مدافعاً عن الانتخابات المبكرة.. ماكرون: لن أعطي مفاتيح السلطة لليمين
هاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عدداً من الأحزاب الفرنسية، خاصةً حزبي "التجمع الوطني" الذي تتزعمه، مارين لوبان (أقصى اليمين)، و"فرنسا الأبية" الذي يتزعمه، جان لوك ميلونشون (يسار راديكالي).
واتهم ماكرون حزب "التجمع الوطني" بإثارة "القلق" في الجمعية الوطنية، وبأنه يسعى "في بعض الأحيان لخلق اضطرابات مستمرة"، كما اتهم التيار اليساري الراديكالي، أي حزب ميلونشون، بـ"معاداة السامية" و"معاداة البرلمانية"، محذراً من عواقب الخيارات التي قد يتخذها المنتمون إلى هذا التيار على مستقبل فرنسا ككل.
وجاء كلام ماكرون في مؤتمر صحافي عقده اليوم الأربعاء، لتوضيح خلفيات قراره حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة، وهي الخطوة المفاجئة التي جاءت عقب نتائج الانتخابات الأوروبية المخيبة لحزبه، والتي حققت أغلبية للتيار اليميني المتطرف، على رأسه حزب "التجمع الوطني".
وأشار ماكرون إلى أن "اليسار الجمهوري" قد تحالف للتو مع ما سمّاه "اليسار المتطرف"، في إشارة إلى الاتفاق الذي توصلت إليه مجموعة من القوى اليسارية الفرنسية الاثنين الماضي، والذي أعلن عن سعيها لتبني رؤية موحدة للانتخابات المقبلة، المقرر إجراؤها نهاية الشهر الجاري، متهماً "اليسار المتطرف" بأنه يسعى لـ"بلقنة" الدبلوماسية الفرنسية، وهو أمر "غير ممكن".
كما وجه ماكرون انتقاداته إلى رئيس حزب "الجمهوريين" (يمين) إيريك سيوتي، ومعه أحزاب يمين الوسط، متهماً إياه "بإدارة ظهره لإرث الجنرال ديغول".
واعتبر ماكرون أن التصويت لصالح جوردان بارديلا (التجمع الوطني) هو "تعبير عن الغضب وليس تأييداً لمشروع لوبان وجوردان بارديلا"، مضيفاً "سمعت هذا الغضب"، لكنه دان دعوة بارديلا "لاستجواب" حلف شمال الأطلسي، متهماً حزبه بـ"الغموض" تجاه روسيا والدفع "للخروج من الناتو".
وأكّد ماكرون أنه لا يريد "إعطاء مفاتيح السلطة لليمين المتطرف في عام 2027"، وأنه لا يريد مناظرة مارين لوبان قبل الانتخابات التشريعية.
واعتبر أن تحالف "الجبهة الشعبية" (تحالف قوى اليسار) هو "تحالف غير لائق"، مؤكّداً أن "الأقنعة سقطت ومعركة القيم بدأت تخرج إلى النور"، داعياً "كل من يعرف كيف يقول لا للتطرف" إلى التجمع لمواجهة "تحالفات غير طبيعية".
وشرح ماكرون عناوين العلمانية والاقتصاد والبيئة، الواردة في مشروعه الرئاسي، معتبراً أنها جميعها تتناقض مع المقترحات التي قدّمها "اليسار المتطرف واليمين المتطرف"، واعداً بـ"سلطة جمهورية على المستويات كافة" واحترام "قيم" الجمهورية.
ودافع رئيس الجمهورية عن النتائج التي حققها حزبه في الانتخابات الأوروبية، آملاً أن يتمكن من إنشاء قنوات "حوار مع القوى غير الممثلة"، وحشد القوى الجمهورية في مواجهة "حمى التطرف".
وتطرق الرئيس الفرنسي إلى جملة أخرى من المواضيع المرتبطة بما حققته إدارته حتى الآن، مقرّاً بالفشل في بعض المواضع، كملف الإسكان، وواعداً باتخاذ المزيد من القرارات التي من شأنها أن تنعكس إيجاباً على حياة الفرنسيين عامةً، كحظر استخدام الهواتف الذكية لمن هم دون 11 عاماً، ومنع من هم دون 15 عاماً من الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان ماكرون قد أعلن حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات مبكرة لمجلس النواب، في الـ30 من حزيران/يونيو الجاري، على أن تجري الجولة الثانية في الـ7 من تموز/يوليو المقبل، في إثر ما أظهرته استطلاعات الرأي من تعرض تحالفه لهزيمة ثقيلة في الانتخابات الأوروبية أمام "حزب التجمع الوطني"، الذي يمثل أقصى اليمين، بزعامة مارين لوبان.
وقال ماكرون إن نتائج البرلمان الأوروبي قاتمة بالنسبة إلى حكومته، ولا يمكنه التظاهر بتجاهلها.
ورأت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أنّ دعوة ماكرون، إلى انتخابات تشريعية مبكرة، تأتي من دون أدنى ضرورة دستورية، وقبل شهر من استضافة باريس للألعاب الأولمبية، وبعد 5 أشهر من تعيين رئيس وزراء جديد، وبعد عامين فقط من الانتخابات العامة الأخيرة.
ولفتت "لو فيغارو" إلى أنّ ماكرون ناقض نفسه في غضون أيام قليلة، بحيث كان يقول دائماً، حتى ظهور النتائج، إن هذه الانتخابات الأوروبية لها قضية أوروبية بحتة وليست وطنية، و"فجأةً اكتسبت هذه الانتخابات أهمية وطنية، وصار تنظيمها ضرورياً الآن بأي ثمن، وفي أسرع وقت.
انتخابات مبكرة في #فرنسا.. هل يشكّل تحالف لأحزاب اليسار؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 12, 2024
تقرير: حسن عبدالله
إعداد: جمال الغربي #الميادين @JamalGhourabi pic.twitter.com/NIbQ9k7kFN