إيران الثورة وعلو المؤسسات.. قراءة في شهادة رئيسي وأمير عبداللهيان وما بعدها
رجّح رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين الإعلامية، غسّان بن جدّو، أنّ "خللاً أصاب أحد محركات مروحية الرئيس الإيراني، السيد إبراهيم رئيسي"، بالإضافة إلى أن يكون الحادث "مرتبطاً بحالة الطقس السيئة"، التي أكدتها الصور الواردة من موقع الحادث، ووعورة التضاريس.
وضمن التغطية المباشرة والمتواصلة عبر شاشة الميادين لحادثة سقوط طائرة الرئيس الإيراني ورفاقه، شدّد بن جدو على أن كل المؤشرات تدل على على أنّ ما جرى كان "نتيجة حادث طبيعي"، وأن حسم هذه الترجيحات "يستلزم انتظار نتيجة التحقيق"، الذي أوعز في إجرائه رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية، اللواء محمد باقري.
ولفت رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين الإعلامية إلى أنّ الطائرة، الأميركية الصنع، ليست من مخلفات العهد الملكي، بل هي "حديثة العهد"،ـ وحصلت عليها إيران بعد عام 2015، بموجب أحد بنود الاتفاق النووي، ضمن معدات وتجهيزات أخرى.
وأشار بن جدو إلى أن الميادين حصلت على الخبر اليقين بشأن تحطم الطائرة "بعد أقل من 3 ساعات من الحادث"، لكنها تحفظت عن إعلانه في انتظار الإعلان الإيراني الرسمي، انطلاقاً "من التزامها المسؤولية الكاملة".
"علمنا في #الميادين بالخبر اليقين حول تحطم طائرة #الرئيس_الإيراني بعد أقل من 3 ساعات من حصول الحادث، لكننا كنا بانتظار الخبر الرسمي"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 20, 2024
رئيس مجلس إدارة شبكة #الميادين الإعلامية غسان بن جدو #إيران @ghassanbenjeddo pic.twitter.com/MeuCp4iIBs
ورأى رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين الإعلامية أنّ إيران تفتقد اليوم، مع استشهاد رئيسي، "رمزاً للدولة وللنظام وللمستقبل ولمحبة الجماهير، ومحباً للقضية الفلسطينية"، مذكّراً بأنّ انتخابه كان "انتصاراً للاستقرار، وليس لطرف ضدّ آخر"، في ظل الحديث آنذاك عن احتمال كونه خليفة لقائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي.
وأكد بن جدو ضرورة الحديث، بإنصاف، عن وزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان، كاشفاً أن معظم الأطراف في إيران، من محافظين وإصلاحيين، كانوا ضد تعيينه وزيراً للخارجية، كونه "ثورياً ومبدئياً مناصراً للمقاومة والقضية الفلسطينية بامتياز، ورافضاً لسياسة الانفتاح الكبير على الولايات المتحدة الأميركية، وبسبب اعتقادهم أن المنصب يحتاج إلى شخصية من الإصلاحيين".
ولفت رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين الإعلامية إلى أن عبد اللهيان يؤمن بالسياسة الخارجية، التي تقوم على "العزة والمصلحة والحكمة"، وأنه كان يعتقد أنه سيرسخ "مبادئ الثورة بالعمق، وفي الوقت نفسه يدير دبلوماسية منفتحة ومحترفة بالكامل"، مؤكداً أن إيران خسرت دبلوماسياً "ماهراً ونشيطاً، لا تقل خسارته عن خسارة رئيسي".
"#إيران تفتقد اليوم، مع استشهاد #الرئيس_رئيسي، رمزاً للدولة ومُحباً للقضية الفلسطينية. وتفتقد، باستشهاد أمير #عبداللهيان، دبلوماسياً ماهراً ونشيطاً، ولا تقل خسارته عن خسارة الرئيس رئيسي"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 20, 2024
رئيس مجلس إدارة شبكة #الميادين الإعلامية غسان بن جدو #إيران @wafasarayaaridi pic.twitter.com/EWwQFhnjXU
وقال بن جدو إن الحزن الكبير في إيران، "لم يمنع البدء في تداول أسماء المرشحين للرئاسة"، في دليل على حيوية النظام الإيراني واستمرارية المؤسسات فيه.
وأكد رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين الإعلامية أنه لم تتعرض انتخابات في تاريخ إيران "للتزوير على الإطلاق"، مذكّراً بخسارة رئيسي الانتخابات الرئاسية، في عام 2017، أمام الرئيس السابق الشيخ حسن روحاني، وتقبله النتائج على رغم تأخر إصدارها بعض الوقت.
