"معاريف": "الشيخوخة" تفتك بسلاح الجو الإسرائيلي.. والنقص كبير في ظل الميزانية المحدودة
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، بأنّ "إسرائيل" تواجه تحدياً كبيراً في سلاح الجوي، وفي توافر قنابل "جو-أرض".
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إنّ سلاح الجو الإسرائيلي في خطر، ولا سيما أنّ أسطوله من الطائرات بات يعاني من "شيخوخة" مع آلاف ساعات الطيران لكل طائرة خلال الحرب الأمر الذي يتجاوز نمط التشغيل الطبيعي، ويؤكد أنّ "حالة أحد أسراب طائرات أباتشي سيئة للغاية".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ نمط التشغيل الذي اتبعته "إسرائيل" خلال الحرب سيُجبرها على المضي قدماً في شراء أسراب جديدة من الطائرات مع التركيز على شراء طائرات من طراز "أف 15"، و"أف 35".
وخلال الأشهر الأخيرة، زادت الإدارة الأميركية القيود على المساعدات المقدمة لـ"إسرائيل" وأخّرت شراء قنابل أرض-جو ثقيلة بالإضافة إلى صواريخ جو-أرض لطائرات الهليكوبتر، ولكنّها منعت أيضاً تسليم مروحيات أباتشي مستعملة لمساعدة "إسرائيل" بشكلٍ موقت في منظومة الدفاع التابعة لسلاح الجو.
كما لفتت "معاريف" إلى أنّ هذه القيوم من الإدارة الأميركية لا تمثل الحل كما أنها لا تمثل النهاية، فالعالم حالياً في سباق تسليح، فالأزمة في أوكرانيا قائمة، والتوترات موجودة بين بكين وتايوان، وكل أوروبا تسعى للحصول على أسلحة.
طابور التزويد يطول أكثر فأكثر
بدوره، قال مسؤول في إحدى أكبر الشركات الموردة للأسلحة في العالم للصحيفة الإسرائيلية إن "ما يحدث الآن ضربٌ من الجنون، هذا العالم ليس العالم الذي عرفناه قبل عامين أو ثلاثة أعوام، فالعالم كله بات يشتري الأسلحة المتنوعة".
وأضاف: "نحن اليوم أمام واقع يؤكد أنّ شركات الأسلحة لا تواكب الطلبيات، وأنّ طابور التزويد يطول أكثر فأكثر".
ميزانيتنا محدودة
ويُقدّر مصدر أمني أنّ سلاح الجو الإسرائيلي سيعزز بالفعل عملية تجهيز سريعة سيتم من خلالها بناء سلاح الجو الإسرائيلي وسيشمل نحو 100 طائرة من طراز "أف 35"، و100 طائرة من طراز "أف 15"، وخمسين طائرة أخرى من طراز "أف 16".
وفي حال قرر "الجيش" الإسرائيلي شراء هذا العدد من الطائرات فإنّه يكون ملزم على شراء ما لا يقل عن 6 طائرات هليكوبتر نقل ثقيلة إضافية، بالإضافة إلى 12 طائرة هليكوبتر جرى طلبها لتحل محل أسطول المروحيات الهجومية المتهالكة والموجودة في الخدمة.
وفي ظل النقص الكبير في سلاح الجو،صرّح مصدر أمني إسرائيلي بأنّ المشكلة الأكبر من مشكلة النقص في سلاح الجو، هي أن الميزانية الإسرائيلية محدودة، ويجب أن تكون ساحراً لتلبية الاحتياجات"، مضيفاً أن المشكلة الثانية هي "جداول خطوط الإنتاج التي تمتلئ بقائمة المشترين".
وقد صرح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، أنّ السبب الثاني لقرار وقف إطلاق النار هو "الحاجة إلى تجديد مخزون الأسلحة والمعدات".
"ننتظر ترامب علّه يفرج عن شحنات الأسلحة"
كذلك، كشفت الصحيفة أنّ "إسرائيل" حاولت تفادي النقص من خلال أخذ عدّة مروحيات من طراز "بلاك هوك" والتي تستخدم لنقل ونقل الجرحى، وتركيب منظومات الأسلحة فيها مثل صواريخ جو–أرض والمدفع وغيرها من الأنظمة، وسيتم استخدامها، وذلك، للتقليل من الحاجة إلى مروحيات "أباتشي".
وأوضحت "معاريف" الإسرائيلية أنّ شحنات الأسلحة عالقة اليوم في مستودعات شركة "بوينغ" في الولايات المتحدة بسبب قرار الرئيس جو بايدن بحظر بعض شحنات الأسلحة، وكذلك صاروخ "هل فاير" الذي صنعته شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية، مع العلم أنّ هذه الأسلحة كانت مفقودة في بداية الحرب على قطاع غزّة، ولكن الولايات المتحدة مدّت "إسرائيل" بالأسلحة عبر قطار جوي، ومع استمرار القتال حدث انخفاض في المخزونات، وفي "إسرائيل" يعتمدون على الرئيس ترامب من أجل الإفراج عن شحنات الأسلحة الأميركية.
وقبل أيام، فشل أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأميركي، يتّهمون إدارة الرئيس جو بايدن بـ"التواطؤ" في ارتكاب "فظائع" في قطاع غزة، خلال جلسة تصويت الأربعاء، في تعطيل صفقة بيع أسلحة لـ"إسرائيل".
وبدعم أميركي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادةً جماعية في قطاع غزّة خلّفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.