مستشار في "الجنائية الدولية" للميادين: محامون وقضاة شاركوا في الدعوى ضد "إسرائيل" تعرّضوا لتهديدات
أكد المستشار القانوني في المحكمة الجنائية الدولية، فؤاد بكر، الثلاثاء، أنّ عمل الجنائية الدولية مُكبّل، والدول الأطراف التي تموّلها هددت بتقويض تحقيقاتها عبر تخفيض الميزانيات.
وأشار بكر، خلال لقاء له في برنامج المشهدية عبر الميادين، إلى أنّ إحدى أهم العراقيل تتلخص بـ"وجود شخص واحد في المحكمة الجنائية الدولية يتابع ملف آسيا، بما فيها قضية فلسطين".
وبشأن طبيعة الضغوط التي تتعرض لها المحكمة الجنائية الدولية، قال بكر إنّ أغلبية المحامين والقضاة المشاركين في الدعوى ضد "إسرائيل" تعرّضت لضغوط وتهديدات، إذ جرى اختراق هواتف هؤلاء، كما أنّ الاحتلال هدّد المدعي العام في المحكمة بأولاده، وهدّد المدعية العامة السابقة فاتو بنسودا، التي لوّحت بفتح التحقيق، بفرض عقوبات ضدها، وتم تهديد زوجها أيضاً.
"عمل الجنائية الدولية مكبل، والدول الأطراف التي تمولها هددت بتقويض تحقيقاتها عبر الميزانيات"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 10, 2024
المستشار القانوني في المحكمة الجنائية الدولية، فؤاد بكر، في #المشهدية#الميادين#فلسطين_المحتلة@fouadbaker66201 pic.twitter.com/Ffx8Q8makg
وانتقد بكر القانون الذي أقرّه مجلس النواب الأميركي، والذي يسمح بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، إذا حققت مع أشخاص محميين من واشنطن أو حلفائها، أو حاكمتهم.
ورأى المستشار القانوني في المحكمة الجنائية الدولية أنّ القانون، الذي أقرّه الكونغرس، يقول إنّ الولايات المتحدة يحق لها اقتحام لاهاي إذا تمّ إصدار مذكّرة توقيف بحقّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير "الأمن"، يوآف غالانت، وهذا الأمر شديد الخطورة.
وكشف بكر للميادين أنّ المحكمة الجنائية الدولية مُنعت من استخدام الأقمار الاصطناعية والدخول لقطاع غزّة من أجل إجراء التحقيق بشأن مجزرة مواصي خان يونس، التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين.
وبشأن التحقيقات في مجزرة الاحتلال التي ارتكبها في خان يونس، قال بكر إنّ "أعضاء المحكمة الجنائية الدولية اجتمعوا وكانوا يريدون أن يستخدموا الذكاء الاصطناعي والأقمار الاصطناعية من أجل العمل بالتحقيق"، مضيفاً أنّ موقفه، بصفته مستشاراً قانونياً، هو أنّه لا يُمكن إبدال التحقيق الميداني بالذكاء الاصطناعي، بل يجب أن يتكاملا معاً.
المحكمة طلبت التحقيق بمجزرة #خان_يونس بالاستعانة بالأقمار الاصطناعية والذكاء الاصطناعي، لكن رفضنا ذلك كي لا يتم التغاضي عن التحقيق الميداني"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 10, 2024
المستشار القانوني في المحكمة الجنائية الدولية، فؤاد بكر، في #المشهدية #الميادين #فلسطين_المحتلة @fouadbaker66201 pic.twitter.com/F0QVLJIMB4
هجوم مواصي خان يونس خلّف حفراً بعمق 10 أمتار
بدوره، قال الدفاع المدني في قطاع غزّة إنّ الهجوم على مواصي خان يونس نُفّذ بصواريخ شديدة الانفجار في منطقة تضمّ نحو 30 خيمة لنازحين، الأمر الذي تسبب باستشهاد 40 شخصاً وجرح أكثر من 60.
وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزّة، محمود بصل، أنّ القصف على مواصي خان يونس تسبب بدمارٍ كبير، ونُفّذ بصواريخ شديدة الانفجار، الأمر الذي خلّف 3 حفر، عمق كل منها يصل إلى نحو 10 أمتار.
وأضاف أنّ "المنطقة التي تعرّضت للقصف كانت تضمّ بين 20 و40 خيمة لنازحين"، مشيراً إلى أنّ "عمليات انتشال الشهداء لا تزال مُستمرة، وأنّ عائلات كاملة اختفت تحت الرمال من جرّاء الصواريخ".
من ناحيته، قال مدير الاتصال الحكومي في قطاع غزّة، إسماعيل الثوابثة، إنّ "الاحتلال ضرب خيام القماش بصواريخ عملاقة أميركية الصنع مُخصصة لدكّ الجبال".
إدانات أممية لمجزرة مواصي خان يونس
بدوره، دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، العدوان الإسرائيلي الذي جرى تنفيذه بالسلاح الثقيل على المهجّرين الفلسطينيين في قطاع غزّة.
وكرر غوتيريش مطالبته بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزّة، والإفراج الفوري عن الأسرى، مشدداً على أنّ "غزّة تخلو من أيّ مكانٍ آمن".
من ناحيته، أعرب الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن انزعاجه من خسارة الأرواح في قطاع غزّة، ودان مجزرة الاحتلال في مواصي خان يونس التي صنّفت بأنها منطقةً آمنة للمهجرين الفلسطينيين.
وأضاف أنّ "استخدام السلاح الثقيل في مناطق مكتظة غير معقول، فالفلسطينيون انتقلوا إلى تلك البقعة في خان يونس بحثاً عن ملاذٍ آمن".
من جانبه، قال مدير عمليات "الأونروا" في قطاع غزّة إنّ "عمليات القتل والدمار والإخلاء والتهجير، التي تعرض لها سكان غزّة، لا نظير لها في التاريخ الحديث".
وفي وقتٍ سابق اليوم، أفاد مراسل الميادين في قطاع غزّة بأنّ حصيلة المجزرة المروّعة التي ارتكبها الاحتلال في مواصي خان يونس في قطاع غزة وصلت إلى أكثر من 40 شهيداً و65 جريحاً، في حصيلة غير نهائية مع استمرار جهود البحث.
وبحسب مواقع فلسطينية، فإنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت بـ5 صواريخ أكثر من 20 خيمة للنازحين في خان يونس، ونفذت غاراتها على شكل حزام ناري على خيام النازحين في محيط المستشفى البريطاني، التي اختفت آثارها تماماً.