وقال بن جدو إنّ ما حظي به رئيسي بعد استشهاده من "محبة وإجلال وتكريم، يستحقه كشخص، لكنه لا يعود فقط إلى شخصيته وإلى الحادث الأليم الذي تعرض له، بل لأن الجمهورية الإسلامية في إيران فرضت نفسها في الميدان وانتصرت، وثبتت خياراتها الاستراتيجية، وظلت قوية ومهابة ومحترمة، بعد حصارٍ وحربٍ شبه كونية شُنَّت عليها".
"الجمهورية الإسلامية في #إيران فرضت نفسها في الميدان وانتصرت، وثبتت خياراتها الاستراتيجية"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 20, 2024
رئيس مجلس إدارة شبكة #الميادين الإعلامية غسان بن جدو #إيران pic.twitter.com/pMj6lrewJf
كذلك، شدّد بن جدو على أنّ إيران "باقية بوضعها الجيد، إقليمياً ودولياً، مع أي رئيس يُنتخب"، وأنّ النظام فيها "مستقر وقوي، ويتعاطى بلباقة مع الشعب"، مؤكداً أننا أمام ظاهرة "يجب أن تُدرَّس".
"النظام في الجمهورية الإسلامية في #إيران مستقر وقوي ويتعاطى بلياقة مع الشعب ونحن أمام ظاهرة ينبغي أن تدرّس"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 20, 2024
رئيس مجلس إدارة شبكة #الميادين الإعلامية غسان بن جدو #إيران @ghassanbenjeddo pic.twitter.com/c9qZ8MdhPR
مفاوضات غير معلنة بين طهران وواشنطن في مسقط
وأكد رئيس مجلس إدارة الميادين إجراء مفاوضات غير معلنة وغير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في مسقط، الأسبوع الماضي، قادها من الجانب الإيراني القائم بأعمال وزارة الخارجية، علي باقري كني، "الماهر جداً في الدبلوماسية"، مشيراً إلى أنها دليل على إدراك الولايات المتحدة "أنها لا يمكن أن تتجاهل إيران".
وكشف أنّ ما اتُّفق عليه في مسقط هو أن الحرب في غزة "يجب أن تنتهي، وألا تتوسع"، مشيراً إلى أن الإيرانيين لا يصدّقون الوعود الأميركية، لكنهم يدركون أنّ "الولايات المتحدة مضطرة ومجبرة على عدم توسيع المعركة، لأربعة أسباب".
وفي تفصيل الأسباب الأربعة، قال بن جدو إن أولها "صمود غزة الأسطوري، ثم تثبيت المقاومة نفسها طرفاً يُحسَب له ألف حساب، ثم إثبات جبهات الإسناد لغزة في لبنان واليمن والعراق صلابتها وقوتها وإرادتها، وأخيراً إدراك واشنطن بعد الضربة الإيرانية أنها لا يمكن أن تراهن على زلات و"عمل هواة" في مواجهة إيران".
"الإيرانيون لا يصدقون الوعود الأميركية بشأن إنهاء الحرب في #غزة"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 20, 2024
4 نقاط استعرضها رئيس مجلس إدارة شبكة #الميادين الإعلامية غسان بن جدو بشأن اضطرار #الولايات_المتحدة إعطاء ضمانات لـ #إيران بعدم توسيع الحرب 👇#الرئيس_الإيراني @wafasarayaaridi pic.twitter.com/soatgo39Wm
وقال رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين الإعلامية إنّ رئيسي "صديق العرب بامتياز"، مشيراً إلى أنه وجَّه، عندما تولّى الرئاسة، رسائل محبة إلى الدول العربية، ومؤكداً أنه "منصهر في القضية الفلسطينية لأنه ثوري وعقيدته ثورية"، مذكراً بوجود قادة المقاومة في الصف الأمامي، في أثناء أدائه قسَم اليمين في سابقة لم تحدث من قبل، وأن آخر كلماته، في أثناء تدشين السد مع الرئيس الأذربيجاني، كانت بشأن القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أنّ إيران، مع رئيسي، انفتحت على كل دول الجوار، من السعودية، إلى أذربيجان، التي اختتم عهده بمصالحة كبيرة مع رئيسها، وبزيارة لباكستان أيضاً.
