الصين بعد صفقة قطع "أف-16" لتايوان: واشنطن تدفع الجزيرة إلى وضع خطير
أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، تشانغ شياو غانغ، اليوم الجمعة، أنّ الولايات المتحدة الأميركية تدعم القوى الانفصالية المؤيّدة لاستقلال تايوان "وتدفع الجزيرة إلى وضع خطير".
وقال غانغ، في بيان نُشر على موقع الوزارة إنّ "مسألة تايوان هي الخط الأحمر الأوّل للعلاقات الصينية الأميركية الذي لا ينبغي تجاوزه. فالولايات المتحدة تدعم وتشجع القوى الانفصالية المؤيّدة لاستقلال تايوان، ما يزيد من التوترات في مضيق تايوان ويدفع الجزيرة إلى وضع خطير".
إلى جانب ذلك، أكّد غانغ أنّ الصين تُعارض القرار الأميركي بالموافقة على بيع قطع غيار طائرات "أف-16 " لتايوان، وتدعو إلى إلغائه فوراً.
وفي بيان نُشر عبر موقع الوزارة الإلكتروني، قال غانغ إنّ قرار الولايات المتحدة "ينتهك بشكل خطير" مبدأ "صين واحدة" وأحكام البيانات الصينية الأميركية المشتركة الثلاثة، لا سيما أحكام بيان 17 آب/أغسطس، كما "يُلحق أضراراً جسيمة" بسيادة الصين ومصالحها الأمنية، و"يقوّض بشكل خطير" السلام والاستقرار في منطقة مضيق تايوان.
وأضاف: "نُعرب عن استيائنا الشديد ونعارض ذلك بشدة، وقدّمنا بالفعل بياناً شديد اللهجة للولايات المتحدة"، مشدّداً على أنّ الصين "تدعو الولايات المتحدة إلى التوقف عن تسليح الجزيرة بأي شكل من الأشكال".
بدورها، أكّدت وزارة الدفاع الصينية أنّ الجيش "سيواصل تعزيز تدريباته العسكرية، وسيدافع بحزم عن سيادة البلاد".
إعادة التوحيد السلمي يتآكل
وكان وزير الدفاع الصيني، دونغ جون، قد أكّد، مطلع حزيران/يونيو الجاري، أنّ بلاده "ستظل ملتزمة بإعادة التوحيد السلمي، لكنّ هذا الاحتمال يتآكل على نحو متزايد بسبب الانفصاليين المؤيّدين لانفصال تايوان، وبسبب القوى الأجنبية".
وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، وو تشيان، إنّ الرئيس الجديد لإدارة تايوان، لاي تشينغ تي، يعتمد على قوى خارجية في السعي لتحقيق الانفصال، ما يدفع الجزيرة إلى حافة حرب خطيرة.
وأشار تشيان إلى أنّ تشينغ تي تحدّى بشكلٍ جدّي مبدأ صين واحدة، وروّج علناً لنظرية "الصينيتين"، سعياً وراء الانفصال من خلال القوة العسكرية والاعتماد على قوى خارجية للضغط على تايوان، ودفع بمواطني تايوان إلى احتمال اندلاع حرب خطيرة.
يُشار إلى أنّ تايوان تخضع للحكم بشكلٍ مستقل عن البر الرئيسي للصين، منذ عام 1949، في ما تنظر بكين إلى الجزيرة باعتبارها مقاطعةً تابعة لها. من جهتها، تعتبر تايوان نفسها دولة تتمتع بالحكم الذاتي، لكنّها لم تصل إلى حدّ إعلان الانفصال.
وأبدت الصين غضبها مراراً وتكراراً من الدعم الأميركي لتايوان، مثل مبيعات الأسلحة، إذ تعارض بكين أيّ اتصالات رسمية للدول الأجنبية مع تايبيه، وتعدّ السيادة الصينية على الجزيرة أمراً لا جدال فيه.