"واشنطن بوست": هل سيصبح إيلون ماسك "ملك أوروبا"؟

كاتب مقال الرأي لي هوكستادر في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية يتساءل، هل يستطيع الملياردير إيلون ماسك أن يفرض إرادته على الدول الأوروبية؟
  • الملياردير الأميركي إيلون ماسك (وكالات)

أكّدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، اليوم الأربعاء، أنّه وحتى وقت قريب، كان التحدي الرئيسي الذي يواجهه الملياردير إيلون ماسك في أوروبا يتمثل في حشد الوسائل اللازمة لفرض قواعد التكنولوجيا والتجارة على قطب ملياردير تتجاوز إيرادات شركاته السنوية الإنفاق الدفاعي السنوي لبريطانيا أو ألمانيا.

وتساءل كاتب مقال الرأي لي هوكستادر، إذا ما كان ماسك قادراً على السيطرة على السياسة الأوروبية، والهيمنة عليها كما هيمنت الشركات الأميركية على ما يسمى جمهوريات الموز في أميركا الوسطى قبل أكثر من قرن من الزمان. أو بشكل أكثر صراحة: هل يستطيع ماسك التلاعب بألمانيا أو بريطانيا كما فعلت شركة الفواكه المتحدة في السابق مع هندوراس؟

وقال الكاتب إنّ السؤال قد يبدو سخيفاً، نظراً لأنّ برلين تحكم ثالث أكبر اقتصاد في العالم، ولندن تحكم سادس أكبر اقتصاد في العالم. ولكن، مع تصاعد موجة التغريدات الساخرة، تسبب أغنى رجل في العالم في دفع السياسة في البلدين إلى حالة من الاضطراب.

ورأى الكاتب أنّ الكثير مما ادعاه ماسك خاطئ، ولكن بالنسبة له فإنّ النقطة الأساسية ليست الحقائق، بل القوة، وكيف يمكنه استخدامها للهيمنة على الأضواء وفرض إرادته؟

وأشار هوكستادر  إلى أنّ نفوذ ماسك يرجع إلى حدٍ كبير إلى ثروته (التي تقترب الآن من نصف تريليون دولار)، وجحافل المتابعين (211 مليوناً على منصة التواصل الاجتماعي X الخاصة به). وربما يكون الانفتاح الذي أتاحته إخفاقات أوروبا المتزايدة، وتوترها ويأسها، قوياً بالقدر نفسه.

كما لفت الكاتب إلى أنّ قانون الخدمات الرقمية في الاتحاد الأوروبي أثار غضب ماسك بشكلٍ خاص، والذي يلزم الشركات العملاقة على الإنترنت بحظر وإزالة المحتوى الكاذب. وبالنسبة إلى ماسك، الذي يواجه احتمال فرض غرامات بمئات الملايين من الدولارات نتيجة لانتهاكات إكس المزعومة لقانون الخدمات الرقمية، فإن هذا يشكل تفويضاً للرقابة.

وأوضح أنّ الصراع الأكثر أهمية هو ما إذا كان بعض أهم حلفاء واشنطن، الذين يكافحون مع مشكلاتهم الداخلية، قادرين على مقاومة التدخل في سيادتهم من قبل رجل تبلغ ثروته الصافية ما يعادل تقريباً ميزانية روسيا بأكملها لعام 2025، وخاصة عندما يكون هذا الرجل يحظى باهتمام الرئيس دونالد ترامب.

وفي وقتٍ سابق، تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن "اضطرابات يثيرها إيلون ماسك في السياسة الأوروبية"، عبر منشوراته في منصة "إكس"، مؤكدةً أنّها "تسبب معضلةً دبلوماسيةً لقادة أوروبا".

اقرأ أيضاً: برلين: إيلون ماسك يحاول التأثير على الانتخابات الألمانية

المصدر: صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية