تقرير: دول القرن الأفريقي.. الخطأ غير الدبلوماسي الذي ارتكبته إثيوبيا

تقرير لمجلة (Euraisiareview) يقول إنه يتعيّن على النظام الإثيوبي أن يمتنع عن المسار الخاطئ الذي سلكه ووضع المنطقة على حافة الهاوية، ومن المرجح أن يؤدي الحوار الإقليمي إلى إبطاء الانزلاق الذي سبّبته تحرّكات إثيوبيا باعتباره السبيل الوحيد للتعايش في المنطقة.
  • رئيس "أرض الصومال" موسى بيهي عبدي ورئيس الحكومة الإثيوبية أبي أحمد خلال توقيع اتفاقية مذكّرة التفاهم التي تسمح لإثيوبيا باستخدام ميناء أرض الصومال، في أديس أبابا، إثيوبيا، 1 كانون الثاني/يناير 2024. 

ذكر موقع مجلة (Euraisiareview) المتخصصة في القضايا الدولية في مقال رأي منشور حول إثيوبيا وعلاقاتها وتاريخها بعنوان "دول القرن الأفريقي: الخطأ غير الدبلوماسي الذي ارتكبته إثيوبيا" أنه "كان من الواضح دوماً أن الرواية التاريخية الزائفة التي تروّج لها إثيوبيا سوف تلحق بها ذات يوم. فالبلد الذي كان يسمّى الحبشة والذي تبنّى الاسم اليوناني التاريخي لأفريقيا في عام 1932 يثبت الآن أنه لا يستطيع أن يستوعب العديد من الأمم التي كانت متماسكة بالقوة في الماضي".

وأشار الموقع إلى أن "الحرب مع تيغراي، والحرب الحالية في أمهرة، والحرب الصومالية القديمة التي لا تزال نائمة، والعديد من الجنسيات الأخرى التي تتحرّك وتسعى إلى التحرّر من القمع، كلّها مؤشرات على أنّ الأمور لم تعد مريحة أو أن الأمور تنهار، على حد تعبير تشينوا أتشيبي، المؤلف والأديب النيجيري العظيم".

وأضاف الموقع أن "الحروب بين عفار والصومال، وانتفاضة بني شنقول، والصراعات بين الأمهرا والتيغراي والعكس، وتورّط القوات الإريترية في غرب إثيوبيا، والخطوة الأخيرة الخاطئة التي اتخذها رئيس إثيوبيا بتوقيع مذكّرة تفاهم مع إحدى مناطق الصومال في محاولة لتصدير الصراعات الداخلية إلى البلدان المجاورة، كلّها علامات على أن إثيوبيا بحاجة إلى التوقّف والتنفّس بعمق".

ووفقاً للموقع فإن "الخطأ غير الدبلوماسي الذي ارتكبه النظام الإثيوبي الحالي فيما يتصل بمذكّرة التفاهم لا يؤدي إلا إلى تفاقم الصراعات الأهلية الدائرة في إثيوبيا، ولا يضيف ذرة من المزايا لإثيوبيا. وكان من الأفضل كثيراً أن تدافع إثيوبيا عن نفسها من خلال إقامة صداقات وتعاون مع الصومال، التي كانت تقليدياً مصدر أغلب المشكلات التي عصفت بالبلاد، وكان ينبغي للدبلوماسية الإثيوبية أن تتوجّه إلى الصومال".

وأوضح الموقع أنه "وبدلاً من الاستماع إلى ما يدور في خلد الصوماليين، يبدو أن إثيوبيا تتجاهل رغبات الشعب الصومالي، فقامت مؤخّراً بإرسال المزيد من القوات إلى البلاد. ويبدو أن هذا يهدف إلى إعادة خلق العداءات الإثيوبية الصومالية القديمة، التي كاد السكان أن ينسوها".

وحذّر الموقع من أنّ "سياسة حافة الهاوية التي ينتهجها النظام الإثيوبي لا تؤدي إلا إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار السياسي والضعف التي تعاني منها المنطقة بالفعل، وتفتح المزيد من المجالات أمام الأجانب للتدخّل في المنطقة. ويبدو أن النظام الإثيوبي يتبع بشكل أعمى التوجيهات الخاطئة للمستشارين الفاسدين، الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى المزيد من الفوضى في إثيوبيا والمنطقة".

واعتبر أن "مستقبل المنطقة وسلامها الهشّ يحتاج إلى الدعم من خلال الحوار والمناقشات والتعاون، ليس فقط داخل نطاق كلّ دولة، بل وأيضاً بشكل جماعي كمنطقة. إن صيغة الدولة القومية القديمة في المنطقة لم تؤد إلا إلى البؤس والمزيد من الفوضى، وربما حان الوقت لكي تبتعد قيادات المنطقة عن تلك العمليات غير الضرورية والمحفوفة بالمخاطر والتي لا تؤدي إلا إلى المزيد من الاضطرابات الداخلية والإقليمية".

ولفت الموقع إلى أن "الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها النظام الإثيوبي الحالي في حساباته في ما يتصل بالصومال من شأنها أن تترتّب عليها عواقب وخيمة على المنطقة، وهو ما يتمنّى العديد من أعداء المنطقة أن يحدث أو يتحقّق. ويتعيّن على النظام الإثيوبي أن يمتنع عن المسار الخاطئ الذي سلكه وأن يتراجع عن الخطوات السيئة التي اتخذها حتى الآن، والتي وضعت المنطقة على حافة الهاوية".

وختم بالقول إنه "من المرجح أن يؤدي الحوار الإقليمي إلى إبطاء الانزلاق إلى الهاوية الذي تسبّبت فيه تحرّكات إثيوبيا. وهذا هو السبيل الوحيد إلى التعايش السلمي في المنطقة وإعطاء شعوبها أملاً أفضل".

اقرأ أيضاً: "هل تتجه إثيوبيا نحو أفق حضاري جديد؟"

المصدر: مجلة (Euraisiareview)