بعد فشل المحادثات بين الصومال وإثيوبيا.. تركيا تحدد موعد الجولة الثانية مطلع سبتمبر
أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن الجولة الثانية من المحادثات بين نظيريه الإثيوبي، تايي أتسكي سيلاسي، والصومالي، أحمد معلم فقي، ستعقد في 2 أيلول/سبتمبر المقبل، في العاصمة التركية أنقرة.
وفي تصريح صحافي له، بعدما التقى نظيريه الصومالي والأثيوبي بشكلٍ منفصل، الاثنين، أكد فيدان أن "تركيا لعبت دوراً وسيطاً بين إثيوبيا والصومال بفضل علاقاتها وتعاونها الشامل مع البلدين".
وقال إنّ "التزام تركيا بالسلام والدبلوماسية وحسن النية يدعم الجهود الرامية إلى إقامة حوار مشترك وإيجاد أسس مشتركة".
وأضاف أن "منح كلا الجانبين الثقة والسلطة لتركيا والرئيس رجب طيب أردوغان يعزز إيماننا بأننا نسير على الطريق الصحيح"، موضحاً أنه تم خلال المباحثات تبادل وجهات النظر بشأن جميع نقاط النقاش مع نظيريه وبين الوفود، كما تم التطرق إلى تحفظات كلا الجانبين.
وأشار فيدان إلى أن "هناك حاجة إلى إجراء تقييمات أخرى بشأن هذه المسألة، وفي ضوء ما سمعناه، تعزز أملنا في المستقبل، وقرر الوزراء الاجتماع مرة أخرى في أنقرة في 2 سبتمبر 2024 لإجراء جولة ثانية من المحادثات".
وعقب تصريح فيدان، نشرت وزارة الخارجية التركية "بيان أنقرة المشترك" بشأن المحادثات التي جرت بين الوزراء الثلاثة.
وأشار البيان إلى أن وزيري خارجية إثيوبيا والصومال وبرعاية تركية "تبادلا وجهات النظر حول خلافاتهما بطريقة صادقة وودية وبنظرة مستقبلية، ووضعا وجهات نظر لمعالجة خلافاتهما ضمن إطار مقبول للطرفين".
كما جدّد الوزيران التأكيد على عزمهما حل الخلافات بطرق سلمية، وأثنيا على تركيا إزاء تسهيلاتها ومساهماتها البناءة، بحسب البيان.
ولفت البيان إلى أن "الوزيرين اتفقا على مواصلة الحوار بهدف حل الخلافات وضمان الاستقرار الإقليمي، وعلى عقد جولة ثانية من المحادثات في أنقرة في الثاني من سبتمبر المقبل".
يشار إلى أن العلاقات بين الدولتين الجارتين تدهورت منذ إبرام إثيوبيا اتفاقاً مع إقليم "أرض الصومال" في الأول من كانون الثاني/يناير 2023، منح الإذن لأديس أبابا باستخدام سواحل الإقليم على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية.
ورفض الصومال صفقة إثيوبيا مع "أرض الصومال"، ووصفها بأنها "غير شرعية وتشكل تهديداً لحسن الجوار وانتهاكا لسيادته"، كما استدعى سفيره في إثيوبيا عقب الإعلان عن الاتفاق. فيما دافعت أديس أبابا عن الاتفاق قائلة إنه "لن يؤثر على أي حزب أو دولة".
يذكر أن وزير الخارجية الإثيوبي ونظيره الصومالي وصلا، أمس الاثنين، على رأسي وفدين رسميين إلى العاصمة التركية أنقرة، لإجراء محادثات في محاولة لتخفيف التوترات بين البلدين، إثر توقيع إثيوبيا مذكرة تفاهم مع إقليم "أرض الصومال".
الرئيس الصومالي: المحادثات مع إثيوبيا بشأن مذكرة التفاهم فشلت
وفي سياق متصل، أعرب الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، عن خيبة أمله إزاء عدم إحراز تقدم في المحادثات التي جرت في أنقرة بوساطة تركية.
وقال شيخ محمود، مساء الاثنين، إنه "لا توجد علامات تشير إلى استعداد إثيوبيا لإعادة النظر في مذكرة التفاهم المثيرة للجدل".
وأضاف أنه "لا توجد مؤشرات حتى الآن على أن الإثيوبيين يتراجعون عن هذا المسار" في إشارة إلى القضية الأساسية التي أعاقت التقدم خلال الجولة الأولى من المحادثات وهي قضية التفاهم مع إقليم "أرض الصومال" بشأن الحصول على منفذ إلى البحر الأحمر لمدة 50 عاماً.
وكشف الرئيس الصومالي أن "إثيوبيا هي التي طلبت وساطة تركيا في المحادثات"، وقال إن "إثيوبيا لم تظهر أي علامات على إلغاء مذكرة التفاهم مع أرض الصومال مما أدى في النهاية إلى فشل الجولة الأولى من المحادثات".
وأوضح أن الوفدين سيعودان إلى عاصمتيهما لإجراء مزيد من المشاورات قبل الجولة الثانية من المحادثات المقرر عقدها في 2 أيلول/سبتمبر 2024 في أنقرة.
وكانت مذكرة التفاهم الموقعة في الأول من كانون الثاني/يناير 2024 بين إثيوبيا وإقليم "أرض الصومال" الانفصالي نقطة خلاف بين أديس أبابا ومقديشو التي تعتبر الاتفاق انتهاكا للسيادة الصومالية.