"واشنطن بوست": الجنود الإسرائيليون قاموا بتوثيق انتهاكاتهم للقانون الإنساني بأنفسهم
تحقّقت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية من أكثر من 120 صورة ومقطع فيديو للحرب على غزة، بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وتشرين الأول/أكتوبر 2024، وقد سجّل معظمها جنود إسرائيليون أو شاركوها علناً على حساباتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتُظهِر الصور جنوداً يفجّرون المباني أو يشعلون النار فيها، وغالباً ما يحتفلون بالتدمير، ويحتلون المباني المدمّرة، ويسخرون من الفلسطينيين ويدعون إلى إعادة الاستيطان في غزة.
كما أجرت الصحيفة مقابلات مع 7 جنود حول تجاربهم في غزة وفحصت التعليقات العامة للقادة.
وقالت الصحيفة إنه "إذا نظرنا إلى هذه الصور وروايات الشهود مجتمعة، فسوف نجد أنها تشير إلى حرب ارتكب فيها بعض الجنود تجاوزات في ساحات القتال. ففي بعض الحالات، مثل إحراق المنازل، قال الجنود إنهم كانوا ينفّذون أوامر مباشرة".
وقال خبراء قانونيون قاموا بمراجعة مقاطع الفيديو التي جمعتها "واشنطن بوست" إن الجنود في الحالات الأكثر فظاعة يقومون فعلياً بتسجيل الأدلة على الانتهاكات المحتملة للقانون الإنساني الدولي.
في هذا السياق، تحقّقت الصحيفة من عدة مقاطع فيديو وصور تظهر جنوداً يشعلون النيران في مبانٍ أو يتظاهرون أمام منازل مشتعلة، في حوادث امتدت من بيت حانون في الشمال إلى خان يونس في الجنوب.
وتتوافق الأدلة البصرية مع شهادات الجنود الذين وصفوا، في حوادث منفصلة، تعليمات صدرت لهم بحرق المنازل الخاصة، وكذلك شهادات الفلسطينيين الذين يقولون إنهم عادوا إلى أحيائهم ليجدوا الشقق محترقة.
وشرح جندي إسرائيلي للصحيفة كيف كان الجنود يشعلون النار في المنازل، وهي ممارسة قال إنها كانت مستمرة منذ بداية الحرب.
وأضاف "لقد طُلب منا حرق كل منزل يحمل شعار حماس، ولكن حماس هي القوة الرئيسية في غزة. ومعظم المنازل تحمل علم حماس وصورة هنية".
وذكر أنّ الجنود كانوا يملكون خيار حرق المنازل التي تحمل صور ياسر عرفات، مضيفاً أن وحدته أشعلت النيران في عشرين منزلاً على الأقل خلال فترة خدمته التي استمرت 5 أشهر.