ليبيا: عودة الهدوء لمعبر "رأس جدير" بعد اشتباكات حكومة الوحدة وغرفة عمليات زوارة
عاد الهدوء إلى زوارة في ليبيا، بعد اشتباكات محدودة شهدتها المدينة الساحلية، الواقعة في أقصى شمالي غرب البلاد، بين قوات "حكومة الوحدة الوطنية" ومسلحي "غرفة العمليات العسكرية" التابعة لمدينة زوارة.
واندلعت الاشتباكات عندما أطلق مسلحون طلقات نارية في الهواء، أثناء مرور قوة عسكرية مشتركة، فيما لم يسجل وقوع ضحايا.
ووقعت الاشتباكات بين "اللواء 55" بقيادة، معمر الضاوي، و"اللواء 111" بقيادة، عبد السلام زوبي. ويعود سبب التوتر إلى فشل مساعي إعادة فتح معبر "رأس جدير" الحدودي الذي أغلق قبل 3 أشهر.
بدورها، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس"، بأن معبر "رأس الجدير" الحدودي، "لا يزال مغلقاً للشهر الثالث" على التوالي، وأن ذلك أدى إلى "توقف نشاط المحال التجارية بالمنطقة، ما يهدد مورد رزق آلاف التجار".
ووفق الوكالة، "تمثل هذه النقطة الحدودية شريان حياة لكل المناطق المتاخمة لها من الجانبين التونسي والليبي، وكانت تشهد نشاطاً كثيفاً لمرور المسافرين والشاحنات والسيارات".
وتشير الوكالة إلى أنه "خلال العام 2023، عبر نحو 3.4 مليون مسافر من الليبيين والتونسيين من أجل السياحة بين الجانبين، وكذلك من أجل العلاج داخل مصحات ومستشفيات خاصة في تونس بالنسبة لليبيين. أما التونسيون فيتنقلون من أجل التجارة أساساً، وفقاً لأرقام الديوان الوطني للمعابر الحدودية البرية".
ونقلت "فرانس برس" عن رئيس منظمة "المجلس الأعلى لرجال الأعمال التونسيين الليبيين بمدنين، منير قزم، قوله إن المعبر يعتبر بمثابة "القلب النابض للاقتصاد في منطقة الجنوب الشرقي ومحرك الاستثمار في المحافظات المجاورة التي تتجاوز فيها نسبة البطالة 20%"، بينما كان المعدل 15.8% خلال العام 2023.
وكان رئيس "حكومة الوحدة الوطنية الليبية"، عبد الحميد الدبيبة، أصدر أوامر، قبل يومين، بضرورة استكمال إجراءات فتح معبر "رأس جدير" الحدودي مع تونس، وفق خطة الحكومة التنظيمية.
يشار إلى أن افتتاح معبر "رأس جدير" بين ليبيا وتونس، والذي كان مقرراً أمس الاثنين، تأجّل بعدما أغلق محتجون الطريق الساحلي المؤدي إليه.
وفي منتصف آذار/مارس الماضي، قالت وزارة الداخلية الليبية إنها أغلقت المعبر الحدودي بسبب اشتباكات مسلحة بعد تعرض الحدود لهجوم من "خارجين على القانون".
ويقع معبر "رأس جدير" في مدينة بنقردان بمحافظة مدنين جنوب شرق تونس، ويبعد نحو 30 كيلو متراً عن مركز المدينة، وقرابة 180 كيلو متراً عن العاصمة طرابلس.
ويوجد منفذان حدوديان بين تونس وليبيا، الأول هو معبر "رأس جدير"، والثاني هو معبر "ذهيبة وازن" في مدينة ذهيبة بمحافظة تطاوين جنوب شرق تونس.