مواقف عربية ودولية تشجب المجزرة في رفح: تحدٍّ صارخ وانتهاك لقرار المحكمة الدولية

مواقف دولية تدين المجزرة التي تسبّب بها قصف الاحتلال الإسرائيلي مخيم النازحين في رفح، وتعدّها تحدياً صارخاً لقرار المحكمة الدولية الصادر الأسبوع الماضي، والمقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة، تدعو إلى فرض عقوبات على "إسرائيل".
  • طواقم الدفاع المدني تعمل على إخماد الحرائق إثر استهداف الاحتلال خيام النازحين شمال غرب رفح

شجب مسؤولون رسميون وجهاتٍ دولية عديدة، المجزرة الإسرائيلية التي ارتكبها "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، ليل الأحد، مستهدفاً خيام النازحين الفلسطينيين المنصوبة في مستودعات وكالة "الأونروا" في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي ارتقى في إثرها عشرات الشهداء، إضافةً إلى عشرات المصابين، كما طالبوا بإيقاف العدوان الإسرائيلي المُستمر على القطاع ومعاقبة "إسرائيل".

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنّ "إسرائيل تواصل العمل العسكري الذي طلبت محكمة العدل الدولية منها التوقف عنه"، مؤكداً أنّ استهداف خيام النازحين في رفح "يدفعنا إلى المطالبة بضرورة تطبيق قرار المحكمة الصادر الأسبوع الماضي".

وطالب بوريل بتطبيق حكم محكمة العدل الدولية، واحترام عمل المحكمة وتركها تعمل من دون تهديد، مشدداً على أنّ قرارات المحكمة الجنائية الدولية مهمة جداً لتحقيق العدالة.

المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، دانت بدورها، قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم النازحين الفلسطينيين في رفح، وإحراق الناس أحياء داخل الخيام البلاستيكية بشكل مأساوي.

وفي تغريدة لها عبر حسابها على منصة "إكس"، رأت أن "هذه القسوة، إلى جانب التحدي الصارخ للقانون والنظام الدولي، أمر غير مقبول".

وأكدت ألبانيز أنّ الإبادة الجماعية في غزة لن تنتهي بسهولة ومن دون ضغوط خارجية، داعيةً إلى "فرض العقوبات على إسرائيل وتعليق الاتفاقيات معها والتجارة والشراكة والاستثمارات، فضلاً عن المشاركة في المنتديات الدولية".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، وصف المعلومات الواردة من رفح "عن مزيد من الهجمات على العائلات التي تبحث عن مأوى"، بالمرعبة، معتبراً أنّ غزة "جحيم على الأرض، وصور الليلة الماضية شهادة أخرى على ذلك".

ولفتت "الأونروا" إلى عجزها عن "تأكيد موقع زملائنا في المنطقة المستهدفة"، مشيرةً إلى "أننا قلقون للغاية على سلامتهم مع جميع النازحين".

وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أن 15 شهيداً وعشرات الجرحى نُقِلوا إلى النقطة الطبية التي تدعمها بعد القصف الإسرائيلي على رفح، لافتةً إلى أنّ القصف على رفح يؤكد مجدداً عدم وجود أي مكان آمن في قطاع غزة.

وجددت المنظمة دعوتها إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة.

وندّد وزير الخارجية الأيرلندي، مايكل مارتن، بالاعتداء على مخيم اللاجئين في رفح، معتبراً أنّه انتهاك لقرار محكمة العدل الدولية.

وطالب مارتن "إسرائيل" بوقف عمليتها العسكرية في رفح، مشدداً على الالتزام بالدفاع عن عمل واستقلالية محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.

كذلك، لفت وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إلى أنّ قصف رفح حصل بعد قرار محكمة العدل الدولية، داعياً إلى رفع الصوت لدعم القانون الدولي، ومطالباً نظراءه الأوروبيين دعم عمل محكمة العدل الدولية.

ودعا ألباريس إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية، مذكراً بأن بلاده ستعلن غداً الثلاثاء اعترافها بالدولة الفلسطينية، مع النرويج وأيرلندا.

