في ثاني مناظرة.. مرشحو الرئاسة في إيران يناقشون قضايا اجتماعية واقتصادية
ركّزت محاور المناظرة الثانية لمرشحي الانتخابات الرئاسية الإيرانية الستة، على كيفية دعم الإيرانيين ومساعدتهم في القضايا الاقتصادية والاجتماعية، ومحاربة الفقر وتوزيع الدعم الحكومي، إضافةً إلى تطوير النظامين التعليمي والصحي في البلاد.
وحظى المرشحون الستة في المناظرة الثانية، التي جرت مساء الخميس، بفرصة للتحدث عن خُططهم وأفكارهم للتعامل مع القضايا المطروحة، فيما شهدت المناظرة هجوماً متبادلاً بين عدد من المرشحين، ولا سيما علي رضا زاكاني ومسعود بزشكيان ومصطفى بور محمدي.
وفيما يلي أبرز ما تحدثوا به:
حسين هاشمي: أرغب في إكمال ما بدأته حكومة الشهيد إبراهيم رئيسي
المرشح أمير حسين قاضي زاده هاشمي، حدّد أولويات ضمن برنامجه الانتخابي، مؤكّداً على ضرورة معالجة جذور الفقر في المجتمع والأخذ بيد الذين لا يستطيعون كسب لقمة عيشهم، مبيناً أنّ 30% من المجتمع الإيراني لديهم دخل أقل من 12 مليوناً وهم بحاجة إلى المساعدة، ولذلك وفقاً لحسين هاشمي فإنّ الإجراء الأساسي هو تطوير فرص العمل وتوظيف فرد واحد على الأقل من أفراد الأسرة وتحسين وضع المرتبات للشركات.
وأضاف حسين هاشمي أنّ لديه خطتان رئيسيتان: الأولى هي نقل الأصول المملوكة للحكومة ولكنها للشعب في الأساس، مثل الشركات والأسهم والأراضي، إلى الناس أنفسهم، ومن ثم إصلاح آليات الدعم، والتي لم تتم بشكلٍ كامل.
كذلك، أكّد حسين هاشمي على رغبته في إكمال حكومة الشهيد رئيسي بتعزيز كل نقاط قوتها وترميم نقاط ضعفها، متسائلاً عن امتلاك نظرائه الشجاعة لأن يقولوا أنهم يريدون استكمال حكومة روحاني أم لا.
محمد باقر قاليباف: حكومتي حكومة خدمة وتطوير
بدوره، قال المرشح محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الحالي، إنّه ينبغي مراعاة العدالة ومنع التمييز، وخاصةً من الملكية العامة، وعدم تجاوز العدالة لأيّ سبب أو عذر، مضيفاً أنّه يحق الإيرانيين امتلاك حياة جيدة؛ وليس حياة عادية؛ وأنّه يقع على عاتق الرئيس المقبل ضمان حل هذه المشكلة.
كما قال قاليباف إنّه لا ينبغي للحكومة السماح بأن يصبح الشخص الذي يعمل طوال حياته إلى أن يتقاعد، فقيراً، مضيفاً أنّه يجب التأكد من أن حصة العمل في الإنتاج لا تنخفض، وأن تحاول الحكومة زيادة رواتب أصحاب الدخل الثابت وفقاً لمعدل النمو ومعدل التضخم، بالإضافة إلى تعويض هذه المشكلة سواء نقداً أو بالسلع الأساسية، وتوفير 2100 سعرة حرارية لكل شخص، و6 قطع أساسية من المهر للزواج.
بور محمدي: تقديم الخدمات والعدالة قضية أساسية لجميع الحكومات
من ناحيته، أشار المرشح مصطفى بور محمدي إلى أنّ تقديم الخدمات والعدالة تعتبر قضية أساسية لجميع الحكومات، ولكن وفقاً لبور محمدي في العقدين الأخيرين، لم يتم مراعاة العدالة وأدت إلى إثراء فئة قليلة من الناس وتخفيض الطبقة الوسطى وفقر الطبقات المتدنية.
وأضاف أنّ من يريد إجراء إصلاحات أساسية عليه أن يعرف جيداً النظام الاداري في البلاد، مضيفاً: "للأسف حتى الآن لدينا ثغرات في نظامنا الإداري من ميراث الشاه المعيوب، لذا علينا إصلاح هذا النظام، وعدم رفع الشعارات والمزاعم الفارغة".
كذلك، أكّد بور محمدي على أنّ تحقيق تقدم البلاد يقوم على احترام النخب والتنوع الفكري والتوجهات وإيجاد آليات جديدة لمكافحة الفساد، لإعادة الأمل للشعب وتعزيز الثقة المتبادلة عبر تغيير الأساليب والطرق.
بزشكيان ينادي بتطبيق السياسات العامة التي يطالب بها قائد الثورة
خلال مداخلته، شدّد المرشح مسعود بزشكيان على أنّ "المشكلة تكمن بعدم تطبيق السياسات العامة التي يطالب بها قائد الثورة .. أنا أنادي بحقوق المحرومين منذ سنوات وسأواصل ذلك سواء كنت رئيساً أو نائباً برلمانياً".
وأشار بزشكيان إلى أنّ المشكلة الحقيقية هي في تنفيذ القوانين وليست بالقوانين والمخطَّطات نفسها.
سعيد جليلي: أمامنا فرص عالمية كثيرة للنهوض
أمّا المرشح سعيد جليلي، فقال إنّ أمام إيران فرص عالمية كثيرة للنهوض وتحقيق قفزة نوعية، مؤكّداً على ضرورة تجنب الوقوع في المماطلة ورهن قضايا البلاد بعضها ببعض.
وعلى الصعيد الداخلي، بيّن جليلي أنّ الرئيس له مهام محددة يجب أن يقوم بها، أهمها العمل على تحقيق العدالة في الثروات وتوفير حياة صحية كريمة للمواطنين، ومستلزمات التطور أهمها التعليم والتربية ودعم الجامعات، مضيفاً: "نحن اليوم في نقطة حساسة، وكل إيراني له دور مهم في تحديد مستقبل البلاد عبر مشاركته في صناعة القرار".
زاكاني: نملك ثروات كثيرة لكن توزيعها خاطئ
ورأى المرشح الرئاسي علي رضا زاكاني، في المناظرة الثانية بين المرشحين، أنّ لإيران "ثروات كثيرة لكنّ توزيعها خاطئ".
وهاجم زاكاني، خلال المناظرة المرشحين الآخرين، قائلاً إنّ "بور محمدي يعطي للشعب عناوين خاطئة فيما يخص الثروات في البلاد، لذا يجب أن أقول لك أن لدينا ثروات غنية لكن توزيعها خاطئ".
كذلك، هاجم نظيره بزشكيان، قائلاً إنّ "بزشكيان يزعم مكافحته للفساد وتحقيق مطالب الشعب، وأنّه هاجم ثلاث مرات حكومة الشهيد رئيسي، لكنه عملياً لم يتحمل مسؤولياته الشخصية عندما كان مسؤولاً لسنوات وزيراً ونائباً في حكومات سابقة، واليوم يريد أن يستكمل المرحلة السوداء التي عاشتها البلاد لمدة 8 سنوات بعهد روحاني، التي دمرت اقتصاد البلاد وأرهقت الشعب".
يُشار إلى أنّ الانتخابات الرئاسية في إيران، للدورة الـ 14، تجري بتاريخ 28 من حزيران/يونيو الجاري.