حين تصل الأزمة السورية إلى الجولان المحتل..
تخشى إسرائيل تحوّل المناطق المحيطة بالجولان إلى بؤر للجماعات المتطرفة
تزداد التطورات الميدانية في سورية قُرباً من الحدود مع إسرائيل عند هضبة الجولان. فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف هدفاً تابعاً للجيش السوري ردّاً على سقوط قذيفة هاون إنطلقت من الجهة السورية، عندَ نقطة تحتلّها إسرائيل من خط فك الإشتباك.
وأعلن الجيش الاسرائيلي أن مدفعيته أطلقت قذائف باتجاه بطاريات للصواريخ السورية، على بعد 6 كلم من الحدود وأصابتها إصابة مباشرة. وحذَّر الجيش الاسرائيلي في بيان له أنه سيرد بشدة في حال إطلاق المزيد من النيران على الجولان. فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "إن إسرائيل لن تسمح بخرق حدودها أو إطلاق النار على مواطنيها".
ويأتي هذا التوتر على الحدود السورية الإسرائيلية بالتزامن مع التقرير الاستخباري السنوي الذي عرضته شعبة الاستخبارات العسكرية مؤخراً والذي توقع بنسبة عالية الإنجرار إلى حالة حرب في 2013 على الجبهة الشمالية.
وفيما يبدو ترجمة عملية لتحذير رئيس الأركان بني غانتس قبل أيام من أن ما يجري في سورية قد يتحول إلى شأن إسرائيلي، وتغييراً إسرائيليا لقواعد الاشتباك في هضبة الجولان المحتل، أطلق الجيش الإسرائيلي النار للمرة الثانية خلال 24 ساعة باتجاه الاراضي السورية، رداً على سقوط قذائف في الجولان المحتل.
فالتقديرات الإسرائيلية بأن إطلاق النار باتجاه الجولان المحتل غير مقصود، لم تحل دون الرد الذي وضعته صادر عسكرية إسرائيلية ضمن خانة النار التحذيرية واستعادة قدرة الردع.
مراقبون إسرائيليون قالوا إن الهدف من النيران التحذيرية ليس إشعال الحرب، وإنما الإشارة للسوريين بأن إسرائيل لن تغض النظر بعد الآن عن إطلاق النار باتجاهها، والتأكيد على أن الجيش الإسرائيلي ليس معنياً بإعطاء الرئيس السوري، بشار الأسد، سبباً لحرف النيران باتجاه إسرائيل وتوحيد العالم العربي حوله.
وينطوي توتر الأوضاع على الحدود مع الجولان على مخاطر جمة بالنسبة إلى الإسرائيليين. أما السيناريو الأكثر خطورة الذي تخشاه قيادة المنطقة الشمالية في جيش الإحتلال، فيتمثل في تحول الأراضي السورية المحاذية لهضبة الجولان إلى سيناء ثانية، تنجح فيها المنظمات "المتطرفة" في تحديد قواعد جديدة للعبة، قواعد قد تجد إسرائيل نفسها مقيدة في مواجهتها.