بدوره، وزير خارجية النرويج، إسبن بارث إيدي، اعتبر أن مواصلة "إسرائيل" الحرب في غزة تنتهك قرار أعلى محكمة في العالم، وهي محكمة العدل الدولية.

ورأى الوزير النرويجي أنّ إنهاء دائرة العنف المستمرة في غزة والضفة الغربية يكون بإقامة دولة فلسطينية، مؤكداً أنّ هناك دولاً أوروبية أخرى تنظر في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأنه يأمل أن تحذو هذه الدول حذو بلاده.

وفي السياق ذاته، رأت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أنّ حكم محكمة العدل الدولية بشأن غزة و"إسرائيل" ملزم، مؤكدةً أنه "يتعين احترامه بالطبع".

وفي المواقف العربية، دانت وزارة الخارجية المصرية قصف القوات الإسرائيلية المتعمد خيام النازحين العزّل في رفح، واصفةً إياه بـ"الانتهاك الجديد والسافر لأحكام القانون الدولي الإنساني، وبنود اتفاقية چنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب".

واعتبرت الخارجية المصرية "هذا الحدث المأساوي، إمعاناً في مواصلة استهداف المدنيين العُزّل، والسياسة الممنهجة الرامية إلى توسيع رقعة القتل والدمار في قطاع غزة لجعله غير قابل للحياة". 

وطالبت مصر "إسرائيل" بالامتثال لالتزاماتها القانونية كقوة قائمة بالاحتلال، وتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن الوقف الفوري للعمليات العسكرية وأي إجراءات أخرى في مدينة رفح الفلسطينية.

وجددت مصر مطالبتها مجلس الأمن، والأطراف الدولية المؤثرة، بالتدخل فوراً لضمان الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء العمليات العسكرية في رفح، مشددة على حتمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته القانونية والإنسانية تجاه توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها، بأشد العبارات، لمجازر الاحتلال المستمرة، وآخرها استهداف خيام النازحين شرقي رفح، مؤكدةً رفضها القاطع لاستمرار انتهاكات الاحتلال السافرة لكافة القرارات والقوانين الدولية.

وأهابت الخارجية السعودية بالمجتمع الدولي التدخل الفوري لوقف المجازر، والحدّ من الكارثة التي يمر بها الشعب الفلسطيني.

كذلك، دانت وزارة خارجية سلطنة عمان استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والاستهداف الأخير لمخيم النازحين في رفح، وشدّدت على أنّ هذه الأفعال الشنيعة تستوجب تدخلاً دولياً رادعاً، بما في ذلك فرض المجتمع الدولي عقوبات على "إسرائيل".

ودانت وزارة الخارجية الأردنية استمرار جرائم الحرب البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وآخرها قصف مخيم للنازحين غربي رفح، في تحدٍ صارخ لقرارات محكمة العدل الدولية، وانتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني.

ورأت الخارجية الأردنية أنّ الجرائم الإسرائيلية تتنافى مع  القيم الإنسانية والأخلاقية كافة وتمثل جرائم حرب.

وطالب الناطق الرسمي باسم الوزارة، سفيان القضاة، المجتمع الدولي بالتحرك بشكل فوري وفاعل وإلزام "إسرائيل" بتحمّل مسؤولية ممارساتها ومحاسبتها على أفعالها.

وكان "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، قد أقدم مساء الأحد، على ارتكاب مجزرة جديدة بحق عشرات النازحين بقصفه خيامهم المنصوبة في مستودعات وكالة "الأونروا" في رفح جنوبي قطاع غزة. 

وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي بأنّ الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة مروّعة من خلال قصف مُركّز ومقصود لمركز نزوح "مستودعات الوكالة" شمالي غربي محافظة رفح، حيث قصف المركز بأكثر من 7 صواريخ وقنابل عملاقة تزن الواحدة منها أكثر من 2000 رطل من المتفجرات. 

اقرأ أيضاً: أنصار الله: الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية المحرقة الإسرائيلية في رفح

المصدر: الميادين نت + وكالات