إدانات دولية لمجزرة مواصي خان يونس: جرائم إبادة تهدف إلى القضاء على الفلسطينيين
توالت الإدانات الدوليّة لمجزرة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة في منطقة مواصي خان يونس، اليوم السبت، والتي راح ضحيتها أكثر من 350 شهيداً وجريحاً.
تركيا: حكومة نتنياهو تحاول منع مفاوضات وقف النار
في هذا السياق، قال الرئيس رجب طيب إردوغان إنّ "ما يحدث في غزة ليس حرباً أو دفاعاً عن النفس، بل هو إبادة جماعية"، مضيفاً أنّ "أي دولة في المنطقة، بما في ذلك تركيا، لن تتمكن من الشعور بالأمان، ما دامت إسرائيل تسعى لتحقيق أمنها عبر احتلال الأراضي".
وأضاف: "علينا التفكير جميعاً في عدم استطاعة العالم الإسلامي فرض كلمته على إسرائيل، على الرغم من عدد سكانه البالغ ملياري نسمة، وقوته الاقتصادية المقدرة بترليونات الدولارات".
وأشار الرئيس التركي إلى أنّ "المؤسسات الدولية ليست وحدها من لم تتجاوز اختبار غزة، بل مؤسسات العالم الإسلامي أيضاً لم تنجح في ذلك للأسف".
بدورها، أكّدت وزارة الخارجية التركية أنّ قتل "إسرائيل" عشرات المدنيين في المواصي "حلقة في سلسلة جهود حكومة بنيامين نتنياهو للقضاء على الفلسطينيين كافة".
وفي بيان، شدّدت الوزارة على أنّ "حقيقة اختيار إسرائيل إراقة الدماء، مرة أخرى، بينما كان من المتوقع أن ترد على ردّ حماس الإيجابي فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، هي أيضاً دليل على أنّ حكومة نتنياهو تحاول منع مفاوضات وقف إطلاق النار الدائم".
"ما لا يُمكن وصفه بالكلمات هو رائحة الدّماء بعد مجزرة المواصي في #خان_يونس"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 13, 2024
مراسل #الميادين أحمد غانم ينقل المشهد من #خان_يونس#فلسطين_المحتلة pic.twitter.com/WAt8IuCX0S
إيران: الاحتلال يحاول تغطية إخفاقاته عبر المجازر
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إنّ استهداف خيام النازحين في المناطق، التي أُعلنت آمنة، "جريمة جديدة في سجل جرائم الصهاينة، والتي تستمر في ظل صمت المجتمع الدولي والدعم الأميركي الشامل لهذا الكيان القاتل للأبرياء، والمواقف المزدوجة من جانب الدول الأوروبية، وعدم استخدام القدرات الموجودة لدى الدول الإسلامية".
وأضاف كنعاني، في بيان، أنّ "الصهاينة أظهروا، مرةً أخرى، وحشيتهم، بهذه الجريمة، وأثبتوا أنّهم "لا يقفون عند أي خط أحمر بالنسبة إلى القيم الإنسانية، في محاولة لتغطية إخفاقاتهم الميدانية"، لكن "عليهم أن يعلموا بأنّ مواصلة هذا المسار لن تجلب لهم سوى مزيد من الكراهية لدى المجتمع الدولي".
اليمن: مجازر الاحتلال تأتي برسم أميركي
وفي السياق، استنكر المكتب السياسي لحركة أنصار الله في اليمن، بشدة، مجازر الإبادة الوحشية للاحتلال، وآخرها مجزرة المواصي في خان يونس، ومجزرة مصلى مخيم الشاطئ غربي غزة.
وأضاف المكتب السياسي لأنصار الله أنّ "مسلسل الجرائم، والإمعان في القتل والتشريد، يأتيان برسم أميركي مباشر، وسط تقاعس العالم وما يسمى المجتمع الدولي".
وقال إنّ "ما يضاعف المأساة هو استمرار العدوان الهمجي الصهيوني مع انهيار كامل للمنظومة الصحية في القطاع".
وشدّد المكتب على أنّ "ادعاءات العدو الكاذبة بشأن استهداف شخصيات قيادية في المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تغطي على بشاعة جرائمه"، مؤكّداً التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني ومقاومته وحقها المشروع في الدفاع عن النفس، عبر مختلف الوسائل المتاحة.
وفي ختام بيانه، جدّد المكتب السياسي لأنصار الله الدعوة إلى إعمال كل أساليب محاسبة قادة كيان الاحتلال وملاحقتهم، كونهم مجرمي حرب، حاثاً أحرار العالم على "مزيد من التضامن والتداعي إلى مواقف أكثر سخطاً وتعبيراً عن مظلومية الشعب الفلسطيني في غزة".
المجلس السياسي الأعلى، بدوره، دان المجزرة، وعدّها "إمعاناً في جرائم الإبادة الجماعية"، و"تأكيداً للإصرار الأميركي على استمرار جرائم الإبادة بحق أبناء الشعب الفلسطيني".
كما دان المجلس "تواطؤ الأنظمة العربية مع العدو الإسرائيلي، وتبني بعضها لموقفه وتسخير وسائل إعلامها لخدمته".
