"دون جدول زمني".. الأمم المتحدة تعلن استمرار المحادثات السودانية بجنيف

مكتب الإعلام في الأمم المتحدة في جنيف يؤكد استمرار المحادثات بين طرفي الصراع في السودان برعاية الأمم المتحدة من دون وضع جدول زمني لها من أجل التوصل إلى تفاهمات ولا سيما في الشأن الإنساني.
  • مديرة مكتب الإعلام في الأمم المتحدة في جنيف ألكسندرا فيلوتشي

أفاد مراسل الميادين في جنيف بأن المحادثات القائمة بين طرفي الصراع في السودان برعاية الأمم المتحدة متواصلة.

وقالت مديرة مكتب الإعلام في الأمم المتحدة في جنيف، ألكسندرا فيلوتشي، في مؤتمر صحافي، إن "المحادثات بين الطرفين السودانيين برعاية الأمم المتحدة ستستمر من دون وضع جدول زمني لها من أجل التوصل إلى تفاهمات، ولا سيما في الشأن الإنساني".

ولفتت فيلوتشي إلى أن "الفريقان انخرطا بشكل مكثّف في مناقشة البندين الرئيسيين المتعلقين بإيصال المساعدات إلى كافة المناطق في السودان، وحماية المدنيين" وفق تعبيرها.

وأشارت إلى أن "هذه المفاوضات تستمر بشكل غير مباشر، بحيث ينتقل المبعوث الأممي، رمطان لعمامرة، بين الطرفين الموجودين في قاعتين منفصلتين".

الأمم المتحدة: 13 مليون نازح سوداني معرضون للجوع والأمراض والأوبئة

وفي سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد النازحين السودانيين بلغ ما يقرب من 13 مليون شخص، وأن أكثر من 10 ملايين منهم موزعون في مواقع داخل السودان، وأكثر من 2 مليوناً يبحثون عن مأوى في البلدان المجاورة، حيث لا يزالون يواجهون محدودية شديدة في الوصول إلى المساعدة الإنسانية، بما في ذلك الرعاية الصحية.

وفي مؤتمر صحافي عقب زيارته تشاد، قال ممثل منظمة "الصحة العالمية" في السودان، شبل السحباني، إن "الأمر مثيراً للقلق ومفجع حتى. وتحدثت النساء والأطفال عن الجوع والمرض والعنف والخسارة، وكانت معاناتهم محفورة على وجوههم، لقد تعرضوا للعوامل الجوية وكانت لديهم إمدادات شحيحة من الضروريات الأساسية. جميع اللاجئين الذين التقيت بهم قالوا إن سبب فرارهم من السودان هو الجوع وأن بعضهم اضطر إلى مغادرة مدنهم والسفر لمدة 3 أيام، دون طعام" وفق تعبيره.

وأضاف أن "ولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة باتت معزولة عن المساعدات الإنسانية والصحية بسبب القتال المتواصل. إن الوضع في دارفور مثير للقلق بشكل خاص، حيث يوجد في أماكن مثل الفاشر، أكثر من 800 ألف شخص محاصرون ومحرومون من الحصول على الغذاء والرعاية الصحية والإمدادات الطبية".

كما حذّر السحباني من أن "اقتراب موسم الأمطار سيؤدي إلى تفاقم التحديات التي تواجه الوصول إلى الرعاية الصحية للسكان المتضررين" وفق تعبيره.

وختم بالقول إنه "إن لم تُتّخذ إجراءات عاجلة ووقف إطلاق النار لاحتواء الكارثة الإنسانية، فإن الوضع المتدهور بسرعة في السودان، ويمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة ما يسمح بانتشار الأمراض وسوء التغذية والصدمات دون رادع مع تأثير عابر للأجيال على شعب السودان" وفق ما قال.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت، يوم الجمعة في 12 تموز/يوليو الجاري، انطلاق المحادثات غير المباشرة بين طرفي الصراع في السودان في العاصمة السويسرية جنيف، والتي من المقرّر أن تتم عبر مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة.

وأكدت الأمم المتحدة أنّها تسعى إلى تحقيق وقفٍ لإطلاق النار في بعض المناطق، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.

بدورها، أعلنت الحكومة السودانية، في بيان توضيحي يوم السبت الماضي للدوافع التي تكمن وراء قرارها لعدم مشاركة وفدها التفاوضي في اللقاءات التي تمت في قصر المؤتمرات في مدينة جنيف، أنه "انطلاقاً من واجبها الوطني تجاه مواطنيها، وتماشياً مع التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وحرصاً منها على التعاون والارتباط الإيجابي البنّاء مع الأمم المتحدة، وافقت على المشاركة في مداولات غير مباشرة بمدينة جنيف السويسرية بشأن الأوضاع الإنسانية".

وأكدت أنها ملتزمة التعاون الإيجابي مع الأمم المتحدة في كل ما من شأنه تخفيف المعاناة عن السودانيين، وحرصها "على توصيل المساعدات الإنسانية إلى المواطنين السودانيين في المناطق التي تتواجد بها مليشيا الدعم السريع".

المصدر: الميادين نت