استشهاد الأسيرين عليوي واسليم في السجن.. حماس: الاحتلال ينتهج سياسة القتل البطيء للأسرى
أعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية، وهيئة شؤون الأسرى والمحرّرين ونادي الأسير الفلسطيني، الجمعة، عن استشهاد أسيرين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، هما سميح سليمان محمد عليوي (61 عاماً) من نابلس، وأنور شعبان محمد اسليم (44 عاماً) من غزة.
استشهاد الأسير سميح عليوي
وفي تفاصيل استشهاد الأسير عليوي، أوضح بيان مشترك صادر عن الهيئة والنادي أنّ الأسير عليوي استشهد في 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، بعد 6 أيام من نقله من عيادة سجن "الرملة" إلى مستشفى "أساف هروفيه"، ولم تُعلن إدارة السجون عن استشهاد الأسير على الرغم من إلزامها بذلك.
وكان الأسير عليوي قد اعتقل إدارياً في 21 تشرين الأول/أكتوبر 2023، واستمرت معاناته الصحية منذ فترة قبل اعتقاله، حيث كان يعاني من ورم حميد في الأمعاء تطلّب إجراء عمليات جراحية لاستئصال جزء من أمعائه.
وأشار محامي هيئة الأسرى في تقرير زيارة للأسير في آب/أغسطس 2024 إلى أنه كان يعاني أوضاعاً صحية صعبة، كما فقد أكثر من 40 كيلوغراماً من وزنه بسبب عدم حصوله على العلاج الكافي في السجون.
خلال الزيارة، قال الأسير عليوي إن إدارة السجون كانت تقوم بنقله إلى العيادة وهو مكبّل اليدين، على الرغم من معاناته الصحية، كما أكد أنه لم يتلقَّ أيّ علاج طبي طوال فترة اعتقاله، على الرغم من تدخّل بعض المؤسسات الحقوقية للضغط على إدارة السجون لتوفير العلاج اللازم له.
وكان الأسير عليوي قد أمضى ما مجموعه نحو 10 سنوات في سجون الاحتلال، وبدأت رحلة اعتقاله منذ عام 1988، وهو متزوج وأب لـ 9 من الأبناء.
استشهاد الأسير أنور اسليم
أمّا الأسير أنور اسليم، الذي اعتقل في 8 كانون الأول/ديسمبر 2023، فقد استشهد أمس 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، في إثر تدهور حالته الصحية بعد نقله من سجن "النقب" إلى مستشفى "سوروكا"، وقالت المؤسستان في بيان مشترك إن الأسير اسليم لم يكن يعاني من أيّ مشكلات صحية قبل اعتقاله وفقاً لعائلته، لكنّ تدهور حالته الصحية ناتج عن الإهمال الطبي المتعمّد من قبل إدارة السجون، حيث لم يتمّ توفير العلاج المناسب له طوال فترة احتجازه.
والشهيد الأسير اسليم متزوج وأب لـ 4 من الأبناء.
سياسة القتل البطيء والتصفية في السجون
هذا وأكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في بيانهما أن الأسيرين عليوي واسليم تعرّضا لجرائم ممنهجة من قبل سلطات الاحتلال، من خلال سياسة القتل البطيء والتصفية المتعمّدة عبر إهمال العلاج الطبي، الاعتداءات المتكررة، وعملية التنكيل المستمرة بحق الأسرى.
وأضاف البيان أن هذه الجرائم هي جزء من سلسلة طويلة من السياسات الثابتة التي ينتهجها الاحتلال ضدّ الأسرى الفلسطينيين، بدءاً من التعذيب وصولاً إلى إغراقهم بالأمراض والآلام من دون أيّ مساعدة طبية.
وأشار البيان إلى أن هناك تزايداً في الجرائم المرتكبة بحقّ الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، خاصةً في ظل تصاعد الحرب على قطاع غزّة، حيث يعيش الأسرى الفلسطينيون في أوضاع صحية كارثية، كما أكّد أنّ العديد من الأسرى المرضى قد تدهورت صحتهم بشكلٍ خطير، ورفض الاحتلال توفير العلاج لهم، مما يزيد من أعداد الشهداء في صفوف الحركة الأسيرة.
أسرى سجن "النقب" يواجهون كارثة صحيّة
وفيما يتعلق بالوضع في سجن "النقب"، فأشارت الهيئة والنادي إلى أن أسرى سجن "النقب" يواجهون كارثة صحيّة تتصاعد، من جرّاء انتشار مرض الجرب بين الأسرى، وإصابة المئات منهم، وأن إدارة السجون حوّلت مرض الجرب إلى أداة تعذيب وتنكيل بالأسرى، حيث تتفاقم أوضاعهم الصحية في ظل الإهمال المستمر.
ولفتت الهيئة والنادي إلى أن استمرار الأوضاع الكارثية التي يواجهها الأسرى ومنهم المرضى والجرحى بشكلٍ خاص، من المؤكّد أنه سيؤدي إلى استشهاد المزيد من الأسرى في سجون الاحتلال ومعسكراته، فلم يعد لدى المؤسسات المختصة القدرة على حصر أعداد المرضى في السّجون نتيجة لتفشّي الأمراض بين صفوفهم، واعتقال المزيد من الجرحى.
كذلك، أكدت الهيئة أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي تجاوز 10 آلاف و200 أسير حتى بداية تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وأن من بين هؤلاء الأسرى هناك 96 أسيرة، وأكثر من 270 طفلاً، إلى جانب 3443 معتقلاً إدارياً، بينهم 31 امرأة و100 طفل، بالإضافة إلى مواصلة سلطات الاحتلال فرض جريمة الإخفاء القسري بحق المئات من معتقلي غزة في المعسكرات التابعة لـ "جيش" الاحتلال.
حماس: استشهاد عليوي واسليم يكشف سياسة القتل البطيء للاحتلال
هذا وقالت حركة حماس، إن استشهاد الأسير القائد سميح عليوي من نابلس والأسير أنور اسليم من غزة داخل سجون الاحتلال يمثّل انعكاساً لجرائم الاحتلال المتصاعدة بحق الأسرى.
وأكدت حماس أن هذه الجرائم تأتي في سياق سياسة القتل البطيء والممنهج التي ينتهجها الاحتلال من خلال الإهمال الطبي المتعمّد وممارسات التعذيب والتنكيل الوحشية، مشددةً على أن معاناة الأسرى داخل السجون، والتي أودت بحياة العديد منهم، تضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالانتهاكات الصارخة للقوانين الدولية والتشريعات الإنسانية، مؤكدة أن هذه الممارسات تمثّل وصمة عار على جبين الاحتلال ودليلاً على إجرامه الممنهج.