وفي بيان، قال المجلس السياسي الأعلى إنّ "مزاعم السعي لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ليست سوى لإتاحة المجال للعدو الإسرائيلي لارتكاب المزيد من جرائمه".
وجدد التأكيد على استمرارية وتصاعد الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني المظلوم بالوسائل المتاحة كافة، داعياً "لدول والشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى التحرك الجاد لنصرة الشعب الفلسطيني وإيقاف جرائم الإبادة بحقه، وإلى مقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية كسلاح وموقف.
مصر: جرائم "إسرائيل" لن تسقط بالتقادم
بدورها، دانت جمهورية مصر العربية، بأشد العبارات، قصف "إسرائيل" منطقة المواصي، غربي خان يونس، المليئة بالنازحين، الأمر الذي أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء.
وأكّدت مصر أنّ تلك الجرائم "لن تسقط بالتقادم، ولا يمكن قبولها تحت أي مبرر من المبررات"، مشيرةً إلى أنّ تلك الانتهاكات المستمرة في حق المواطنين الفلسطينيين "تضيف تعقيدات خطيرة إلى قدرة الجهود المبذولة حالياً للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، وتزيد في المعاناة الإنسانية للفلسطينيين، وسط صمتٍ وعجزٍ دوليين مخزين".
في هذا الإطار، أفاد مصدر أمني رفيع المستوى بأنّ مصر أبلغت الأطراف المعنية خطورة التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة واستهداف المواطنين.
وتابع المصدر الأمني، وفقاً لوسائل إعلام مصرية، أنّ "إسرائيل لا تزال تمارس سياسات تؤدي إلى مزيد من التصعيد، وهو ما ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة كلها".
مجزرة اليوم في المواصي في #خان_يونس ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في ظل مساع لتحقيق صفقة بين #حماس و "إسرائيل".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 13, 2024
ماذا يريد نتنياهو أن يؤكد من خلال هذه المجزرة؟ وهل نجح في نسف كل محاولات التفاوض؟
الخبيرة في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية سناء زكارنة #غزة #فلسطين #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/vB0WkwoK87
من جهته، دان مفتي الجمهورية المصرية، شوقي علام، بأشد العبارات، مجزرة الاحتلال في مواصي خان يونس، مؤكداً أنها "استكمال لحرب الإبادة الجماعية الممنهجة التي يقوم بها، على مرأًى ومسمع من المجتمع الدولي".
وأكّد مفتي الجمهورية المصرية، في بيان، أنَّ استهداف الكيان الإسرائيلي للنازحين المسالمين "يُعَدُّ جريمةً مشينةً وانتهاكاً صارخاً لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهتاراً بقيمة الإنسان وقدسية روحه".
واستنكر المفتي ما يقوم به الكيان الإسرائيلي المحتل من تكثيف الهجمات والاعتداءات الوحشية الغاشمة، وتشديد العدوان على أبناء الشعب الفلسطيني، واصفاً هذه الاعتداءات الوحشية بأنّها "جرائم حرب مكتملة الأركان".
وقال إنّ هذه الجرائم والاعتداءات الغاشمة "تُضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، الذي يطالب بحقوقه المشروعة، في الوقت الذي تضرب قوات الاحتلال القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية بعُرض الحائط، وسط صمت تام من المجتمع الدولي".
الأردن: على المجتمع الدولي أن يتحرك
ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن، بأشد العبارات، مجزرة الاحتلال واستمراره في عدوانه الغاشم على قطاع غزة، واستهدافه الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين.
وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة، سفيان القضاة، إدانة الأردن واستنكاره المطلق لاستمرار "إسرائيل" في انتهاك قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتحديها للمجتمع الدولي والإرادة الدولية، الداعية إلى وقف الحرب، وارتكابها جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعرقلتها دخول المساعدات الإنسانية للقطاع.
وشدد القضاة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بصوؤ فوري وفعّالة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وللمستشفيات والمنظمات الإغاثية التي تقوم بدور إنساني كبير في تقديم الخدمات الحيوية الأساسية إلى الفلسطينيين في القطاع، الذي يعاني كارثة إنسانية غير مسبوقة من جراء العدوان الإسرائيلي المستمر والمتواصل عليه، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
"يا اللّٰه إنك تغار.. وغيرتك بأن تنتهك حرماتك"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 13, 2024
صرخات ألم وحرقة عوائل الشهداء بعد مجزرة #خان_يونس#مجزرة_مواصي_خان_يونس #طوفان_الأقصی pic.twitter.com/G6KbRf7SCX
السعودية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار
وأيضاً، دانت وزارة الخارجية السعودية، بأشد العبارات، مجازر الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، على يد آلة الحرب الإسرائيلية، وآخرها استهداف مخيمات النازحين في خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وجدّدت السعودية مطالبتها بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين العزّل في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكّدت ضرورة تفعيل آليات المحاسبة الدولية إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية.
