العراق ينعى السيد نصر الله: فقدنا قائداً عظيماً.. نعاهده على تحرير فلسطين
قدّم رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، لنظيره اللبناني، نجيب ميقاتي، "تعازي العراق، حكومةً وشعباً، باستشهاد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله ورفاقه، خلال العدوان الصهيوني الآثم الذي استهدف بيروت".
وفي اتصال هاتفي، الأحد، جدد السوداني، "موقف العراق الثابت والمبدئي بدعم لبنان والوقوف معه، واستمرار العراق بتقديم جميع المساعدات التي يحتاجها الشعب اللبناني الشقيق"، مشدداً على ضرورة "تنسيق الجهود العربية والإسلامية من أجل إيقاف الاعتداءات الصهيونية المستمرة التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها".
كما أفاد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي، بتوجيه السوداني بـ"إعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق لثلاثة أيّام، تأبيناً لاستشهاد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ورفاقه".
ونعى رئيس مجلس النواب العراقي بالإنابة، محمد الحلبوسي، الأمين العام لحزب الله قائلاً: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ استشهاد القائد العربي المجاهد السيد حسن نصر الله، في إثر ضربة صهيونية غادرة استهدفت مكان تواجده في لبنان"، مضيفاً "لقد كان الراحل عنواناً للمقاومة والصمود والشموخ والإباء العربي".
بدوره، النائب الأول في البرلمان العراقي، محسن المندلاوي، اعتبر أنّ "دماء سيد المقاومة وجميع الشهداء، هي امتداد لتضحيات الأنبياء والأئمة والصالحين، في معارك الحق والباطل على مر الزمان، وهي تأكيد عمق الإيمان والثبات والبصيرة التي تحلى بها قادتنا العظماء، حيث نال شهيد الأمة أرفع وسام كان يتمناه طوال مسيرته في قيادة حزب الله والتي استمرت نحو 30 عاماً قضاها في الجهاد والتضحية والمقاومة ووضوح الرؤية والهدف".
ونعى رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، الشهيد السيد نصر الله، "شهيداً عظيماً، مناراً وفخاراً وملاذاً لكل المقاومين البواسل والأحرار الضياغم،لم تخلُ منه ساحة، ولم تفتقده منازلة،لم يتنازل عن مبدأ، ولم يساوم على قضية، فمن فلسطين الأبية حيث هو الرأس والزعيم، إلى لبنان المقاوم حيث هو الأب والحامي، إلى اليمن الصابر،حيث هو السند والصوت، إلى العراق الذي أريد له أن يستباح، حيث هو المبادر والمضحّي".
أجرى رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتصالاً مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وقدم التعازي باستشهاد السيد حسن نصر الله.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 29, 2024
وقد أكد السوداني موقف #العراق الثابت والمبدئي بدعم #لبنان والوقوف معه.#الميادين #الميادين_لبنان #السيد_حسن_نصرالله pic.twitter.com/nxg3TrJzuE
المرجعيات الدينية: استشهد في سبيل إعلاء كلمة الله
وأشارت المرجعية الدينية في العراق، في بيانٍ لسماحة السيد علي السيستاني، إلى أنّ "السيد نصر الله ساند العراقيين بكل ما تيسر له في تحرير بلادهم من الإرهابيين".
وأشادت المرجعية في بيانها بـ"الشهيد الكبير"، "أنموذجاً قيادياً قل نظيره في العقود الأخيرة"، مذكرةً بالدور المميز الذي قام به "في الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي بتحرير الأراضي اللبنانية"، وفي اتخاذه المواقف العظيمة "في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم حتى دفع حياته الغالية ثمناً لذلك".
و"بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى"، نعى ديوان الوقف الشيعي "استشهاد بطل المقاومة والتحدي وسيد الكلمة في المواجهة والتصدي، حجة الإسلام والمسلمين الشهيد السعيد سماحة السيد حسن نصر الله، الذي نال شرف الشهادة شامخاً وتوسم بوسام الخلود أبياً بعد أن عاش حياة الأبطال والشجعان في سوح المواجهة ضد الكيان الصهيوني وأذاقهم طعم الهزيمة المرّة"
كما تقدّم ديوان الوقف السني في العراق "بخالص التعازي والمواساة إلى الشعب اللبناني الشقيق باستشهاد السيد حسن نصر الله"، وأضاف في بيان "ونحن إذ نعزي بهذا الفقد الأليم نستذكر مسيرة الراحل التي قضاها في نشر المقاومة ومناهضة الاحتلال الصهيوني، طيلة عقود من الزمن برفقة إخوته وأقرانه".
