الغارديان: "إسرائيل دولة مارقة" لمحاولاتها تقويض "الجنائية الدولية"
تحدثت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنّ سياسيين بارزين ووكالات استخبارية تآمروا - بمساعدة إدارة دونالد ترامب - للتجسس على عمل المحكمة الجنائية الدولية ومسؤوليها وتقويضها و"التأثير غير اللائق" عليها وتهديدها.
وأشارت إلى أنّ التهديدات طالت المدعية العامة السابقة للمحكمة، فاتو بنسودا، وشاغل المنصب الحالي، كريم خان، في وقتٍ يواجه العالم أدلة مفزعة على أن "إسرائيل" تحت قيادة بنيامين نتنياهو، قد خرجت عن السيطرة، وفق ما ذكرت الصحيفة، ويجب "إجبارها على المساءلة عن أفعالها في محكمة قانونية".
وذكّرت الصحيفة بأنّ حكومة نتنياهو تواجه انتقادات دبلوماسية غير مسبوقة، إذ طالبها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة، والاتحاد الأوروبي، والدول العربية، والعديد من وكالات الإغاثة، في وقت متأخر، بوقف هجومها على غزة.
وتابعت أنّ نتنياهو رفض بشكل قاطع كل المناشدات، بينما يقع على عاتقه إظهار بعض الاحترام للرأي العام الدولي واللياقة العامة من خلال الرد، سطراً سطراً، على الادعاءات التي يوجهها إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأمس، كشفت صحيفة "الغارديان" أنّ الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي "الموساد"، يوسي كوهين، كان قد هدّد المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية في سلسلة من الاجتماعات السرية حاول خلالها الضغط عليها للتخلي عن التحقيق في جرائم الحرب.
ووفق الصحيفة، فإنّ الاتصالات السرية التي أجراها كوهين مع المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية آنذاك، فاتو بنسودا، جرت في السنوات التي سبقت قرارها فتح تحقيق رسمي في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وذكرت الصحيفة أنّ كوهين، الذي كان أحد أقرب حلفاء نتنياهو في ذلك الوقت، والذي برز كقوة سياسية في حد ذاته في "إسرائيل"، قاد شخصياً مشاركة "الموساد" في حملة استمرت قرابة عقد من الزمن من قبل الدولة لتقويض المحكمة.
ولطالما أبدت جمعية الدول الأطراف في المحكمة الجنائية الدولية، منتصف أيّار/مايو الجاري، أسفها لمحاولات تقويض استقلالية المحكمة في تحقيقها بشأن الوضع في فلسطين المحتلة.