"التايم": كيف ساءت علاقات الصين بـ"إسرائيل"؟

مجلة "التايم" الأميركية، تتحدّث عن مرحلة سيئة من العلاقات بين الصين و"إسرائيل"، حيث تشهد هذه العلاقات تدهوراً ملحوظاً مدفوعاً بعوامل عديدة بعد هجوم السابع من أكتوبر.
  • الرئيس الصيني شي جين بين ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (صورة أرشيفية)

تحدّثت مجلة "التايم" الأميركية، في تقرير، عن المسار التي سلكته العلاقات الصينية - الإسرائيلية منذ ما قبل هجوم 7 أكتوبر، وما بعده، لتصل إلى مرحلة سيئة من العلاقات. 

وفي التفاصيل، ذكّر التقرير بأنّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن في آذار/مارس من العام 2023 عن رحلة لزيارة الرئيس شي جين بينغ في الصين، بدلاً من الذهاب إلى واشنطن. وذلك بعدما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أنّه لن يدعوه إلى واشنطن، نظراً إلى عمل نتنياهو حينذاك على التعديلات القضائية. 

بالنسبة لـ"إسرائيل"، كانت الرحلة "بمثابة تذكير لواشنطن بأنّ هناك قوى عظمى أخرى، تتطلّع إلى تعميق علاقاتها معها. أمّا بالنسبة إلى الصين، فكانت تلك فرصة لرفع تكاليف تحوّل الولايات المتحدة بعيداً عن الشرق الأوسط نحو آسيا من خلال الإشارة إلى أنّ بكين يمكن أن تملأ بعض الفراغ"، وفق التقرير، الذي أشار أيضاً إلى أنّ "حيلة نتنياهو قد نجحت، حيث تراجع بايدن في أيلول/سبتمبر عن قرار عدم زيارة البيت الأبيض".  

لكن هذه الديناميكية انقلبت رأساً على عقب في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، لأنه خلال لحظة التوتر الحالية، التي تشهدها العلاقة بين نتنياهو وبايدن، "لن تكون العلاقات الصينية - الإسرائيلية أداة ضغط فعّالة لنتنياهو، لأنّ الصين لديها خطط أخرى". 

فبكين نأت بنفسها عن "إسرائيل"، وسط انتقادات دولية ملحوظة لقصفها على قطاع غزة، بحسب التقرير، الذي أكّد أنّ تلك الخطوة "تلقى صدى جيداً في معظم أنحاء العالم، وتمثّل مواقفاً مُقابلاً لدعم واشنطن الدبلوماسي والعسكري لإسرائيل".

اقرأ أيضاً: صعود آسيا.. وتأثيره في "قلعة الغرب" المتقدمة

كما أضاف أنّ "هذا النهج دعم أيضاً هدف الصين الأطول أمداً، المتمثل في تحدي سمعتها كلاعب تجاري إلى حد كبير، وسمعة الولايات المتحدة باعتبارها صاحبة الوزن الدبلوماسي الثقيل في الشرق الأوسط". 

وأشار، في هذا السياق، إلى أنّ "الصين سعت إلى البحث عن المزيد من الفرص لوضع نفسها كبديل للنظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ أن نجحت في تسهيل استعادة العلاقات بين إيران والسعودية في الربيع الماضي". 

وطوال الحرب الدائرة بين "إسرائيل" وحركة حماس في قطاع غزة، "حاولت بكين إظهار قوتها الدبلوماسية، بما في ذلك نشر خطة السلام، واستضافة محادثات المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس، وعقد مؤتمرات قمة مع وزراء الخارجية العرب والمسلمين بهدف إنهاء القتال"، وفق التقرير.  

وأيضاً، أعربت الصين بوضوح عن دعمها للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، "من أجل استغلال الخلاف المتنامي بين الولايات المتحدة والجهات الفاعلة العالمية الرئيسية". 

هذا النهج الذي اتبعته بكين في التعامل مع الحرب بين "إسرائيل" وحماس، أثار ردود فعل إسرائيلية عنيفة، إذ "أبلغ نحو ثلث الإسرائيليين عن تغيير سلبي في تصوّرهم للصين منذ 7 أكتوبر، ودعا بعض قادة القطاع الخاص إلى فرض عواقب مالية صارمة، مثل الحظر المؤقت للشركات الصينية من العمل في الموانئ الإسرائيلية".

بدورها، أعربت حكومة الاحتلال، عن "خيبة أملها العميقة" من مسؤولي الصين، واتخذت إجراءات قوّضت العلاقات، بما في ذلك إرسال وفد برلماني إلى تايوان.

اقرأ أيضاً: تقرير: العلاقات الصينية - الإسرائيلية تواجه تحديات منذ الحرب على غزة.. "شهر العسل" انتهى

المصدر: مجلة "التايم" الأميركية