ومن جانبها، نعت الحوزة العلمية في النجف الأشرف "بإجلال وإكبار سيد المقاومة الشهيد سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله، والكوكبة الزاهرة الذين استشهدوا معه"، مشيرةً إلى أنّ السيد الشهيد "كان رمزاً للكرامة والتضحية لثلاثة عقود مضت، أرسى خلالها في لبنان العزيز قواعد الإباء، والتضحية، والجهاد في مقارعة الكيان الصهيوني الغاصب وسطّر فيها أنواع الملاحم بفخر وشموخ".
الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدّسة، تقدمت بالتعزية باستشهــاد سماحة حجّة الإسلام والمسلمين السيد حســن نصــر الله ورفاقه الشهـداء.
وأشارت العتبة إلى أنه و"في الوقت الذي يتكالب فيه أعداء الله ورسوله على المؤمنين المقاومين، في لبنان وفلسطيـن، ومختلف مسارح البطولة والجهاد، ومع خذلان الناصر وقلّة العدد، يعرج إلى بارئه سيِّد من سادات الكلمة والموقف، وهو مضرّج بدمائه الزكيّة، على خطى سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام".
كما شدّد الشيخ جواد الخالصي، على أنّ "هذا الرزء الجليل يعزز إرادة الأمة ويقوي عزيمتها، ويزيدنا إيماناً بصوابية النهج الذي سار عليه السيد الشهيد، فدماؤه الزكية ستظل مشعلاً يضيء درب المقاومة والكرامة حتى تحرير الأرض والإنسان".
فيما أكدّت جماعة علماء العراق، أن شهادة السيد نصر الله كانت من أجل إعلاء كلمة الله و"الدفاع عن الحق والمظلومين في فلسطين المحتلة، وتحرير المقدسات من براثن الصهاينة".
وعاهدت الجماعة السيد الشهيد بالمضي على خطه المقاوم ضد الصهيونية ونصرة الحق الإسلامي الفلسطيني".
الأحزاب والفصائل: العهد بالاستمرار حتى تحرير فلسطين
وأشارت كتائب حزب الله العراق إلى أنّ "جبهة المقاومة تفقد قائداً عظيماً مغواراً"، "إلا أن فقده، وكل الشهداء القادة في محور الخير، لن يثني المجاهدين عن مواصلة طريق الحق ونصرة المستضعفين، بل إن دماءهم الطاهرة ستعزز من زخم المعركة، وتُضفي قداسة أكبر على طريق مواجهة أنظمة الاستكبار في المنطقة".
كتائب حزب الله #العراق: إننا على ثقة بأن الإخوة في #حزب_الله سيزدادون إصراراً وتصميماً على مواصلة النهج الحسيني المقاوم.#السيد_حسن_نصرالله #نصرالله #لبنان pic.twitter.com/sOz2t6oZD1
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 28, 2024
وأكّد قائد حركة النجباء، الشيخ أكرم الكعبي، "أن السيد الشهيد نصر الله نصب راية العز والكرامة، في لبنان وكل محور المقاومة، وأن ما خبرناه وجربناه مع حزب الله منذ سنوات طويلة أنه يمتلك من الخبرات والكوادر الكثير، بل إن ارتقاء الشهداء السعداء على أعلى المستويات لن يثنيه أو يكسره بل سيزيده إصراراً وتماسكاً وعنفواناً".
وأضاف "لمن لا يعلم من هو حزب الله نقول إن حزب الله القائد، كل مجاهد فيه يمتلك من التدريب العالي والمهارات والخبرات ما يؤهله لقيادة معركة كاملة مترامية الأطراف"، وسيبقى قادراً على إدارة المعركة.
الأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي: سيبقى اغتيال الأمين العام لحزب الله الشهيد #السيد_حسن_نصرالله وصمة عار في جبين الحكام المتخاذلين الذين صاروا ألعوبة بيد الإجرام الغاشم.#حزب_الله #العراق pic.twitter.com/pxxjtxkb4h
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 28, 2024
وقال الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق العراقية، الشيخ قيس الخزعلي، إن "الأمين العام للمقاومة الإسلامية حزب الله في لبنان السيد الشهيد حسن نصر الله ألحق بالصهاينة مُرّ الهزائم وصنع الانتصارات".
وجدد العهد "لروحه الطاهرة ولأرواح جميع الشهداء الأبرار، بالمضي على نهجه والثبات على سبيله، والاستمرار بمقاومة الأعداء المحتلين حتى تحقيق كامل الأهداف، التي توضأت الأرض بالدماء الزكية لأجلها، وحتى تحرير كامل التراب المغتصب من الوجود الصهيوني المجرم".
وتحدث الأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، عن "القائد الشهيد في مسيرة العطاء، التي تغذيها دماء القادة الشهداء وتمنحها الحياة والقوة كلما ادلهمت حولها ليالي المحنة والبلاء"، قائلاً: "لقد وفّى السيد الشهيد بعهده طوال ثلاثة عقود من الجهاد البطولي لأجل دينه وأمته، ثم توّج مسيرته بهذا التألق الفريد وهو يلتحق بموكب أجداده الطاهرين".
بدوره قال قائد التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر ناعياً السيد الشهيد حسن نصر الله: "وداعاً يا رفيق درب المقاومة والممانعة"، مردفاً "كفّيت ووفّيت، عشت شامخاً وذهبت شهيداً شامخاً، أنت ومن معك".
ونعى رئيس تيار الحكمية، السيد عمار الحكيم، "سماحة السيد حسن نصر الله الذي لبى نداء ربه، مضمخاً بنجيع الشهادة"، وأضاف "إننا إذ نحتسب هذا الرجل الأبي المدافع عن مبدأ الحق المبين، شهيداً في مقعد صدق عند مليك مقتدر، نؤكد للكيان الإسرائيلي، بأن هذه الأمة التي تستمد العزم من إمامها الشهيد الحسين، أمة حية لا تموت ولا يثنيها القتل".
"ما يقدرون نقابل.. ودوا طيارات".. مسيرة حاشدة في #البصرة في #العراق، تنديداً باغتيال الأمين العام لـ #حزب_الله الشهيد #السيد_حسن_نصرالله#الميادين#نصرالله pic.twitter.com/VN15jUD28b
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 28, 2024
وذكر المجلس الأعلى الإسلامي العراقي "أن التاريخ والأجيال سيخلدان ذكر الشهيد القائد، ومآثره البطولية في مواجهة الكيان الصهيوني، وحماية لبنان، والدفاع عن فلسطين، ونصرة غزة، ومساندة العراق في حربه ضد داعش، وبكل مواقفه النبيلة الشجاعة، التي مثّلت مدرسة لكل الأجيال وأحرار العالم".
مؤكداً ثقته "بأن حزب الله سيبقى الجبهة التي تتهشم أمام خنادقها كل أحلام الصهيونية، ومشروعها التوسعي العدواني، وعنوان انتصارات جديدة وعظيمة للأمة"، مضيفاً "سيبقى العراق وشعبه داعماً ومناصراً ومسانداً للبنان وشعبه، رمز الإرادة الحرة والشجاعة لهذه الأمة التي تمثّلت بهذا الشهيد الخالد".
وعاهد حزب الدعوة الإسلامي، المجاهدين بالمضي على خط السيد الشهيد في المقاومة ضد الصهيونية و"نصرة الحق الإسلامي الفلسطيني ومن أجل القدس الشريف".
وقال في بيان له لقد مضى "المجاهد العظيم راضياً مرضياً"، مسترخص النفس الكريمة في سبيل الله، وخاطب العدو الصهيوني بالقول "إن قتلتم منا سيداً فسيقوم سيد وقائد مكانه، يواصل نهجه ويجاهد من أجل تحقيق أهدافه، ولا نامت أعين الجبناء".
بدوره رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، دعا "المجتمع الدولي إلى تأدية دوره القانوني والإنساني لوقف هذا النزيف والاعتداءات على فلسطين ولبنان والمنطقة".