"فايننشال تايمز": تشاؤم بشأن أوروبا.. "أزمة وجودية" عقب سياسات ترامب الجديدة
حذّر المستثمرون من ضعف أوروبا في مواجهة سياسات "أميركا أولاً"، التي ينتهجها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حيث قارنوا بين الصراعات الاقتصادية التي تواجهها القارة، و"الغرائز الحيوانية" التي أطلق لها العنان في الولايات المتحدة في عهد الرئيس الجديد، وفق صحيفة "فايننشال تايمز".
وبحسب الصحيفة، فإنّ خطط ترامب لتحرير الاقتصاد وخفض الضرائب قد أثارت "حماسة كبيرة بين العديد من المسؤولين التنفيذيين الأميركيين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الأسبوع"، لكن المزاج العام فيما يتصل بأوروبا "كان أكثر قتامة"، حيث حذّر مسؤول تنفيذي في أحد البنوك الأميركية الكبرى من "ذروة التشاؤم" بشأن القارة.
كما أدّى التهديد بفرض رسوم جمركية أميركية على أوروبا، إلى تفاقم مخاوف المسؤولين التنفيذيين والسياسيين في الاجتماع السويسري، وحذّروا من أنّ المد الاقتصادي الأميركي المتصاعد "قد يفشل في تعزيز المشاعر على الجانب الآخر من الأطلسي".
"أزمة وجودية"
في هذا السياق، قالت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، إنّه "ليس من التشائم" القول إنّ أوروبا تواجه "أزمة وجودية".
وفي حلقة نقاشية، أضافت لاغارد إنّ الأوروبيين "لابد وأن يكونوا واقعيين"، مردفةً: "نحن الآن نتلقى هذه الدفعة الضخمة، لأنّ لاعباً كبيراً آخر في الاقتصاد العالمي ينظّم الأمور بطريقة مختلفة، ويهدد بعض الشركاء واللاعبين الذين اعتادت تلك البلاد على التعامل معهم".
"3 مسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى قالوا أن إجراءات ترامب سوف تسحق الاقتصاد الأوروبي.. يعتقد الأوروبيون أن ترامب يريد أن يحصد المال من الاحتياطات الأوروبية ليمنع الانهيار في أميركا"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 22, 2025
الخبير الاقتصادي حسن مقلد لـ #الميادين@hasmokaled pic.twitter.com/2po9U9HhoI
بدوره، قال رئيس أحد صناديق الثروة السيادية الكبيرة إنّ "الأمور تسير على ما يرام حقاً بالنسبة إلى أميركا، لكنّها تبدو سلبية حقاً بالنسبة إلى أوروبا".
وأضاف: "الناس قلقين بشأن افتقار ألمانيا وفرنسا إلى القيادة، وتقدم اليمين المتطرف، وتنظيم الذكاء الاصطناعي وقوة الاتحاد"، فيما "السؤال هو: هل هناك ما يكفي من الشعور بالأزمة لتحفيز أوروبا على التعافي؟ لا أعتقد ذلك".
كذلك، قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أمام المنتدى الاقتصادي العالمي، إنّ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة "يجب أن يتفاوضا للحفاظ على العلاقات التجارية، نظراً إلى أنّ حجم التجارة بينهما يبلغ 1.5 تريليون يورو والاستثمارات الضخمة عبر الأطلسي، ما يجعل الكثير على المحك لكلا الجانبين".
وتأمل بروكسل أن تكون التهديدات بفرض تعريفات جمركية باهظة بمثابة مقدمة لصفقات تتجنب بعض هذه الحواجز، كما فعلت في ولاية ترامب الأولى، بحسب "فايننشال تايمز".
لكن الفجوة مع بروكسل كانت واضحة هذا الأسبوع، عندما أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، حجر الزاوية في سياسة الاتحاد الأوروبي، ومنظمة الصحة العالمية.
وكان الرئيس الأميركي قد كشف أنّ واشنطن "قد تفرض رسوماً جمركية على الاتحاد الأوروبي"، وفي الوقت عينه "تبحث في احتمال فرض رسوم بنسبة 10% على الواردات الصين منذ مطلع شهر شباط/فبراير المقبل".
وسارع الرئيس الأميركي إلى مهاجمة الاتحاد الأوروبي، عندما سئل كيف يمكن له تجنب الرسوم الجمركية الباهظة، قائلاً للصحافيين: "الشيء الوحيد الذي يمكنهم فعله بسرعة هو شراء نفطنا وغازنا".
"وجّه ترامب رسائل إلى الأوروبيين والدول الغربية التي تتعامل مع الولايات المتحدة، تتعلق برفع الضرائب والتعريفات الجمركية."
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 20, 2025
التفاصيل مع مؤسس مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية رضوان قاسم في #المسائية #الميادين #ترامب_2 pic.twitter.com/fH4LkDf007