إعلام أميركي: السوريون متشككون في قدرة الشرع على كبح العناصر الأكثر تطرفاً في تنظيمه
تحدّث موقع "صوت أميركا" عن خشية لدى العديد من السوريين من تأثير الفصائل المتطرّفة داخل "هيئة تحرير الشام"، التي فرضت سلطتها عقب سقوط النظام في سوريا.
أتى ذلك، على الرغم من أنّ زعيم هذه المنظمة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) اتخذ منذ وصلوه إلى دمشق موقفاً "أكثر اعتدالاً"، وفق تعبير الموقع، و"تعهّد بإقامة دولة تقوم على التسامح والتعايش بين المجموعات العرقية والدينية المتنوّعة في البلاد".
ونقل الموقع أنّ العديد من السوريين لا يزالون متشكّكين في قدرة الحكّام الجدد على كبح جماح العناصر الأكثر تطرّفاً داخل "هيئة تحرير الشام"، ناقلاً اعترافاً عن "المصري"، وهو أحد سكان دمشق، بأنّ هذا الاستقرار قد يكون قصير الأجل.
وأضاف لـ"صوت أميركا": "نعلم أن هيئة تحرير الشام تحاول التغيير، ونحن نرحّب بذلك، ولكنْ هناك أمران يثيران قلق الناس في دائرتي: الأول هو مدى صدق الشرع، والثاني هو مدى سيطرته الحقيقية على الأشخاص الأكثر تطرّفاً في مجموعته".
وقال إنّ "السوريين بشكل عام، بمن في ذلك المحافظون منهم، ليسوا ميالين إلى التطرّف، إذا التزم الجولاني بوعوده وسيطر على رجاله، فإنّ السوريين سيؤيّدونه، ولكن إذا سيطر المتطرّفون، فإنّ السوريين سيثورون ضدهم".
بدوره، أكد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية في سوريا، أيمن جواد التميمي، أنّ أحد التوترات الرئيسية هي بين قيادة "هيئة تحرير الشام" بقيادة الجولاني، والأعضاء الذين تمّت "تغذيتهم لسنوات بالدعاية بشأن الديانات والطوائف الأخرى".
وأضاف، في حديثه مع الموقع الأميركي، أنّ هؤلاء الأعضاء "قد ينسبون الذنب بشكل جماعي إلى العلويين وغيرهم مثل المسيحيين وينخرطون في هجمات وإهانات".
وأشار الموقع إلى أنّ مسلحين أحرقوا شجرة عيد الميلاد في مدينة السقيلبية ذات الأغلبية المسيحية في محافظة حماة وسط سوريا، لتُصدر بعد ذلك "هيئة تحرير الشام" بياناً قالت فيه إن "الجناة، الذين وصفتهم بالمقاتلين الأجانب، سوف يعاقبون".
وذكر الموقع أنّ أعداداً غير معروفة من مقاتلين من عدة بلدان انضمّوا إلى "هيئة تحرير الشام" على مرّ السنين، لافتةً إلى أنّ الأيغور من منطقة شينغيانغ ذات الأغلبية المسلمة في الصين الأكثر شهرة بينهم.
في المقابل، قال باحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، آرون زيلين، إنه "لم تكن هناك أي مؤشرات على معارضة داخل الصفوف الرئيسية لهيئة تحرير الشام للنهج المعتدل الحالي الذي يتبنّاه الجولاني".
وأكد أنّه في حال كان هناك أشخاص على الجانب الأيمن الأقصى فمن المعقول أنهم إذا قاموا بالتصرّف بعد ذلك، فإن "هيئة تحرير الشام" والحكومة المؤقتة سوف تعتقلهم.
وتحدّث زيلين عن الكثير من المناقشات والمناظرات الداخلية بشأن المدى الذي يمكن أنّ يتحرّك به "الأشخاص على الجانب الأيمن الأقصى في هيئة تحرير الشام".
فيما ذكر أنّ البعض الآخر يطرح أسئلةً مثل "سننتظر ونرى كيف سيكون الأمر حتى تنتهي فترة الانتقال"، وإذا كانت هذه مجرّد حملة علاقات عامة، فربما نرى بعض الاختلافات والتغييرات والمزيد من ردود الفعل".
من جهتها، اعتقدت الباحثة في معهد "نيو لاينز" في واشنطن، كارولين روز، أنّ الشرع (الجولاني) سوف يعمل على تهميش الفصائل الأكثر تطرّفاً داخل "هيئة تحرير الشام"، والحكومة المؤقتة، والحكومة الجديدة بعد الأول من آذار/مارس 2025.
واعتبرت روز أنّ هذا النهج قد ينجح بشكل خاص إذا استمرّت الحكومات الأجنبية في التطبيع، وتخفيف العقوبات، والشطب من قوائم الجماعات الإرهابية المحدّدة، و"جزرة لتحفيز التغيير السلوكي".