السيد الحوثي: العدو يفشل في التصدي لصواريخنا.. ويجب ردعه عن تحقيق أطماعه في المنطقة
أكّد قائد حركة أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك الحوثي، اليوم الخميس، أنّ "هدف العدو الإسرائيلي، بشأن الاحتلال الكامل لكل فلسطين وسائر الأجزاء الواسعة من العالم العربي، تحت عنوان إسرائيل الكبرى، لم يتغير".
وأضاف السيد الحوثي، في كلمة بشأن مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية، أنّ "العدو الإسرائيلي يعمل على تحقيق أهدافه، بصورة مرحلية، ويسعى لتحقيق إنجازات تراكمية، ليصل عبرها إلى هدفه المنشود".
وتطرق السيد الحوثي إلى الحديث عن نشر الاحتلال الإسرائيلي خريطة جديدة شملت مناطق في لبنان وسوريا والأردن، وقبلها خرائط مرحلية مصحوبة بتصريحات مستفزة.
وقال إنّ "على الجميع، في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، أن يفهم أنّ الإسرائيلي يحمل توجهاً عدوانياً طامعاً في السيطرة والنهب لكل هذه البلدان"، مؤكداً أنّ "السياسة التي يتخذها الأردن وسوريا الآن، لن تغير سياسة الإسرائيلي، ولن يتخلى في مقابلها عن أطماعه".
وشدّد السيد الحوثي على أنّ "العدو الإسرائيلي لا يزال مُصِرّاً على أطماعه وعلى سياسته العدائية، وهذا واضح عبر تصريحات رسمية ومواقف واضحة".
وأكد أنّ "ما يؤخّر العدو الإسرائيلي عن توسيع الاحتلال سببان، هما: المقاومة والجهاد، والنقص الذي يعانيه في عدد المغتصبين"، مشيراً إلى أنّه "لم يتوافر للعدو الإسرائيلي العدد اللازم للانتشار في كل المساحة الجغرافية، التي يريد الانتشار فيها، بحيث يسعى باستمرار لاستقدام مزيد من اليهود".
وتحدّث السيد الحوثي أيضاً عن "نشاط إعلامي دعائي سيء ومسيء من البعض في فلسطين، ومن بعض الأنظمة العربية، ضد من يقف بوجه العدو الإسرائيلي"، إذ إنّ "من يبرز من أبناء الشعب الفلسطيني ومن أبناء الأمة بقوة في مقام الدفاع ومواجهة أولئك الأعداء، يُحَارَب من قبل الكثير من أبناء الأمة، ويُساء إليه، فيما تصنفه بعض الأنظمة في قوائم الإرهاب".
الإسرائيلي فشل في لبنان
وفي هذا السياق، لفت السيد الحوثي إلى أنّ "العدو الإسرائيلي يستمر في خرق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، عبر القصف والتمشيط الناري والتدمير والنسف لبعض المنازل".
وأكّد أنّه "مهما فعل العدو الإسرائيلي في جنوبي لبنان، وفي العدوان عليه، فهو فاشل"، بحيث "فشل في تحقيق هدفه المعلن بشأن القضاء على حزب الله، فبقي حزب الله حاضراً في الساحة اللبنانية حضوراً قوياً".
وأضاف السيد الحوثي أنّ "حزب الله يتعافى ويقوى أكثر فأكثر، وبقي جبهة ثابتة متجذّرة صُلبة وقوية، في مواجهة العدو الإسرائيلي".
وأشار إلى أنّ "العدو الإسرائيلي، عبر التعاون مع الأميركي وبعض الأنظمة العربية، يعمل على الوضع الداخلي اللبناني"، مؤكداً أنّ "توجه البعض في لبنان إلى خدمة الإسرائيلي له عواقب سيئة، حتى على من يخدم العدو".
وقال السيد الحوثي إنّ "هناك مسؤولية كبيرة على كل الأفرقاء في لبنان ليكونوا واعين ومدركين ومؤثرين لمصلحة بلدهم واستقراره"، مشيراً إلى أنّ "من يتآمر ويمكر في لبنان يجلب الضرر إلى نفسه، ولا يؤثر فقط في استقرار الساحة اللبنانية".
"إسرائيل" تسعى لتثبيت سيطرتها على سوريا
وبشأن تطورات الأوضاع في سوريا، بيّن السيد الحوثي أنّ "العدو الإسرائيلي يسعى لتثبيت سيطرته على المناطق التي اجتاحها واحتلها مؤخراً"، وهو أمر "يدلل على أنه لا يريد البقاء بصورة موقتة".
وقال إنّ "السيطرة على سوريا مسألة مرتبطة بالمصلحة الإسرائيلية، والتي تتمثل بالاحتلال والنهب"، بحيث "يسعى الإسرائيلي لاستقدام مزيد من التعزيزات العسكرية، وعمل على إنشاء التحصينات واستقدام البيوت الجاهزة، ووصل إلى سد المنيطرة، الذي يُعَدّ أكبر سد في الجنوب السوري".
