"وول ستريت جورنال": ترامب وتوسيع السلطة الرئاسية.. بداية عصر جديد؟

صحيفة "وول ستريت جورنال" ترى أنّ ترامب، منذ بداية رئاسته، استخدم صلاحياته الرئاسية، بصورة غير مسبوق، موقّعاً أوامر تنفيذية بشأن عدة قضايا محلية وعالمية، متجاهلاً دور الكونغرس.
  • الرئيس الأميركي، دونالد ترامب (رويترز)

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إنّه، مع نهاية الأسبوع، سيكون الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقع أوامر تنفيذية بشأن الهجرة، والطاقة، وأيديولوجية النوع الاجتماعي، والتعامل مع كل ركن من أركان الحياة الأميركية، ناهيك بسائر العالم، الذي يعتزم فرض "رسوم جمركية وضرائب عليه".

ولفتت إلى أنّ أول تصرفات ترامب كان إصدار تعليمات لوزارة العدل بعدم فرض حظر على "تيك توك"، كان فرضه قانون صادر عن الكونغرس، وأكدته المحكمة العليا بالإجماع. وانتقدت الصحيفة "عدم ذكر ترامب للكونغرس في خطاب تنصيبه"، وقالت إنّه "أظهر ازدراءً بالسلطة التشريعية، كما كانت الحال مع أسلافه في البيت الأبيض".

وأشارت الصحيفة إلى أنّه "في لمح البصر، انتقل ترامب من سرعة صفر إلى 60 في ممارسة السلطة الرئاسية، معلناً حالتي طوارئ وطنية، وإذا كانت الطاقة تشكل أزمة بموجب قانون الطوارئ الوطنية، فإن أي شيء يشكل أزمة".

وأضافت أنّ "ترامب يتلذذ في عودته إلى الرئاسة الأميركية والصلاحيات غير المسبوقة التي يتمتع بها تجسيدها الحديث"، مستعرضةً تساؤلات الذين يتفقون مع أغلبية أهدافه، بحيث إنّه "في ظل الظروف المزرية التي تعيشها البلاد حالياً، تُبرر الوسائل الاستثنائية، وبطبيعة الحال، سوف يستوعب الرئيس الديمقراطي القادم التعريف الواسع، الذي قدّمه ترامب لصلاحياته ويرفع الرهان".

وشدّدت "وول ستريت جورنال" على أنّ "من الجدير أن نفكر في الكيفية التي وصلنا بها إلى النقطة التي أصبحنا فيها على استعداد للتنازل عن قدر كبير من السلطة لشخصية رئاسية واحدة"، مضيفةً أنّ "سياستنا وثقافتنا ليستا في الحالة المتدنية الحالية التي يحاول ترامب عكسها بالصدفة، بل بسبب قرارات سيئة يمكن تحديدها والتي تحولت بمرور الوقت إلى أزمة".

ورأت الصحيفة أنّ "اتساع نطاق الأوامر الرئاسية، التي أصدرها ترامب، مثير للإعجاب، لكنه أيضاً علامة على أن النظام لا يعمل كما تم تصميمه في الأصل"، وفي الوقت الذي "من المفترض أن يمثل الكونغرس مصالح البلاد المتنوعة، حل ترامب محل الفيدرالية القائمة على المصالح، بفكرة أبسط تتمثل بمصلحة وطنية موحدة، يحددها وينفذها الرئيس".

ولفتت إلى أنّ "تعزيز القوة الوطنية، بصورة أكبر، أصبح أمراً مهماً في عالم من القوى العدوانية المركزية، مثل الصين وروسيا. وبناءً عليه، فإنّ نظام السلطة الموزعة في أميركا، سواء بين الفروع الفيدرالية الثلاثة أو الولايات، يشكل قوة مستدامة".

وقالت "وول ستريت جورنال" "إننا على وشك دخول عصر آخر من السلطة الرئاسية القوية، إن لم تكن الإمبراطورية. وربما يكون بعض ذلك ضرورياً، في ظل عدم وجود نهاية في الأفق لأداء الكونغرس الضعيف".

ولفتت إلى أنّ "غريزة ترامب، التي ظهرت بوضوح في الأسبوع الأول، هي عدم التقيد بأي شيء تقريباً، وسوف يحتاج المحافظون، ولاسيما أتباعه، إلى محاسبة الرئيس السابع والأربعين".

اقرأ أيضاً: "فايننشال تايمز": تشاؤم بشأن أوروبا.. "أزمة وجودية" عقب سياسات ترامب الجديدة

المصدر: صحيفة "وول ستريت جورنال"