رداً على تهديدات ترامب للدنمارك.. فرنسا: لن نسمح لأي دولة بمهاجمة حدود الاتحاد الأوروبي

وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، يشدّد على حماية حدود الاتحاد الأوروبي، في ظلّ تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب بالاستيلاء عليها بالقوة.
  • وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو

أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أنّ الاتحاد الأوروبي لن يسمح لأيّ دولة بمهاجمة حدوده، وذلك في أعقاب تهديد الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، الدنمارك ورفضه استبعاد الاستيلاء على غرينلاند بالقوة.

وقال بارو إنّه "من الواضح أنه لا يوجد مجال لأن يسمح الاتحاد الأوروبي لدول أخرى في العالم، مهما كانت، وحتى روسيا، بمهاجمة حدوده السيادية".

وأضاف، في حديث لإذاعة "فرانس إنتر" الفرنسية رداً على سؤال بشأن احتمال محاولة الولايات المتحدة الاستيلاء على غرينلاند من الدنمارك بالقوة،"نحن قارة قوية، ونحن بحاجة إلى تعزيز أنفسنا أكثر".

وتابع بارو أنه لا يتوقّع أن يغزو ترامب غرينلاند، لكنه رأى أنّ أوروبا بحاجة إلى "الاستيقاظ على عالم أكثر انعداماً للأمن".

ووصف بارو الإجراءات الأميركية تجاه غرينلاند أو كندا أو قناة بنما بـ "الإمبريالية"، معتبراً أنّها "ستكون موضع استقبال سيّئ للغاية من قبل الشعب الأميركي".

تصريح وزير الخارجية الفرنسي جاء في الوقت الذي أعرب فيه زعماء الاتحاد الأوروبي عن قلقهم المتزايد بعد أن عرض ترامب مخطّطاته بشأن غرينلاند وقناة بنما في مؤتمر صحافي هذا الأسبوع.

وفي سياق متصل، نقل مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي شارك في محادثات بين العواصم في الأيام الأخيرة أنّ زعماء الاتحاد "منزعجون بشدة من تعليقات ترامب".

وأشار إلى أنّ زيارة نجل ترامب إلى غرينلاند، الثلاثاء الماضي، أثارت ذهول المسؤولين، الذين "أخذوا الآن تصريحات الرئيس المنتخب على محمل الجدّ".

وقال "كلّ يوم هناك قلق جديد بالنسبة لنا من جانب ترامب"، مضيفاً أنّ زعماء الكتلة كانوا على اتصال دائم بشأن أفضل السبل للردّ بشكل جماعي.

ويُشار إلى أنّ الدنمارك تحتفظ بالسيطرة على السياسة الخارجية والأمنية لغرينلاند، على الرغم من خروج الإقليم من الاتحاد الأوروبي عام 1985 بعد استفتاء.

فرنسا تدعو إلى إجراءات ضد إيلون ماسك

وعلى صعيد آخر، دعا وزير الخارجية الفرنسي المفوّضية الأوروبية إلى اتخاذ إجراءات ضدّ ما تعتبره باريس تدخّلاً في السياسة الأوروبية من رئيس شركة "تسلا" والمقرّب من ترامب، إيلون ماسك.

ولفت بارو إلى أنّ ماسك دعم حزب البديل من أجل ألمانيا (من أقصى اليمين) قبل الانتخابات في البلاد، وهاجم حكومة حزب العمال البريطانية.

وأضاف وزير الخارجية الفرنسي، في إشارة إلى التشريع الأخير للاتحاد الأوروبي لتعديل المحتوى عبر الإنترنت، "لا يمكن نقل النقاش العام إلى منصات التواصل الاجتماعي الكبيرة المملوكة لمليارديرات أميركيين من دون أيّ إشراف تنظيميّ".

وذكّر بارو أنه دعا المفوّضية الأوروبية عدة مرات إلى استخدام "أكثر نشاطاً" للأدوات التي قُدّمت ديمقراطياً لردع مثل هذا السلوك، مؤكداً أنه إذا كانت بروكسل غير قادرة على التصرّف فيجب عليها "إعادة هذه القدرة إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وإلى فرنسا".

اقرأ أيضاً: "بوليتيكو": ترامب يستبدل الانعزالية بالتوسعية

المصدر: إذاعة "فرانس إنتر" الفرنسية