موسكو: واشنطن تقف وراء اعتقال دوروف لأهداف سياسية وانتخابية
حذّرت روسيا، اليوم الثلاثاء، فرنسا من أي "ترهيب" بحق مؤسس تطبيق "تلغرام"، بافل دوروف، الذي يحمل الجنسيات الفرنسية والروسية والإماراتية، بعد توقيفه في مطار قرب باريس، في إطار "تحقيق على صلة بالجريمة المنظمة".
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بحسب الوكالة الصحافية الفرنسية، إن "الاتهامات المقدّمة، بحق دوروف، خطرة للغاية، وتتطلب إثباتات على القدر ذاته من القوة"، مضيفاً أن "من الواضح أنها ليست سوى محاولة لتقييد حرية التواصل، والترهيب المباشر بحق رئيس شركة كبيرة".
ويتّهم الادعاء الفرنسي دوروف، البالغ من العمر 39 عاماً، بالفشل في الحد من انتشار المحتوى المخالف للقانون في "تلغرام"، وهو أمر تنفيه شركته.
وبينما نفى ماكرون، أمس الإثنين، وجود أي أبعاد سياسية لتوقيف دوروف، طُرحت تساؤلات كثيرة بشأن توقيت الاعتقال وظروفه. كما أعلنت الإمارات العربية المتحدة، اليوم، أنها تتابع قضيته من كثب.
"واشنطن تقف خلف الاعتقال"
وأكد رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، بحسب ما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، اليوم الثلاثاء، أن واشنطن تقف وراء اعتقال مؤسس "تلغرام"، بافيل دوروف، من أجل سيطرة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على خدمات التطبيق، قبل الموعد المقرر لإجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية.
عشرة أعوام على ولادة تطبيقِ #تلغرام.. كيف نجح في استقطاب المُستخدمين في ظلّ المنافسة الهائلة بين تطبيقات المُحادثة؟#المشهدية pic.twitter.com/UZX5TBObkx
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 19, 2023
وقال فولودين، عبر قناته في "تلغرام": "في الواقع، تقف واشنطن وراء اعتقال دوروف، لأن منصة تلغرام تُعَدّ واحدة من المنصات القليلة، وأكبرها في الوقت نفسه، التي ليس للولايات المتحدة أي تأثير فيها".
وأضاف أن هذا التطبيق "يعمل في عدد من البلدان، التي تعنيها السياسة الأميركية. لذلك، فإن من المهم أن يسيطر بايدن عليه قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية"، مشيراً إلى أنه بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فإن مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، وفرض الرقابة الكاملة والتبعية عليها، وما يتضمن ذلك ذلك من عمليات ابتزاز تحت ستار مكافحة أنواع مختلفة من التهديدات، هي أساليب تقليدية للإدارة السياسية والتأثير الخارجي.
وأكد فولودين أن "أغلبية الشبكات العالمية أميركية الأصل، ويسيطر عليها البيت الأبيض، لكنها ما زالت غير قادرة على إجبار تلغرام على إجراء رقابة مسبقة وتقديم بيانات إلى وزارة الخارجية الأميركية، ووكالة الاستخبارات المركزية، لذلك يحاولون، عبر فرنسا، اتهام دوروف بارتكاب أكثر من عشر جرائم".
وكانت وسائل إعلام فرنسية أفادت، في الـ24 من آب/أغسطس الجاري، بأن الشرطة الفرنسية ألقت القبض على مؤسس تطبيق "تلغرام"، الملياردير الروسي بافل دوروف، الذي يحمل أيضا الجنسية الفرنسية، عقب وصوله إلى مطار "لو بورجيه" في العاصمة باريس.
وأشارت إلى أن القضاء الفرنسي يرى أن جملة من الأسباب، بينها رفض "تلغرام" التعاون مع سلطات البلاد، تجعل دوروف "متورطاً في عدد من الجرائم، وأنه قد يواجه اتهامات بالإرهاب وتهريب المخدرات والاحتيال وغسل الأموال"، الأمر الذي قد يؤدي إلى سجنه مدة تصل إلى 20 عاماً.
وفي هذا السياق، طالبت موسكو السلطات الفرنسية بتوضيح الأسباب التي دعتها إلى اعتقال رجل الأعمال الروسي، وبضرورة تسهيل التواصل معه.