الجيش السوري يواصل صدّ هجمات المسلحين بريف حماة.. ويستهدف تحركاتهم بشكل مركز
أفاد مراسل الميادين، اليوم الإثنين، بتصدي الجيش السوري والقوات الرديفة لهجوم عنيف للجماعات المسلحة على قرية الفان الوسطاني، شمالي شرقي حماة.
وأضاف مراسلنا أنّ الطيران الحربي السوري الروسي استهدف، فجراً، عبر غارتين، رتلاً للمجموعات المسلحة في مدينة خان شيخون، في ريف إدلب.
"الجيش السوري والقوات الرديفة تصدّوا لهجوم عنيف للجماعات المسلحة على قرية الفان الوسطاني شمال شرق حماة".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 2, 2024
مراسل الميادين محمد الخضر.#الميادين #سوريا pic.twitter.com/rZiwfAYriC
وأكد أنّ الغارات لم تتوقف، منذ ساعات الليل حتى الفجر، و"تركزت، في ريف إدلب الجنوبي، على تحركات المسلحين في المناطق التي دخلتها هيئة تحرير الشام في خان شيخون ومعرة النعمان"، حيث "يعتمد الجيش السوري على سلاح الجو بصورة واضحة".
وأشار مراسل الميادين إلى أنّ الاستهدافات، أمس، "وصلت إلى ريف حلب الغربي، كما استهدفت مسلحين في محيط ملعب الحمدانية، حيث كانت هناك استهدافات لسيارات وتحركات للمجموعات المسلحة، التي دخلت مدينة حلب".
ولفت مراسلنا إلى أنّ الجيش "تصدى لطائرات مُسيّرة في ريف حماة الشمالي، وأسقط عدداً منها، وكان استخدمها المسلحون بصورة مكثفة، خلال مهاجمة حلب وسراقب ومعرة النعمان في الأيام الماضية".
وقال إنّ "محافظتي إدلب وحلب تحولتا إلى ساحة معارك مفتوحة بين الجماعات المسلحة والجيش السوري الذي ثبت مواقعه الدفاعية"، مبيّناً أنّ "الجيش السوري يركز في خطوط الهجوم عند محيط خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي وريف حمص".
وحالياً، هناك حالات من استكمال عمليات التدعيم والمؤازرة في الجبهات المتقدمة، بحيث زار رئيس الأركان السوري، أمس، جبهة ريف حماة الشمالي، والتي تشكل خط التماس الأول مع الجماعات المسلحة الموجودة في ريف إدلب الجنوبي.
مطالبات بإجلاء المدنيين
في غضون ذلك، وردت نداءات استغاثة من مدينة حلب وريفها الشمالي لإنقاذ المدنيين قبل دخول المسلحين وفتح ممرات آمنة للنزوح.
وأشار مراسل الميادين إلى أنّ الجماعات المسلحة "تحتجز في مدينة السفيرة أكثر من 10 آلاف مدني وتمنعهم من الخروج".
"قسد" تسلم مناطق سيطرتها للمسلحين
في المقابل، هناك تقدم للمسلحين في منطقة تل رفعت، التي سيطر عليها مسلحو المعارضة أمس، بينما هاجم المسلحون، قبل قليل، الوحدات الكردية في مناطق ريف حلب الشرقي، في محيط مدينة الباب، وسيطروا على قريتين كانت تسيطر عليهما الوحدات الكردية ("قسد").
كما بدأ مسلحو "قسد" بتسليم مناطق سيطرتهم في ريف حلب الشمالي للجماعات المسلحة المدعومة تركياً المسماة "الجيش الوطني".
وبحسب مراسل الميادين، البلدات هي تل رفعت وحربل وأم حوش وأحرص وكفرنايا ودير الجمال وعقيبة والزيارة وكفين ومسقان وفافين في ريف حلب.
وأضاف مراسلنا أنّ المساحة التي سلمتها قوات "قسد" للجماعات المدعومة تركياً بلغت ما بين 100 و150 كيلومتراً مربعاً.
وكانت "قسد"، قد عززت أمس، وجودها بصورة كبيرة في مدينة منبج، التي تُعَدّ من أبعد البلدات التابعة لمحافظة حلب في ريف حلب الشرقي، والتي تشكل بوابة العبور أو نقطة استراتيجية بين ريف حلب وبين شرق الفرات، الأمر الذي يشي بأنّ المعارك قد تنتقل إلى تلك المنطقة، عبر تصعيد واضح، وفتح جبهات أخرى.
وفي السياق، طالبت "قوات سوريا الديمقراطية"، اليوم الإثنين، بإجلاء المدنيين الكرد عن محيط مدينة حلب في شمالي سوريا، إلى معاقلها في شمالي شرقي البلاد، غداة سيطرة المسلحين على تل رفعت والشهباء اللتين كانتا تحت نفوذها.
وقال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً، والتي يشكل الكرد عمودها الفقري، في بيان: "نعمل على التواصل مع كل الجهات الفاعلة في سوريا لتأمين حماية شعبنا، وإخراجه بأمان من منطقتي تل رفعت والشهباء"، في ريف حلب الشمالي، "في اتجاه مناطقنا الآمنة في شمالي شرقي البلاد".
إيران تؤكّد دعمها سوريا
بالتوازي، تحدث مراسل الميادين عن زيارة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، لدمشق، مشيراً إلى أنّ الرسالة الأبرز، التي حملها إلى الرئيس السوري، بشار الأسد، هي "الدعم الكامل من إيران لسوريا في مواجهة هذه الحرب، بكل الإمكانات".
وأضاف مراسلنا أنّ الجمهورية الإسلامية "ترفض هذا العمل العسكري ضد الدولة السورية، في خرق واضح لاتفاقيات أستانا، وفي خرق للسلام والأمن داخل سوريا، والإقليم".
وأمس، أكد الرئيس الأسد أنّ بلاده، دولةً وجيشاً وشعباً، ماضية في محاربة التنظيمات الإرهابية بكل قوة وحزم، وفي كامل أراضيها.
وشدّد الأسد، خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني، على أنّ مواجهة الإرهاب وتفكيك بنيته وتجفيف منابعه لا تخدم سوريا وحدها، بل تخدم أيضاً استقرار المنطقة كلها.