فيصل المقداد: الحرب علينا لن تكون نزهة ممتعة
هاجم نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد "المعارضات"، التي إعتبر أنها ليست صناعة سورية، قائلاً :" كما لاحظتم هي صناعة أميركية وقطرية ويكفيهم شرفاً مثل هذه الرعاية. عندما لا تنبت المعارضة في أرض الوطن وعندما لا تحظى بدعم أهل الوطن فإنها تكون مجّرد ترتيبات خارجية تستخدم في هذا الوقت أو ذاك من أجل التشكيك بالوطن ومن أجل تدمير الوطن. إذا نظرتم إلى مجلس اسطنبول الذي قام بإنشائه الأمريكيون، وبعد فترة قالوا هذا لم يحقق ما كنا نتطلع إليه، فلننشئ أيضاً إطاراً جديداً. أتوا إلى الدوحة المستعدة دائماً لإنشاء مثل هذه الأطر، على حساب القضايا العربية وأنشأوا هذا الإطار الجديد. العالم اليوم يبحث في إتجاه، وهم يبحثون في إتجاه آخر، العالم ونحن في سورية نقول يجب حلّ المشكلة في سورية في إطار سلمّي ومن خلال طاولة الحوار الوطني، وأولّ قرار إتخذّ هو أنهم يرفضون الحوار الوطني".
وعلُق المفداد على دعوة " الجيش الحر لإنسحاب البعثات الدبلوماسية ومكاتب المنظمات الدولية من سورية، وتوقيف الشركات الأجنبية قائلاً:" أنا أثق بأن الدول والسفارات ومنظّمات الأمم المتحدة لا يمكن أنّ تقبل بهذا المنطق وهي بعثات نؤمن لها الحماية بموجب اتفاقية "فيينا" للعلاقات الدبلوماسية ومن الأخلاقي أنّ يؤمّن لها كلّ الشعب السوري ، إذا كان هؤلاء سوريون فهم مسؤولون عن تأمين ضيوف سورية من البعثات الأجنبية وبعثات الأمم المتحدة، لكنّ هؤلاء لا يمّتون إلى سورية بصلة، وإنما ينفذّون مخططات تعدّ لهم خارجياً، من المعروف أنّ الدول الغربية سحبت معظم تمثيلها الدبلوماسي من سورية وهم يريدون الآن مثل هذه الإعلانات، سحب ما تبقى من بعثات، ولكنّ هذه المرة من خلال إراقة الدماء.
"دور أساسي لتركيا في تدمير سورية"
وعن قراءته لواقع الحال بين تركيا وسورية، وهل العلاقات تتجه نحو التصعيد؟ إعتبر أن لتركيا دور أساسّي فيما يجري من تدمير لسورية، "الحكومة التركية والنظام التركي الحالي أمّن كل متطلبات المجموعات الارهابية المسلحة لتدمير سورية، وفي الأحداث الأخيرة بدأنا نسمع عن توّرط ، وخاصة في(مدينة رأس العين) ـ بدأنا نسمع عن توّرط تركي مباشر بإرسال جنود أتراك يدعمون المجموعات الإرهابية المسلّحة، ويكونون خلفهم وينسحبون في الوقت المناسب إلى داخل الحدود التركية حتى لا يتمّ كشف أمر هذا التدخل المباشر، وبعد ذلك يعود علينا النظام التركي والحكومة التركية بأنّ سورية هي التي تهدد أمن تركيا. ما هذه النكتة السمجة والسخيفة! سوف لن تقنع أحداً، حتى الأطفال سوف لن يقتنعوا، والشعب التركي بالمناسبة ليس مقتنعاً بذلك. لكن نحزن على سفك أي قطرة دمّ تركية، هذا هو موقف سورية، نحن لا نريد إلا الخير لتركيا وللشعب التركي على الرغم من كل المؤامرات التي تحيكها هذه الحكومة بقيادة أردوغان ضد سورية".
"الإرهابيون يحاولون زجّ الفلسطينيين"
وحول محاولات إقحام الفلسطينيين في الصراع السوري أكدّ أن أي جهة تفكّر بتوريط الفلسطينيين في سورية وتقحمهم في الخلافات الداخلية تتحمل مسؤوليتها عن هذا التدخل كجريمة ضد الانسانية. فنحن نستقبل الفلسطينيين والحكومة السورية تقدّم كل متطلبات الحياة الكريمة لهؤلاء الأشقاء، وتعطيهم كل الامتيازات التي يتمتع بها المواطن السوري ما عدا إمتياز واحد وهو الجنسية السورية، لأن الفلسطيني يجب أن يبقى فلسطينياً حتى يتمكّن من العودة بكرامة وشرف إلى أرضه. والمسلّحون والإرهابيون ـ يحاولون زجّ الفلسطينيين وأنا أعتقد انه لا توجد أي مصلحة على الأطلاق لا لنا ولا للفلسطينيين".وردّاً على تصريح رئاسة الأركان البريطانية التي لم تستبعد إمكانية التدّخل المحدود في سورية، أكدّ المقداد " أنّ كلّ المؤشرات تعطي الانطباع بان مثل هذا التدخل مستحيل وصعب، لكن نحن أيضاً نتعامل مع مسألة معقدة وهنالك الكثير من المصالح ، لذلك يجب ألاّ نستبعد القيام من خلف مجلس الأمن كما تمّ في أماكن اخرى. لكنّ أنا أثق بأن هذه الدول التي تمرّ الآن بأزمات اقتصادية وأخلاقية عميقة جداً على المستوى الدولي قد لا تكون قادرة على القيام بذلك".وإذّ كررّ تأكيد سورية أنها لا تملك سلاحاّ كيماوياّ و" أننا لن نستخدمه حتى في حال وجوده"، إستطرد مؤكداً: " هذا موقف ثابت نحن سندافع عن شعبنا بالطرق المشروعة والتي كفلها القانون الدولي والقانون الانساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ونعتقد أنّ نزهة بريطانيا أو فرنسا أو غيرها سوف لن تكون ممتعة جداً فيما إذا حاولوا الإعتداء على بلد عربي آخر، خاصة وأن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي تجاه مثل هذا التدخل".