات من الأردنيين والباكستانيين، سلّط الضوء على عدد من المنضمين البريطانيين بينهم مصرفيون وأطباء، إنطلاقاً من مبدأ "رومانسية الجهاد" التي "تغوي البريطانيين وتغريهم بالقتال في سورية"، وهو عنوان تحقيق لريتشارد كرباج الذي نشرته صحيفة "الصنداي تايمز" البريطانية الصادرة اليوم الأحد.
وتقول الصحيفة في هذا السياق "يخشى خبراء الأمن البريطانيون من الخطر الذي قد يشكله بعض الجهاديين على بريطانيا إثر عودتهم من القتال في سورية". وجاء في التحقيق عرضاً مفصلاً لخلفيات ودواعي إنضمام هؤلاء البريطانيين، ومن بينهم مصرفي من مدينة برمنغهام البريطانية، كان يعمل في مصرف "إتش إس بي سي" قبل أن يلتحق بمجموعة تضم 50 بريطانياً. وتتابع الصحيفة إنهم "يقاتلون الآن في سورية إلى جانب الثوار والجماعات الإرهابية، مما يثير المخاوف من وقوع أولئك الرجال أسرى لفكرة الجهاد الرومانسية".
وينقل كرباج عن مصادر أمنية قولها إن غالبية أولئك الرجال ينحدرون من خلفيات جنوب آسيوية وشمال أفريقية، وقد التحقوا بالقتال الدائر في سورية منذ بداية المعارك هناك.
وتقول الصحيفة إن الموظف هذا، سافر في وقت سابق من هذا العام إلى سورية للإنضمام إلى الجهاديين، وذلك بعد نحو 12 شهراً من تركه وظيفته في المصرف المذكور.
مصرفيون وأطباء
وبالإضافة إلى المصرفي السابق، وهو بريطاني من أصل باكستاني في الثلاثينيات من العمر، تقول الصحيفة، إن مجموعة الجهاديين البريطانيين في سورية تضم أيضاً طبيباً كان يعمل في وزارة الصحة البريطانية، و"هناك عدد أكبر من الأشخاص ممن يذهبون إلى سورية، ولدى البعض منهم ثمة نظرة رومانسية مؤدَّاها أنه بإمكانهم الذهاب إلى تلك البلاد للجهاد وخدمة القضايا الإسلامية".
ويقول تقرير سابق في الصحيفة ذاتها، إن المصرفي المذكور "كان بين مجموعة الجهاديين التي اختطفت المصور البريطاني جون كانتلي في شهر يوليو-تموز الماضي".
ويضيف "تأتي أنباء المتطوعين البريطانيين هؤلاء في الوقت الذي باتت تلك الحرب تشكل منصة لتجنيد الشبكات الإرهابية، كالقاعدة، التي حاولت إختطاف المعركة التي يخوضها الجيش السوري الحر، الفصيل الرئيس في المعارضة السورية المسلحة".
وتذكِّر الصحيفة بالتحذيرات التي كان قد أطلقها جوناثان إيفانز، مدير عام جهاز الإستخبارات العسكرية البريطانية من شهر يونيو-حزيران الماضي من أن بعضاً ممن يمكن أن يكونوا جهاديين من بريطانيا يسافرون إلى العالم العربي للقتال هناك وسوف يعودون إلى بريطانيا ويشكلون خطراً هنا".
"نظرة رومانسية"
أما عن الـ"نظرة الرومنسية" التي حمّست هؤلاء البريطانيين للذهاب إلى سورية والمشاركة في معاركها، فتنقل الصحيفة عن مصدر أمني مطَّلع قوله "هناك عدد أكبر من الأشخاص ممن يذهبون إلى سورية، ولدى البعض منهم ثمة نظرة رومانسية مؤدَّاها أنه بإمكانهم الذهاب إلى تلك البلاد للجهاد وخدمة القضايا الإسلامية".
ويتابع المصدر قائلا: "لكن، سرعان ما يدركون أنه لا يُسمح لهم بالعودة إلى بريطانيا، لطالما سيثيرون الشبهات والشكوك تجاههم، وذلك على الرغم من أنهم كانوا ينشدون من وراء سفرهم خوض تجربة".