"سي أن أن": فوز "إسرائيل" على حزب الله ليس سهلاً.. قدراته تفاجئ المراقبين
تحدّثت شبكة "سي أن أن" الأميركية، في تقرير، عن "وصول حرب إسرائيل الدائرة ضد حزب الله إلى طريق مسدود"، فيما "الاشتباكات الحدودية العنيفة تشير إلى أنّ الفوز لن يكون سهلاً".
وفي التفاصيل، أشار تقرير الشبكة إلى أنّ "مستوى المقاومة من جانب حزب الله فاجأ العديد من المراقبين"، بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، واستشهاد الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله. ففي الوقت نفسه، "يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل بشكل منتظم".
"حرب مختلفة"
وقال العديد من جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين يُقاتلون حالياً في لبنان لشبكة الـ"سي أن أن"، إنّ "التضاريس الجبلية المفتوحة، حيث يوجد الحزب في الداخل، تجعل العملية صعبة".
وقال جندي إسرائيلي خدم عدة أشهر في غزة، فيما يُقاتل الآن في جنوب لبنان، إنّ "الحرب على طول الحدود الشمالية مختلفة تماماً عما شهده في غزة".
وأوضح أنّ "التحدي لا يكمن في أنّ حزب الله مجهّز بشكل أكبر، أو لديه المزيد من التدريب"، بل إنّ "التحدّي هو التحوّل في الرأس من أشهر من القتال في منطقة حضرية مقابل القتال في منطقة مفتوحة"، مشيراً إلى أنّ المناورات الأساسية حتى - بما في ذلك الطريقة التي يتحرّك بها الجنود في الطابور، مختلفة تماماً".
على الورق، ذكرت "سي أن أن" أنّ "الجيش" الإسرائيلي "يتفوّق على مقاتلي حزب الله، من ناحية امتلاكه أسلحة أكثر تطوراً، وعدداً أكبر بكثير من القوات، وشبكة استخبارات قوية"، في حين أنّ "هذه المزايا لا تعني الكثير في نوع القتال الدائر في تلال جنوب لبنان، حيث لا تعدّ الأسلحة المتفوّقة ذات أهمية كبيرة"، وفق ما أكده الجندي الإسرائيلي الذي تحدّث مع الشبكة الأميركية.
"قلق إسرائيلي من العملية البرية"
وفي السياق، قال دانيال سوبلمان، خبير الأمن الدولي في "الجامعة العبرية" في القدس، إنّ "إسرائيل خاضت تجربة مماثلة في حرب عام 2006 مع حزب الله"، حيث كان الأخير "يواجه أقوى جيش في الشرق الأوسط، وكانت هناك مئات الغارات الجوية الإسرائيلية يومياً، والمدفعية، وجميع القدرات التي يمكن أن يقدّمها الجيش الحديث والمتقدّم"، لكنّه (حزب الله)، "لم يُهزم".
وأضاف أنّه "طوال الهجوم الإسرائيلي بأكمله، كان حزب الله قادراً على إطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل يومياً".
وتابع سوبلمان أنّه "بعد الفشل الذريع في عام 2006، أمضت إسرائيل ما يقرب من عقدين من الزمن في التحضير لمواجهتها المقبلة مع حزب الله"، حيث "كان الافتراض هو أنّ الحرب المقبلة ستكون معه، وليس مع حماس"، فربما "لم يتخيّل أحد على وجه الأرض سيناريو على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر".
من يفوز في حرب الشوارع؟
ولفت سوبلمان إلى أنّ "التوقّعات في أن تكسب إسرائيل هذه الحرب من دون أن تدفع ثمناً باهظاً لا تنطبق على حرب الشوارع".
وأضاف أنّ "إسرائيل تقاتل على أرض يعرفها حزب الله بشكل أفضل بكثير"، وأنّ الحزب "مصمّم على إلحاق أكبر عدد ممكن من الخسائر بالجيش الإسرائيلي".
وأردف: "إنّهم (مقاتلي حزب الله) متحصنون في منشآت تحت الأرض ويلعبون لعبة دفاعية"، مردفاً أنّه "لا يهم كم تقتل منهم، ففي حرب العصابات يفوز الجانب الذي يفرض تراكماً مستداماً للتكاليف".
وأشار إلى أنّ ذلك "هو بالضبط ما حدث في عام 2006، عندما لم تتمكّن إسرائيل من تحقيق نصر حاسم على الرغم من قدراتها المتفوّقة".
وعليه، "تثير فكرة الغزو البري الكبير قلقاً، حيث لا تزال ذكريات الحرب الأخيرة محفورة بالنسبة إلى إسرائيل"، بعدما "انتهت إلى طريق مسدود بعد 34 يوماً".
"حالة تأهّب قصوى"
إلى ذلك، التوقّع هنا واضح، فإذا انتهى الأمر بـ"إسرائيل إلى إرسال المزيد من القوات إلى جنوب لبنان، فقد تصبح الحرب دموية.
الثلاثاء، أعلن "الجيش" الإسرائيلي أنّ وحدات من أربع فرق تقاتل الآن في جنوب لبنان. وإذ لا تكشف القوة عن أعداد قواتها، فيُعتقد أنّ كل فرقة تتكوّن من نحو 10000 إلى 20000 جندي.
وفي ضوء ذلك، يقبع الآن "مستشفى زيف في الشمال في حالة تأهب قصوى"، حيث عُلّقت العمليات غير العاجلة، وطُلب من الموظفين التفكير في التبرّع بالدم عند الحاجة، وتم نقل جميع المرضى لتحت الأرض".
وفي السياق، أفاد مدير المستشفى، سلمان الزرقا، لشبكة "سي أن أن"، بأنّ هناك "تدفقاً مستمراً للجنود المصابين الذين يأتون إلى المستشفى منذ بدء العملية البرية، حيث استقبل المستشفى أكثر من 100 جندي في الأيام القليلة الأولى فقط".