"نيويورك تايمز": حماس تمتلك قدرات تمكّنها من توريط "إسرائيل" في حرب طاحنة
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ التكتيكات، التي تنتهجها حماس في شمالي قطاع غزة، "تجعل هزيمتها أمراً صعباً"، مشيرةً إلى أنّ كتائب القسّام، الجناح العسكري للحركة، لا تزال تمتلك ما يكفي من القدرات لتوريط "جيش" الاحتلال في حرب "غير قابلة للربح".
ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين وجنود إسرائيليين قولهم إنّ "نهج حماس صغير النطاق، القائم على الكر والفر، سمح لها بمواصلة إلحاق الأذى بإسرائيل، وتجنّب الهزيمة".
وأضاف هؤلاء أنّ مقاومي حماس يتوارون عن الأنظار في المباني المدمّرة وشبكة الأنفاق الضخمة تحت للأرض، و"التي لا يزال كثير منها سليماً، على الرغم من الجهود الإسرائيلية لتدميرها".
وقال المحللون العسكريون والجنود الإسرائيليون إن المقاومين يظهرون فترة وجيزة، في وحدات صغيرة، من أجل تفخيخ المباني ووضع القنابل على جوانب الطرقات، وإلصاق الألغام بالمركبات المدرّعة الإسرائيلية، أو إطلاق قذائف صاروخية على القوات الإسرائيلية قبل العودة إلى تحت الأرض.
وعلّقت "نيويورك تايمز" على مقتل قائد اللواء "401" في "الجيش" الإسرائيلي، العقيد إحسان دقسة، بنيران المقاومة في جباليا المحاصرة، الأحد، بعد انفجار عبوة ناسفة في آلية إسرائيلية، ليكون الضابط الأرفع رتبةً الذي يُقتل بنيران المقاومة، منذ بداية المعارك البرية في قطاع غزة، والقتيل السادس برتبة عقيد.
وأقرّت الصحيفة بأنّ قيام حماس بقتل كولونيل إسرائيلي في شمالي قطاع غزة، أكد أنّ كتائب القسّام، "على الرغم من عدم قدرتها على العمل كجيش تقليدي، فإنها لا تزال قوة حرب عصابات فعالةً، تمتلك ما يكفي من المقاتلين والذخائر لتوريط الجيش الإسرائيلي في حرب بطيئة وطاحنة وغير قابلة للربح".
وأضافت أنّ الهجوم، الذي نفّذته المقاومة وقُتل فيه العقيد دقسة، كان مفاجئاً، وهو "يوضح كيف صمدت حماس مدة عام تقريباً، منذ غزو إسرائيل غزة في أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2023"، مشيرةً إلى أنّه "من المرجح" أن تتمكن الحركة من الصمود، حتى بعد استشهاد يحيى السنوار، ليُضاف هذا إلى تأكيدات إسرائيلية وغربية، تفيد بأنّ هذا الاستشهاد سيزيد في زخم المقاومة، ويكرّس أسطورة السنوار كمقاتل حتى النفس الأخير.
ذكرت إذاعة "جيش" الاحتلال أنّ العقيد دقسة وصل إلى مخيم جباليا، رفقة ضباط آخرين، على متن دبابتين بـ"هدف إجراء مراجعة عملياتية".
وأضافت الإذاعة أنّ الضباط، بمن فيهم العقيد، خرجوا من الدبابتين على بعد نحو 20 متراً عن نقطة المراجعة التي يُفترض أن يكونوا فيها ليراقبوا منطقة القتال. وهناك، انفجرت فيهم العبوة الناسفة.
وأشارت تقارير لـ"الجيش" إلى أنّ المقاومة الفلسطينية فجّرت العبوة عبر سلك، يتمّ من خلاله تنشيط العبوة بمجرد الدوس عليه أو سحبه.