"فورين بوليسي": الإسرائيليون لن يسلموا من تفشي شلل الأطفال في غزة

مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تحذّر من انتشار فيروس شلل الأطفال الذي تفشى في قطاع غزة بسبب حرب الإبادة الجماعية والاستهدف الإسرائيلي الممنهج للمنظومة الصحية، مشيرةً إلى دور "الحريديم" في المساهمة في انتشاره في "إسرائيل".
  • وزارة الصحة في غزّة أعلنت، بتاريخ 29 تموز/يوليو 2024، القطاع منطقة وباء لشلل الأطفال

حذّرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية من أنّ الهجوم المنهج الذي تشنه "إسرائيل" على منظومة الرعاية الصحية والبنية الأساسية للصحة العامة في قطاع غزة بدأ بمطاردتها.

وأضافت المجلة أنّ تفشي فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة يشكل مقياساً للظروف الصحية العامة الكارثية التي خلقها "الجيش" الإسرائيلي، مؤكدةً أنّ هذا وضع  مئات الآلاف من الإسرائيليين في خطر الإصابة.

وأشارت المجلة إلى هذا الفيروس يضرب فجأةً فيشل الأطراف وحتى الرئتين في بعض الأحيان، وهو معدي إلى الحد الذي يجعل أنّ تشخيص إصابة يعني أن وجود مئات آخرين ينشرون هذا المرض "غير القابل للشفاء في وقت واحد وبشكل غير مرئي".

وشدّدت "فورين بوليسي" على أنّ لدى "إسرائيل" أسباباً لتقلق بشأن هذا المرض، موضحةً أنّ ما لا يقل عن 175 ألف طفل معرض للخطر، بما فيهم أبناء "المتدينين المتشددين"، أو "الحريديم"، الذين اشتهروا بمعارضتهم للتطعيمات.

وذكرت المجلة أنّ "الحريديم" يشكلون 17% من "يهود إسرائيل"، ويحتاج رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى دعمهم للبقاء في السلطة، لذلك أعفت حكومته مئات الآلاف من "الحريديم" من برنامج "التحصين الإسرائيلي ضد شلل الأطفال.

وفي خطوة مماثلة، أعفت حكومة نتنياهو هذه الفئة من لقاحات: الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والسعال الديكي وفيروس الورم الحليمي البشري و"الإنفلونزا" و"كوفيد 19"، "على الرغم من التهديد الذي تشكله هذه الأمراض".

ولفتت المجلة إلى أنّ هذا القرار أدى إلى تعريض غير الملقحين في "إسرائيل" لخطر الإصابة بشلل الأطفال، وبالتالي نشر المرض.

غزة منطقة وباء شلل الأطفال!

وفي ظل حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها "إسرائيل" على قطاع غزة منذ نحو 11 شهراً، أعلنت وزارة الصحة في غزّة، في 29 تموز/يوليو 2024، القطاع منطقة وباء لشلل الأطفال.

وأوضحت الوزارة أنّ تفشي الفيروس جاء نتيجة حرمان السكان من المياه الصالحة للاستخدام، وتدمير البنية التحتية للصرف الصحي، وتكدس آلآف أطنان القمامة، وانعدام الأمن الغذائي، وتكدس السكان في أماكن النزوح القهري.

وأكدت الوزارة أنّ هذا الأمر يشكل تهديداً صحياً لسكان قطاع غزة والدول المجاورة، ويُعَدّ انتكاسة لبرنامج استئصال شلل الأطفال عالمياً، بحيث إنّ المرض كان تمّ استئصاله في فلسطين.

وحذّرت "الصحة" في غزّة من أنّ برنامج مكافحة هذا الوباء، الذي أطلقته بالشراكة مع المؤسسات الدولية المعنية، وخصوصاً "اليونيسيف" ومنظمة الصحة العالمية، "لن يكون كافياً ما لم يكن هناك تدخل فوري لإنهاء العدوان".

اقرأ أيضاً: مطالبات دولية في مجلس الأمن: لإدخال المساعدات وإنجاز التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة

المصدر: مجلة "فورين بوليسي" الأميركية