رئيس مخابرات أوكرانيا يقرّ: وضعنا صعب على الجبهة وسيبقى.. وحاجتنا إلى السلاح كبيرة
تحدّث رئيس مديرية المخابرات الرئيسية في وزارة الدفاع الأوكرانية، كيريل بودانوف، عن التحديات التي تواجهها كييف، متناولاً الوضع الميداني والحاجة المستمرة إلى الأسلحة الأميركية، إلى جانب احتمال فوز الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الولايات المتحدة.
وجاء ما أدلى به بودانوف في حديث إلى صحيفة "Philadelphia Inquirer" الأميركية المحلية، التي تصدر في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا، وذلك في ظل استمرار العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
ولدى سؤاله عما إذا كان الجيش الأوكراني قادراً على إيقاف تقدّم القوات الروسية في الشرق، أقرّ بودانوف بأنّ قوات بلاده تعاني "وضعاً صعباً للغاية" على الجبهة، متوقعاً أن يستمر الأمر على هذا النحو لمدة شهر على الأقل، وألا يصبح أسهل.
وامتنع المسؤول الأوكراني عن تقديم إجابة على سؤال الصحيفة بشأن قدرة القوات الأوكرانية على السيطرة على تشاسيف يار، وهي إحدى أكثر المدن الشرقية المتنازع عليها.
في هذا الإطار، تحدّثت الصحيفة عن الوضع الميداني بالنسبة لقوات كييف في منطقة تشاسيف يار، حيث تكبّدت خسائر كبيرةً في صفوف الجنود، وسط نفاد قذائف المدفعية وغيرها من الإمدادات الحيوية.
يُذكر أنّ تشاسيف يار تحظى بأهمية استراتيجية بالنسبة للقوات الروسية، لأنّها تتمتع بأرض مرتفعة، وهي مناسبة لشنّ هجمات الطائرات المسيّرة، بحسب ما أكده نائب قائد كتيبة في الجيش الأوكراني لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في وقت سابق.
ووفقاً لها، يشعر المسؤولون الأوكرانيون بالقلق من أنّ روسيا تستعدّ لحشد مئات الآلاف من الجنود الإضافيين، كي تشنّ هجوماً آخر محتملاً في الشمال الشرقي، في اتجاه خاركوف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.
أوكرانيا تحتاج إلى تجديد عمليات تسليم الأسلحة
"Philadelphia Inquirer" أوضحت أنّ النقص في الإمدادت الذي عاناه الجيش الأوكراني جاء بينما كان الكونغرس الأميركي يتباطأ بشأن ما إذا كان سيقدّم مساعداتٍ عسكريةً إضافيةً إلى كييف.
أما الآن، فتصل قذائف المدفعية ببطء (وإن كان ذلك أسرع من السابق) إلى أوكرانيا من الولايات المتحدة ودول أوروبا، كما تابعت الصحيفة. وفي حين أنّ تسليم الأسلحة أصبح أسرع مما كان عليه قبل عدة أشهر، تظلّ حاجات كييف إليها "مرتفعةً للغاية"، بحسب بودانوف.
ونظراً لارتفاع حاجة أوكرانيا إلى السلاح، أكد رئيس مديرية المخابرات الرئيسية في وزارة الدفاع الأوكرانية أنّه "من المهم استراتيجياً بالنسبة لكييف أن يتم تجديد عمليات التسليم".
وحتى لو تم التجديد، تبقى الحاجة إلى النظر في حجم الأسلحة المقدّمة، بحسب ما أكده بودانوف خلال حديثه إلى الصحيفة.
وتُضاف إلى ذلك مسألة العديد في الجيش الأوكراني، التي تمثّل "مشكلةً حرجةً" بالنسبة لكييف، بحيث تعاني من أجل الحفاظ على أرواح جنودها.
واشنطن ستبقى إلى جانب كييف حتى لو جاء ترامب رئيساً
وقد يكون فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية "مشكلةً أكبر بالنسبة لأوكرانيا"، بحسب ما رأت الصحيفة، إذ إنّه يكرر مراراً أنّه "سيقطع المساعدات العسكرية عنها إذا أُعيد انتخابه".
لكن بودانوف "أبدى تفاؤلاً" بشأن احتمال فوز ترامب، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، حيث أعرب عن "هدوئه" تجاه عودة الرئيس الأميركي السابق إلى السلطة.
وفي هذا الإطار، لفت بودانوف إلى أنّ ترامب "غيّر موقفه (بشأن المساعدات العسكرية لأوكرانيا) عدة مرات"، موضحاً في الوقت نفسه أنّ "قوة نظام الولايات المتحدة تكمن في أنّه لا يسمح بأن يتخذ فرد واحد القرارات بصورة أحادية"، في إشارة منه إلى أنّ دعم واشنطن لكييف ثابت بغضّ النظر عن الشخص الذي يتولى الرئاسة.
وأضاف أنّ الولايات المتحدة وأوكرانيا ستخوضان المواجهة ضدّ روسيا معاً، حتى لو جاء ترامب رئيساً، متابعاً: "وأنا أؤكد.. معاً".
أما فيما يتعلق بـ"مفاوضات السلام" بين أوكرانيا وروسيا من أجل وقف الحرب، فأبدى بودانوف رفضاً تجاهها، مؤكداً أنّه "لا يرى أي جدوى منها".
إقرار أوكراني متجدّد بصعوبة الوضع القتالي مقابل روسيا
يُشار إلى أنّ قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، أقرّ في الـ5 من حزيران/يونيو الماضي، بصعوبة الوضع الذي تواجهه قواته في اتجاهات كوراخوفسك وكوبيانسك وخاركوف وجمهورية دونيتسك الشعبية، وفي منطقة كوبيانسك.
وأكد سيرسكي أنّ الوضع لا يزال صعباً بصورة عامة، في وقت تواصل القوات الروسية عملياتها مستخدمةً المركبات المدرّعة، إلى جانب أعداد كبيرة من القنابل الجوية الموجّهة.
ومنذ نيسان/أبريل الماضي، أعترف سيرسكي بأنّ وضع قواته على الجبهة الشرقية "تدهور بشكل كبير"، وتهاجم القوات الروسية، بصورة نشطة، المواقع الأوكرانية في ليمان وباخموت، وذلك بمجموعات هجومية، مدعومة بمركبات مدرعة.
وأقرّ سيرسكي بوجود مشكلتين تعترضان الجيش الأوكراني في مواجهة روسيا على الأرض، وهما العجز عن تحقيق التفوّق التقني في الأسلحة عالية التقنية، والحاجة إلى تحسين جودة تدريب العسكريين، ولا سيما وحدات المشاة.