"رويترز": نصف قرن من المسيرة السياسية.. إنجازات بايدن أنهاها فوز ترامب

تقرير في وكالة "رويترز"، يستعرض المسيرة السياسية للرئيس الأميركي، جو بايدن، مشيراً إلى أنّه سيُذكر باعتباره الرئيس بين ولايتين للرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
  • الرئيس الأميركي، جو بايدن، في فترة ولاية 2020 - 2024

يختتم الرئيس جو بايدن مسيرته السياسية التي استمرّت نصف قرن، يوم الأربعاء المقبل، في خطاب أخير في المكتب البيضاوي، "مرسّخاً إرثاً طغى عليه فشل الديمقراطيين" في منع دونالد ترامب من العودة إلى البيت الأبيض، وفق وكالة "رويترز".

وقد استعرضت "رويترز" أبرز محطات بايدن، الذي ترشّح للرئاسة عام 2020 كـ"شخصية انتقالية"، لكنه اختار في سن غير مسبوق (80 عاماً) الترشّح لإعادة انتخابه (انتخابات 2024)، مقتنعاً بأنه "الديمقراطي الوحيد القادر على هزيمة ترامب".

وأشارت الوكالة إلى أنّ بايدن أُجبر على الخروج من السباق في حزيران/يونيو 2024، بعد مناظرة "كارثية" ضد ترامب، وألقى بعض الديمقراطيين باللوم عليه في هزيمتهم في صناديق الاقتراع في تشرين الثاني/نوفمبر، بعد ترشّح كامالا هاريس.

وفي سياق ما قدّمه بايدن خلال فترة ولايته للبلاد، اعتبرت الوكالة أنّ بايدن أشرف على تعافي الولايات المتحدة من "كوفيد-19"، وموّل إحياء البنية الأساسية، وأطلق شرارة تصنيع رقائق أشباه الموصلات الجديدة، وتصدّى لتغيّر المناخ أثناء محاولته إعادة التوازن إلى التفاوت والاستثمار في المستقبل، و"ترك اقتصاداً أميركياً متفوّقاً وشركات متفائلة".

لكنّ بايدن وفق "رويترز" أيضاً، لم يتمكّن من معالجة الانقسامات في البلاد بالطريقة التي كان يأملها، أو "وقف التراجع الديمقراطي في جميع أنحاء العالم"، وكان "إنجازه السياسي الأبرز هزيمة ترامب في عام 2020، مؤقتاً".

ووضّحت الوكالة أنّ إدارة بايدن أشرفت على توزيع لقاحات "كوفيد-19" والتعافي الاقتصادي الذي تحدّى التوقّعات بالركود، حتى مع ارتفاع التضخّم وارتفاع الأسعار، مما أثار استياء الناخبين من إدارته الاقتصادية.

واستغلّ الجمهوريون الإحباط العامّ، وأثاروا الغضب بسبب الأسعار المرتفعة باتهامات للنخبوية الديمقراطية وانفصالها عن الناخبين من الطبقة العاملة.

ولفتت الوكالة، إلى أنّ الرئيس المنتخب الجمهوري، ترامب، تعهّد بإلغاء الكثير مما أنجزته الإدارة الديمقراطية، بينما تحدّث بايدن عمّا وصفه بالتهديد المستمرّ في رسالة أصدرها البيت الأبيض، الأربعاء.

وقال بايدن: "لقد ترشّحت للرئاسة لأنني اعتقدت أنّ روح أميركا كانت على المحكّ. وكانت طبيعة هويتنا على المحكّ. ولا تزال هذه هي الحال"، وحثّ الأميركيين على "مواصلة النضال من أجل تركيز البلاد على المساواة والحرية في الحياة والسعي إلى تحقيق السعادة".

بدروه، قال المستشار السابق للرئيس باراك أوباما، ديفيد أكسلرود، إنّ "كل ما أراده بايدن هو أن يتذكّره الناس للأشياء التي فعلها من أجل هذا البلد، وعلى الأقل في الأمد القريب، لكنّ قراراته السيئة بالترشّح طغت على ذلك".

وأضاف أنّ بايدن أصبح "رئيساً تاريخياً عندما هزم ترامب، إلا أنّ حقيقة أن ترامب عاد إلى السلطة بقوة أكبر مما كان عليه عندما غادرها، تشكّل نهاية حزينة للقصة".

من جهته، رأى مسؤول في البيت الأبيض، في هذا السياق، أنّ الإرث يتم تحديده على المدى الطويل، موضحاً أنّ بايدن نجح في "تحقيق السجل التشريعي الأكثر أهمية منذ عهد جونسون، وستنمو الفوائد غير القابلة للعكس لهذه القوانين على مدى عقود من الزمن".

أمّا السيناتور كريس كونز، الذي يعدّ حليفاً قديماً لبايدن، فاعتبر أنّ الرئيس الديمقراطي يواجه أزمة اقتصادية وأزمة صحية عامة وأزمة ديمقراطية في أعقاب الهجوم الذي شنّه أنصار ترامب على مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير 2021 بعد تولّي بايدن منصبه.

وقال كونز: "كانت البلاد في خضمّ الأزمة. وكان التعافي من هذا الوباء أعظم إنجازاته".

بدورها، قالت رئيسة معهد السياسة الاقتصادية، هايدي شيرهولز، من ناحيتها إنّه "لا يمكنك عكس أربعة عقود ونصف العقد من التفاوت المتزايد من خلال بضع سنوات من النتائج الاقتصادية الجيدة المطلقة والتغييرات السياسية. لكن أحد أهم الأشياء التي فعلوها هو توفير التعافي الإغاثي بالقدر المطلوب لتوليد انتعاش قوي للوظائف".

على صعيد السياسات الخارجية، ذكرت الوكالة أنّ بايدن، الذي قضى أكثر من 3 عقود في مجلس الشيوخ الأميركي و8 سنوات نائباً لأوباما قبل سنواته الـ4 في الرئاسة، عمل على "ردٍ غربي موحّد" بشأن الحرب في أوكرانيا، وتعزيز التحالفات، والانسحاب الأميركي من أفغانستان.

فيما، لفتت "رويترز"، إلى أنّ 13 فرداً من العسكريين الأميركيين، قُتل أثناء الانسحاب الذي وصفه بـ"الفوضوي" من أفغانستان في آب/أغسطس 2021، و"لم تتعافَ شعبية بايدن أبداً".

وانتقدت "رويترز" دعم بايدن "القوي" لـ "إسرائيل"، التي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين، مؤكدةً أنّ ذلك أدى إلى انقسام الحزب الديمقراطي ، وتضرّر سمعة بايدن لدى اليسار.

وقال المستشار السابق للأمن القومي لرئيس الوزراء الكندي، فينسنت ريجبي، إن "بايدن سيظل في الأذهان إلى الأبد باعتباره رئيساً مؤقتاً"، على الرغم من إنجازاته القوية في إعادة بناء الثقة في الولايات المتحدة بعد ولاية ترامب الأولى".

وأضاف: "سنرى كيف سيعامله التاريخ بعد 5 أو 10 أو 15 عاماً من الآن، لكنه سيُنظر إليه باعتباره الرئيس بين ولايتي ترامب. لقد تمسّك بموقفه، لكن ترامب عاد".

اقرأ أيضاً: ترامب: بايدن كارثة كاملة ومطلقة للولايات المتحدة

المصدر: وكالة "رويترز"