"نيويورك تايمز": "إسرائيل" تتخذ الفلسطينيين دروعاً بشرية في قطاع غزة
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "الجيش الإسرائيلي يستخدم الفلسطينيين كدروع بشرية في غزة".
وقالت إن "الجنود الإسرائيليين في غزة أجبروا طوال الحرب أسرى فلسطينيين على القيام بمهام استطلاعية تهدد حياتهم".
ونقلت الصحيفة شهادة لفلسطيني يدعى محمد شبير، كان يبلغ 17 عاماً حينها، إن الجنود الإسرائيليين احتجزوه 10 أيام قبل إطلاق سراحه من دون توجيه أي اتهام إليه، بعد العثور عليه مختبئاً مع عائلته في خان يونس في جنوب غزة في مطلع مارس/آذار 2024.
وأشار شبير إلى أن "الجنود الإسرائيليين استخدموه كدرع بشرية، وأجبروه على السير مكبلاً عبر أنقاض مدينته بحثاً عن متفجرات زرعتها المقاومة، وذلك لتجنب تفجير الجنود أنفسهم. وفي أحد المباني المحطمة، اكتشف أسلاكاً متصلة بمتفجرات على طول الجدار".
وقال إنه "أُرسل كالكلب إلى الشقة المفخخة"، معتقداً أن تلك قد تكون اللحظات الأخيرة في حياته.
وتوصل التحقيق الذي أجرته الصحيفة إلى أن الجنود الإسرائيليين ووكلاء الاستخبارات أجبروا بانتظام فلسطينيين أسرى مثل شبير على القيام بمهام استطلاعية تهدد حياتهم لتجنب تعريض الجنود الإسرائيليين للخطر في ساحة المعركة طوال الحرب في غزة.
وأضافت: "في حين أن مدى وحجم مثل هذه العمليات غير معروفين، فإن هذه الممارسة، غير القانونية بموجب القانون الإسرائيلي والدولي، استخدمت من قبل ما لا يقل عن 11 فرقة إسرائيلية في 5 مدن في غزة، وكثيراً ما شارك فيها ضباط من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية".
وبحسب الصحيفة، أُرغم "المعتقلون الفلسطينيون على استكشاف أماكن في غزة يعتقد الجيش الإسرائيلي أن مقاتلي حماس أعدوا فيها كميناً أو فخاً، وهذه الممارسة أصبحت أكثر انتشاراً تدريجياً منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وأكدت أن "المعتقلين أجبروا على استكشاف وتصوير شبكات الأنفاق التي يعتقد الجنود أن المقاتلين ما زالوا يختبئون فيها. وقد دخلوا المباني المفخخة بالألغام للعثور على متفجرات مخفية، وأُمروا بالتقاط أو نقل أشياء مثل المولدات وخزانات المياه التي يخشى الجنود الإسرائيليون أن تكون مداخل أنفاق مخفية أو أفخاخاً".
وقد أجرت الصحيفة مقابلات مع 7 جنود إسرائيليين لاحظوا أو شاركوا في هذه الانتهاكات، ووصفوها بأنها "روتينية وشائعة ومنظمة، وتُجرى بدعم لوجستي كبير ومعرفة رؤسائهم في ساحة المعركة".
وقال العديد منهم إن المعتقلين كانوا يُدارون ويُنقلون بين الفرق من قبل ضباط من وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، وهي عملية تتطلب التنسيق بين الكتائب وكبار القادة الميدانيين. وعلى الرغم من أنهم خدموا في أجزاء مختلفة من غزة في نقاط مختلفة من الحرب، فإن الجنود استخدموا إلى حد كبير المصطلحات نفسها للإشارة إلى الدروع البشرية.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد أجرت سابقاً تحقيقاً بشأن استخدام "الجيش" الإسرائيلي المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشريةً، في أثناء التفتيش عن أنفاق مفخَّخة في قطاع غزة، تخللته مقابلات واعترافات أدلى بها عدد من الجنود.
وأكد مصدر للصحيفة أنّ كبار الضباط في "الجيش" الإسرائيلي كانوا على علم بممارسات الجنود واستخدامهم الفلسطينيين دروعاً بشرية، وبينهم رئيس الأركان العامة هرتسي هليفي.