تقرير: كيف يموت أطفال غزّة مرتين؟
أكّد مقياس التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، اليوم الاثنين، أنّ جميع أهالي قطاع غزّة يحتاجون إلى إجراءات عاجلة لمكافحة الجوع، مبيناً أنّ "أكثر من مليون شخص من سكان القطاع يُعانون سوء التغذية الحاد أي المجاعة".
ويُعاني واحد من كل ثلاثة أطفال في شمالي قطاع غزّة من سوء التغذية الحاد، وفقاً لمنظّمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).
ويقول خبراء التغذية إنّه بالنسبة إلى الأطفال الذين يُعانون المجاعة، فإنهم حتى لو بقوا على قيد الحياة، فإنّ الحرمان من الطعام خلال السنوات الأولى يُمكن أن يُؤدّي إلى ضررٍ دائم لديهم.
وشرحت مستشارة التغذية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في (اليونيسف) أشيما جارج أنّ "دماغ الطفل يتطوّر بأسرع معدّل له خلال أول عامين من حياته، فحتى لو بقي الأطفال في قطاع غزّة جوعى ولم يموتوا، فإنّ جهاز المناعة لديهم سيُصاب بالضعف، الأمر الذي سيؤدي إلى تأخر في النمو".
وأردفت جارج: "على الرغم من أنّهم بقوا على قيد الحياة، فإنّ أجسامهم قد لا تنمو بشكلٍ جيّد في مرحلة الطفولة وما بعدها".
وأشارت تقديرات مقياس التصنيف المرحلي (IPC) إلى أنّ ما يقارب 166 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يحتاجون إلى إجراءات عاجلة لمكافحة الجوع، بما فيهم أهالي قطاع غزّة.
وأمس، أعلن مراسل الميادين في قطاع غزّة أنّ "أكثر من 700 ألف فلسطيني في شمالي غزّة يُعانون المجاعة".
وارتقى العديد من الشهداء نتيجة التجويع الذي تمارسه "إسرائيل"، معظمهم من الأطفال، فيما استشهد آخرون بنيران الاحتلال خلال محاولتهم الحصول على الطحين أو من جرّاء سقوط المساعدات عليهم في الإنزالات الجوية العشوائية أو غرقاً أثناء سعيهم للحصول على الصناديق التي تسقط في البحر.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي عدة مراتٍ أنّه يحتاج إلى وقف إنساني لإطلاق النار ووصول أوسع إلى المناطق في غزة كي يتغلب على المجاعة في القطاع.
وفي وقتٍ سابق، دعا المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، "إسرائيل" إلى السماح لقوافل الأغذية التابعة للمنظمة بالدخول إلى شمال غزّة، داعياً إلى فتح معابر بريّة إضافية لتسهيل إيصال المساعدات.