كيف تصاعدت التوترات بين باكستان وأفغانستان في الأشهر الماضية؟
أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى أنّ العلاقات بين باكستان وأفغانستان تدهورت بشكل كبير بعد أقلّ من 3 سنوات ونصف السنة على "سقوط كابول في أيدي حركة طالبان الأفغانية عام 2021"، بعدما كان رئيس جهاز الاستخبارات الباكستاني أحد أوائل الضيوف الأجانب الذين زاروا النظام الجديد، وقال للصحافيين إن " كلّ شيء سيكون على ما يرام ".
وفي أعنف مواجهة بين البلدين حتى الآن، أسفرت الغارات الجوية الباكستانية عن مقتل 46 شخصاً في شرق أفغانستان في أواخر كانون الأول/ديسمبر المنصرم، وفقاً للحكومة الأفغانية.
وقال مسؤولون باكستانيون إنَّ الغارات استهدفت مسلحين من حركة طالبان الباكستانية، فيما أشارت الحكومة الأفغانية إلى أنّ نساء وأطفالاً كانوا من بين ضحايا الغارات.
ورأت الصحيفة أنّ التصعيد عبر الحدود يعكس الإحباط المتزايد في إسلام آباد إزاء ارتفاع عدد الهجمات القاتلة التي تُنفَّذ داخل باكستان، والتي تُنسَب إلى حركة طالبان الباكستانية، في وقت تزعم إسلام آباد أن الحركة تحظى بحماية نظام طالبان الأفغاني.
وأشارت إلى أنّ التوترات ظلت مرتفعة على مدى الأيام القليلة الماضية، مع وقوع هجوم عبر الحدود من أفغانستان أواخر الشهر الماضي وتقارير عن تجدّد القتال على طول الحدود يوم الجمعة.
ونقلت وكالة أنباء "خاما برس" الباكستانية عن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف قوله لمسؤولين باكستانيين يوم الجمعة: "هذا هو الوقت المناسب للعمل معاً من أجل مستقبل باكستان".
وبحسب الصحيفة، اتُهِمَت القيادة الباكستانية مراراً وتكراراً بإيواء قادة ومقاتلي حركة طالبان الأفغانية أو التسامح معهم أثناء تمرّد طالبان الذي دام 20 عاماً في أفغانستان. والآن تجد باكستان نفسها على الجانب الآخر من موقف مماثل للغاية.
وقالت: "أدّى انتصار طالبان الأفغانية قبل أكثر من ثلاث سنوات إلى تنشيط نظيراتها الباكستانية وتشجيعها على تبنّي القواعد نفسها. وفي الوقت نفسه، أدّى سقوط كابول إلى إغراق أسواق الأسلحة الباكستانية بالأسلحة النارية الحديثة ونظارات الرؤية الليلية، ما أعطى المسلحين ميزة على القوات المحلية، وفقاً لمسؤولين باكستانيين".
وقال معهد باكستان لدراسات السلام، وهو مؤسسة بحثيّة مقرها إسلام آباد، في تقرير صدر الأسبوع الماضي إن "وتيرة وكثافة الهجمات الإرهابية" ارتفعت منذ استيلاء طالبان على كابول عام 2021، إذ وصلت إلى مستويات العام الماضي لم نشهدها منذ عقد من الزمان.
وأضافت الصحيفة: "في حين يرغب بعض المسؤولين الأفغان في الحفاظ على علاقات ودية مع إسلام آباد، يبدو أنّ قيادة طالبان مضطرة الآن إلى توبيخ باكستان علناً بسبب ضرباتها عبر الحدود في أواخر كانون الأول/ديسمبر. ويقول المحللون إن العديد من أعضاء حركة طالبان الأفغانية ينظرون إلى أعضاء حركة طالبان الباكستانية باعتبارهم إخوة في السلاح، وهناك ضغوط على النظام في كابول لدعم الجماعة علناً".
يذكر أن التوترات لا تزال متصاعدة عند الحدود بين البلدين منذ العام 2021.