وأشار السيد الحوثي إلى أنّ "الأميركي يغتنم الفرصة في تعزيز انتشاره واحتلاله وسيطرته على مزيد من المناطق في شرقي سوريا"، حيث "يقيم قواعد عسكرية جديدة في الشرق، ويسعى لأن يكون هناك أيضاً في موقع الاستقطاب والتأثير".
وأضاف أنّ "الأميركي يريد أن يتحول الدور الوظيفي لسائر البلدان العربية إلى أن تحرس القواعد الأميركية".
وقال إنّ "الأميركي والإسرائيلي لن يكتفيا باحتلال المناطق في سوريا، والتي يتوسعان فيها باستمرار، بل سيحرصان على التغلغل في واقع سوريا الداخلي"، و"يعملان على استقطاب الجواسيس والخلايا التخريبية، التي تستهدف الشعب السوري أمنياً، من أجل إثارة الفتن وتفكيك المجتمع".
وأضاف أن "الأميركي والإسرائيلي سيستثمران بعض السياسات الغبية، التي تتصرف بصورة سلبية تجاه الأقليات"، من أجل أن "يُظهرا نفسيهما في موقع المستعد لتقديم الحماية للأقليات في سوريا".
ردع الاحتلال عن تحقيق أطماعه
وقال إنه "يجب أن تكون أمتنا في الموقف الفعلي الحقيقي ضد العدو الإسرائيلي، على نحو يردعه عن تحقيق أطماعه"، وأضاف أنّ "التعاون مع الأميركي والإسرائيلي هو مساهمة في تمكينهما من تحقيق أهدافهما".
وعلّق السيد الحوثي على تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، هذا الأسبوع، بشأن "فتح أبواب الجحيم"، إذا لم يتم الإفراج عن أسرى العدو الإسرائيلي، مؤكّداً أنّه "تصريح طغيان وتكبّر وعنجهية وغطرسة"، مشيراً إلى أنّ "الأميركي والإسرائيلي يعرفان أنّ المتعنّت في كل جولات التفاوض هو الإسرائيلي".
العمليات اليمنية مستمرة ومؤثرة
وبشأن العمليات العسكرية في جبهة اليمن، قال السيد الحوثي إنّها "استمرت هذا الأسبوع في إطلاق الصواريخ فرط الصوتية والطائرات المسيّرة ضد أهداف تابعة للعدو الإسرائيلي في عمق فلسطين المحتلة".
وأكد أنّ "هناك تأثيراً كبيراً لهذه العمليات في ترسيخ الرعب والقلق والهلع لدى العدو، وفشله في التصدي للصواريخ"، بحيث وصلت "العمليات العسكرية إلى يافا وعسقلان المحتلتين".
ولفت إلى أنّ "هناك قلقاً كبيراً لدى العدو الإسرائيلي نتيجة فشله في التصدي للصواريخ اليمنية، ولديه مشكلة في الصواريخ الاعتراضية لها"، كما أنّ "هناك تأثيراً فيما يتعلق بحركة الطيران في مطار بن غوريون، لأنّه يضطر إلى توقيف الرحلات في أثناء العمليات، وهذا الأمر أثر في قرار كثير من شركات النقل الجوي بشأن عدم العودة إلى الرحلات"، بالإضافة إلى تأثير العمليات اليمنية في اقتصاد الاحتلال.
"هناك تأثير على العدو الإسرائيلي فيما يتعلق بحركة الطيران في مطار "بن غوريون" لأنه يضطر إلى توقيف الرحلات أثناء العمليات، وهذا أثر على قرار الكثير من شركات النقل الجوي في العودة إلى الرحلات"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 9, 2025
قائد حركة #أنصار_الله السيد عبد الملك الحوثي#الميادين #اليمن pic.twitter.com/4pQ4nsIAbH
تفاصيل ثالث اشتباك مع حاملة الطائرات الأميركية "ترومان"
وفي حديثه عن العمليات اليمنية، كشف السيد الحوثي عن اشتباك وقع هذا الأسبوع مع حاملة الطائرات الأميركية "ترومان"، هو الثالث معها، وسادس اشتباك مع حاملات الطائرات الأميركية.
وتزامن هذا الاشتباك مع تنفيذ عمليات عدوانية كبيرة على اليمن، تم إفشالها، بحسب ما أكّد السيد الحوثي، الذي أشار إلى "إنجاز تكتيكي للأميركيين عسكرياً في تطوير عمليات الهروب سريعاً".
وقال إنّ حاملة الطائرات "ترومان" هربت على الفور، بصورة سريعة، في اتجاه أقصى شمال البحر الأحمر.
وأضاف: "نجد بوضوح أنّ الأعداء يفشلون في كل المجالات إلى حد كبير، في مقابل الصمود والثبات والتماسك والنجاح لشعبنا"، مثنياً على الوعي والبصيرة وقوة الموقف والروح المعنوية الإيمانية والجاهزية العالية والكبيرة للشعب اليمني.
وفي هذا الإطار، دعا السيد الحوثي أبناء الشعب اليمني إلى الخروج المليوني، يوم غد الجمعة، في العاصمة صنعاء وسائر المحافظات والمديريات. وقال: "نحن في مرحلة مهمة جداً، والخروج الواسع في المسيرات له أهميته الكبيرة".