"رويترز": حماس متجذّرة بعمق في غزة.. كيف ظهر ذلك عقب وقف إطلاق النار؟
أكدت وكالة "رويترز" أنّ حركة حماس تمتلك "قبضةً محكمةً على غزة"، وذلك بناءً على تحرّك إدارة القطاع سريعاً لإعادة فرض الأمن والحدّ من عمليات النهب وبدء استعادة الخدمات الأساسية لأجزاء منه، منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، الأحد.
وشدّد سكان ومسؤولون ودبلوماسيون إقليميون وخبراء أمن، تحدثت الوكالة إليهم، على أنّ حماس "لا تزال متجذّرةً بعمق في غزة، على الرغم من أنّ إسرائيل تعهّدت تدميرها".
وبحسب هؤلاء، فإنّ الحركة لا تسيطر على قوات الأمن في قطاع غزة فقط، بل إنّ القائمين عليها "يديرون الوزارات والهيئات الحكومية، ويدفعون رواتب الموظفين وينسّقون مع المنظّمات غير الحكومية الدولية".
في هذا السياق، أشارت "رويترز" إلى أنّ مسؤولي حماس يشرفون على إزالة الأنقاض في الأحياء التي دمّرها "الجيش" الإسرائيلي خلال الأشهر الـ15 من الحرب.
ويتولى مسلحو الحركة أيضاً حراسة قوافل المساعدات في القطاع، ويقوم أفراد الشرطة التابعون لها بدوريات في الشوارع، في "رسالة واضحة، مفادها أنّ حماس لا تزال في السلطة"، كما تابعت الوكالة.
كما بدأت البلديات في القطاع، منذ يوم الأحد، إزالة الأنقاض من بعض الطرقات بهدف السماح للمركبات بالمرور، بينما قام العمال بإصلاح الأنابيب والبنية التحتية من أجل استعادة المياه الجارية في الأحياء.
والثلاثاء، نقلت عشرات الشاحنات الثقيلة الحطام من المباني المدمّرة على طول الشرايين الرئيسية في القطاع.
يأتي ذلك ليثبت فشل الاحتلال الإسرائيلي في القضاء على حماس وسلطتها في قطاع غزة، بعد 15 شهراً من الحرب التي مثّل هذا الأمر أحد أهدافها الرئيسة المعلنة، بحيث واصلت الهيئات الحكومية عملها، بالتوازي مع مواصلة المقاومة عسكرياً حتى اليوم الأخير.
وفي هذا الإطار، يُذكر أنّ مقاومي كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، خرجوا بين أهل غزة الذين وجّهوا التحية إليهم وهتفوا بشعارات داعمة للمقاومة، خلال مدة لم تتجاوز بضع ساعات من اليوم الأول لبدء تنفيذ وقف إطلاق النار.
"تحية لكتائب عز الدين".. هتافات تمجّد المقاومة عقب انتشار مركبات كتائب القسام في قطاع غزة بعد إعلان وقف إطلاق النار.#الميادين #غزة_تهزم_الإبادة pic.twitter.com/tlvx2l4O6o
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 19, 2025
على المستوى الحكومي، منذ الأحد أيضاً، بدأ الآلاف من عناصر الشرطة الفلسطينية الانتشار في مختلف مناطق القطاع، وفقاً لخطة حكومية تهدف إلى حفظ الأمن والنظام، بالتوازي مع بدء البلديات إعادة فتح الشوارع وتأهيلها، بحسب ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وأكد المكتب أنّ الوزارات والمؤسسات الحكومية على جاهزية كاملة للبدء في العمل، وفقاً للخطة الحكومية، من أجل تطبيق كل الإجراءات التي تضمن عودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن تدريجياً.
أما وزارة التنمية الاجتماعية، فأعلنت الاثنين أنّها أنهت كل الاستعدادات اللازمة لاستقبال المساعدات القادمة عبر المعابر، بحيث ستقوم بتقديم جميع التسهيلات للمؤسسات المحلية والدولية والأممية، من أجل استلام المساعدات والعمل على توزيعها.
والاثنين أيضاً، باشرت أجهزة وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة انتشارها في الشوارع ومفترقات الطرق الرئيسة في جميع المحافظات، من أجل تأمين الممتلكات العامة والخاصة للسكان، والتعامل مع مخلّفات الاحتلال التي تشكّل خطراً على الحياة.
وعملت أجهزة الوزارة المختلفة على مساندة الأجهزة الحكومية الأخرى في فتح الطرقات وإعادة تقديم الخدمات للسكان في المناطق التي انسحب منها "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً في محافظتي الشمال ورفح، اللتين شهدتا تدميراً شاملاً.