"فايننشال تايمز": نتيجة الانتخابات الأميركية ستتوقف على الحزب الأكثر قدرة على تخويف الناخبين
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اليوم الإثنين، إنّ نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة ستعتمد على المرشح الذي يثير خوف الناخبين أكثر.
وأوردت الصحيفة أنه "عندما يتعلق الأمر بالدراما السياسية، لا تزال أميركا هي الزعيمة العالمية بلا منازع"، مضيفةً أنه "في حين تستمر مفاجآت الانتخابات الأميركية في إثارة الصدمة والحيرة، فإنّ السباق الرئاسي هذا العام يسير في اتجاه آخر متوقع".
وأشارت إلى أنه "حتى قبل أن يرضخ بايدن للمحتّم ويتنحى، كان من الواضح أنّ الجمهوريين والديمقراطيين سيخوضون حملات انتخابية قائمة على الخوف".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ "هذا لن يتغير، أياً كان من سيصبح مرشح الحزب الديمقراطي"، موضحةً أنه "إذا أصبحت نائبة الرئيس كامالا هاريس هي المرشحة، وهو ما يبدو مرجحاً، فإنّ الجمهوريين سوف يضاعفون سموم إثارة الخوف في حملتهم".
وأكدت أنّ "شيطنة بايدن، الرجل الأبيض العجوز من ولاية بنسلفانيا، كانت أمراً صعباً نسبياً بالنسبة إلى ترامب وأنصاره. أما هاريس فهي امرأة سوداء من كاليفورنيا ــ وهي الهدف المثالي لحركة ماغا (حركة فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى)".
وبحسب "فايننشال تايمز"، "حتى قبل تنحّي بايدن، كان المعلّقون اليمينيون يلمّحون إلى أنّ هاريس ستكون أول رئيسة أميركية من أصحاب مبدأ التنوع والإنصاف والشمول، وهم يزعمون أنها وصلت إلى القمة ليس على أساس الجدارة، بل على أساس سياسات تعزز التنوع والمساواة والشمول".
وبالنسبة إلى الحزب الجمهوري، فإنّ "سياسة التنوع والإنصاف والشمول هي تجسيد للسياسات التي تُضعف الولايات المتحدة وتميز ضد الرجال البيض".
استغلال مخاوف الناخبين
وأشارت الصحيفة إلى أنه "في المؤتمر الجمهوري، أصبح من الواضح أنّ ترامب سيخوض الانتخابات على أساس قضايا الهجرة والتضخم والحرب. وبالنسبة إلى الجمهوريين، ترتبط كل هذه المواضيع بالزعم أنّ الديمقراطيين يشكلون تهديداً قاتلًا للحلم الأميركي".
ولفتت إلى أنّ "الديمقراطيين سيستغلون مجموعة مغايرة من المخاوف. ومن المرجح أن تكون موضوعاتهم الرئيسة هي الإجهاض والاستبداد. وسوف تزعم هاريس، أو من يحلّ محل بايدن، أنّ ترامب يهدد الحريات الأساسية للأميركيين العاديين".
وأضافت الصحيفة أنّ "القضية الأكثر إثارة للغضب في مؤتمر الحزب الجمهوري كانت الغزو المزعوم لأميركا من جانب المهاجرين غير الشرعيين"، موضحةً أنّ "الحاضرين في القاعة، وعير شاشات التلفزة، استمتعوا بقصص عن المهاجرين الذين يغتصبون الأميركيين ويقتلونهم. ولوح المندوبون بلافتات تطالب بالترحيل الجماعي الآن".
وقالت إنّ "الجمهوريين سوف يستمتعون بمحاولة تحميل هاريس مسؤولية أزمة الهجرة".
أما "العنصر الثالث في حملة الخوف التي يشنّها الجمهوريون، فهو الحرب"، بحسب الصحيفة، التي أكدت أنّ "ترامب حذّر مراراً من أنّ الحرب العالمية الثالثة تشكّل خطراً وشيكاً. ويزعم حزبه أنه وحده القوي بما يكفي لردع أعداء أميركا، ومنع الولايات المتحدة من الانجرار إلى الصراع".
ورأت الصحيفة أنّ "الواقع الكئيب هو أنّ الحملات الرئاسية، التي تقدّم الأمل والتفاؤل، تبدو كأنها شيء من الماضي، وسوف تتوقف نتيجة انتخابات عام 2024 على الحزب الأكثر فعالية في ترويع الناخبين".