بغياب أحد طرفيها.. "محادثات التقارب" ووقف النار في السودان تنطلق في جنيف
أعلنت الأمم المتحدة انطلاق المحادثات غير المباشرة بين طرفي الصراع في السودان في العاصمة السويسرية جنيف، والتي من المقرّر أن تتم عبر مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، مؤكدةً أنّها تهدف إلى تحقيق وقفٍ لإطلاق النار في بعض المناطق، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.
ونقلت وكالة "رويترز"، عن متحدثة باسم الأمم المتحدة، قولها إنّ "المحادثات لم يحضرها سوى طرف واحد حتى الآن".
ولفتت الوكالة إلى أن "المحادثات تسعى لتحديد سبل تعزيز الإجراءات الإنسانية وحماية المدنيين، من خلال وقف محتمل لإطلاق النار في مناطق، بناءً على طلب مجلس الأمن".
وأضافت أن ما يجري في جنيف هو "محادثات تقارب" غير مباشرة، عبر وسطاء بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".
وكانت الوكالة ذكرت أن طرفي الحرب في السودان سيجتمعان في جنيف، الخميس، لإجراء محادثات بوساطة الأمم المتحدة، "من أجل إنجاز وقفٍ محتمل لإطلاق النار، يسهّل وصول المساعدات الإنسانية وتوزيعها".
يشار إلى أن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قال، في وقتٍ سابق، من نيويورك، إنّ المحادثات في جنيف "جاءت بناءً على دعوة من مبعوث المنظمة إلى السودان"، لتشير الأمم المتحدة لاحقاً إلى أنّ "الأطراف ستتفاوض عبر لعمامرة بدلاً من الاجتماع وجهاً لوجه".
وأضاف دوجاريك أنّه "للأسف لم يحضر أحد الوفدين الجلسة التي كانت مقرّرةً الخميس، لكنّ لعمامرة اجتمع وفريقه، في وقتٍ لاحق، بالوفد الآخر الذي كان موجوداً، كما كان مزمعاً"، معلناً أن لعمامرة دعا الجانبين إلى مواصلة المحادثات الجمعة.
ولم يفصح دوجاريك عن الطرف الذي لم يحضر المحادثات، في حين صرّح متحدثٌ آخر باسم الأمم المتحدة بأنّ الوفدين في جنيف يضمان ممثلين كباراً عن زعماء طرفي النزاع.
وفي سياق متصل، رفض قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في خطاب ألقاه، الخميس، المفاوضات مع قوات "الدعم السريع" ما لم تنسحب من البنية التحتية المدنية والمنازل.
ونقلت "رويترز"، عن البرهان، قوله إن "كل ضرر أصاب السودانيين يجب أن نقتص من فاعله، ويجب أن نستعيد حقهم كاملاً. ولا تسمعوا مفاوضات في سويسرا ولا مفاوضات في جدة ولا مفاوضات في أي مكان، نحن مفاوضاتنا واحدة".
يُذكر أنّ الحَراك الحالي، الذي تقوم به الأمم المتحدة، هو الأحدث في سلسلة من محاولات الوساطة من جانب دول وكيانات متعددة، لم يفلح أي منها في تحقيق وقفٍ دائم للقتال، وكان أبرزها المحادثات التي أُجريت قبل مدة في مدينة جدة، برعاية الولايات المتحدة والسعودية، في نهاية عام 2023، والتي سرعان ما انهارت.