وفي السياق نفسه، دانت وزارة الخارجية الكويتية، بأشد العبارات، المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، مشيرةً إلى أنها "ترتكب جرائم حرب وتستخف بالجهود الدولية لوقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق ينهي العدوان".
ودانت وزارة الخارجية القطرية أيضاً هجوم الاحتلال الإسرائيلي المروع على خيام نازحين في مواصي خان يونس، قائلةً إنّه "مجزرة وحشية وحلقة جديدة في جرائم الاحتلال المستمرة ضد الشعب الفلسطيني والإنسانية جمعاء".
من جانبها، قالت الحكومة العراقية إنّ "ما ترتكبه حكومة نتنياهو المُجرمة، لم يتوقف عند كسر القوانين والشرائع الدولية، ولكن تعدّى الأمر إلى صمّ الآذان عن كل صوت إنساني، في إساءة مستفزة لكل مهام المنظمات الدولية ونداءاتها، وجهود السلام حول العالم، وفي محاولة لتعطيل كل مفاهيم القانون الدولي، ما سيؤدي فعلياً إلى زعزعة أمن المنطقة، وانتشار الصراع خارج حدودها".
وأمام هذه التطورات الخطيرة، طالبت الحكومة العراقية المجتمع الدولي والدول الكبرى بتحمّل مسؤوليتها إزاء استمرار هذا العدوان السافر، لهذا الكيان الذي يرى نفسه أعلى من القانون الدولي وأحكام العدالة الدولية.
كما طالب العراق هذه الدول "بإسناد حق الشعب الفلسطيني بالحياة، ووضع حدّ للعدوان الذي بات يشكل سابقة خطيرة في تاريخ البشرية، إضافةً إلى ضرورة العمل الفوري على إنقاذ أهلنا من المجاعة والقتل الممنهج ومحاولات دفعهم لترك أرضهم، وإيصال المساعدات اللازمة ومستلزمات العلاج والغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية".
أيضاً، قالت وزارة الخارجية السورية إنّ "جرائم القتل المستمرة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ أكثر من 10 أشهر تجري أمام سمع وبصر الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية التي تدعي بأنها تعمل على وقف المجازر الإسرائيلية ولجم الفاشيين الإسرائيليين عن مواصلة جرائمهم".
وطالبت الخارجية السورية "ما يسمى بالمجتمع الدولي"، بعدم "الصمت عن تصعيد إسرائيل لمجازرها"، مؤكدّةً "ضرورة إلزامها بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان"، وداعيةً تدعو إلى صحوة ضمير عالمية والعمل بجد على وقف الجرائم الإسرائيلية ومحاسبة المجرمين الإسرائيليين.
كذلك، استنكرت حركة مجتمع السلم في الجزائر المجازر الإسرائيلي في قطاع غزة، محمّلةً مسؤولية ذلك الكاملة "لكل من يدعم هذا الكيان في جرائمه، وعلى رأسهم الإدارة الأميركية".
وأضاف، في بيان، أنَ "التأخر في وقف هذا العدوان ضدَّ شعب يتعرض يومياً للإبادة الجماعية، يُعدّ جريمة إنسانيّة، متكاملة الأركان، مع استمرار الكيان النازي في استباحة الدم الفلسطيني".
بدورها، دانت الجماعة الإسلامية في لبنان المجزرة الاسرائيلية في غزة، داعيةً إلى دعم الشعب الفلسطيني ومساندته، بكل السبل المتاحة.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية دانت مجازر الاحتلال في المواصي ومخيم الشاطئ أيضاً، مطالبةً الدول الداعمة لـ"إسرائيل" بـ"صحوة ضمير وأخلاق، والتوقف عن تعطيل الحراك الدولي لإنهاء حرب الإبادة الجماعية".
وعدّت الوزارة، في بيان، الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع "دليلاً جديداً على أنّ حرب إسرائيل المعلنة هي على المدنيين الفلسطينيين، وتكذب ادعاءات الاحتلال بشأن وجود مناطق آمنة في قطاع غزة، ودليلاً قاطعاً على أنّ الوقف الفوري للعدوان هو المدخل الصحيح لحماية المدنيين".
تأتي هذه التصريحات بعد أن ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرةً كبيرةً عبر قصفه مخيمات النازحين في مواصي خان يونس، أدت إلى استشهاد وجرح نحو 400 فلسطيني، بحسب الحصيلة الأولية التي أعلنتها وزارة الصحة في قطاع غزة.
وبالإضافة إلى المجزرة في مواصي خان يونس، ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرةً أخرى في مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، مستهدفةً المسجد الأبيض، بحيث ارتقى نحو 22 شهيداً على الأقل، وأًصيب العشرات.
مشاهد من المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق النازحين أثناء أدائهم صلاة الظهر قرب المسجد الأبيض في #مخيم_الشاطئ غرب #غزة #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/hSKdts3wMJ
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 13, 2024
ويُضاف شهداء المجزرتين الإسرائيليتين في مواصي خان يونس ومخيم الشاطئ إلى أكثر من 38440 شهيداً و88480 جريحاً، سُجّلوا منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بحسب الإحصاء الأخير الذي نشرته وزارة الصحة في القطاع.