"#الرئيس_رئيسي صديق العرب بامتياز، ووجه عندما وصل للرئاسة رسائل محبة إلى الدول العربية وهو منصهر بالقضية الفلسطينية"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 20, 2024
رئيس مجلس إدارة شبكة #الميادين الإعلامية غسان بن جدو #إيران pic.twitter.com/Lk6w2zIdI4
وقال إنّ إيران تعيش الحزن الكبير على استشهاد رئيسي، الذي كان "متواضعاً بامتياز"، وإن الشعب يصفه "بشهيد الخدمة والجمهور"، لافتاً إلى أنّ عائلته خسرته اجتماعياً منذ انتخابه رئيساً للجمهورية، لأنه كان يوجد مع الجماهير أكثر مما يوجد مع عائلته.
بماذا ختم رئيس شبكة #الميادين الإعلامية غسان بن جدو مداخلته عن الرئيس #رئيسي؟ وما قصة الحوار التاريخي الذي كان مخططاً له مع الدكتور أمير عبداللهيان؟ #الرئيس_الإيراني #إيران@wafasarayaaridi pic.twitter.com/IWELuSJKIo
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 20, 2024
بدوره، أكد أستاذ علم الاجتماع في جامعة ويسكنسون في شيكاغو، سيف دعنا، أنّ المصاب ليس فقط إيرانياً "بل هو أيضاً مصاب لمحور المقاومة ولما بعد محور المقاومة، وخصوصاً في هذا التوقيت المتزامن مع معركة طوفان الأقصى".
وأكد دعنا أنّ الموقف تجاه أي رئيس أو حاكم مرتبط بموقفه من فلسطين وموقفه من حركة التحرر الفلسطينية، مشيراً إلى أنّ موقف رئيسي بشأن فلسطين كمسلم وكرئيس للجمهورية الإسلامية في إيران "كان متميزاً ومغايراً".
"المصاب ليس فقط لـ #إيران بل أيضاً لمحور المقاومة ولما بعد محور المقاومة"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 20, 2024
أستاذ علم الاجتماع سيف دعنا لـ #الميادين#إيران#الرئيس_الإيراني#ابراهيم_رئيسي pic.twitter.com/S9Mb6JRLZn
وشدّد دعنا على أنّ الجمهورية الاسلامية في إيران دولة مرتبطة بمؤسسات وليس بشخص، وهي دولة مؤسسات، وجوهرها هو المحافظة على القيم والمبادئ، واستطاعت استيعاب رحيل الإمام الخميني وهو حدث جلل في التاريخ الإيراني الحديث، أتى بعد 10 أعوام من انتصار الثورة الإسلامية، وكذلك اغتيال قادة كبار مثل الرئيس محمد علي رجائي في عام 1981.
"القضية الأساسية في نجاح الجمهورية الإسلامية هي قدرتها على بناء الجمهورية والحفاظ فيها على القيم والمبادئ"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 20, 2024
أستاذ علم الاجتماع سيف دعنا لـ #الميادين #إيران#الرئيس_الإيراني #ابراهيم_رئيسي pic.twitter.com/eFohwajqKQ
ولفت دعنا إلى أن الإمام الخميني كان يحمل معه على متن الطائرة التي أعادته من منفاه، نسخة عن الدستور الإيراني الجديد، و"أنه أخفى نسخة أخرى عن الدستور في مكان آخر تحسباً لاحتمال استهداف الطائرة".
ولفت دعنا إلى أن الإعلام الغربي تابع، في تغطيات واسعة، تفاصيل العملية المنظمة دستورياً ومؤسساتياً بعد الرحيل المفاجئ للرئيس الإيراني، الأمر الذي يؤكد أنه "ليست هناك أي أوهام بشأن كيفية عملية الانتقال عند من يعرف الدستور في الجمهورية الإسلامية في إيران".
ورأى دعنا أن أمير عبد اللهيان كان ثائراً "طُلِبَ إليه تأدية الدور الدبلوماسي الأساسي للجمهورية الإسلامية في إيران"، مشيراً إلى أن هذا "صعب جداً، لكنه نجح في مهمته إلى حد أنه كان يبدو لأبناء بعض الدول العربية كما لو كان واحداً منهم"، مؤكداً أن خلفيته الثورية هي التي أهلته كي يكون من هذا النوع الدبلوماسي المغاير.
"الشهيد عبد اللهيان كان شخصية ثائرة، ولكن كان مطلوب منه أن يمثل الدور الدبلوماسي الأساسي لـ #إيران.. وهذا صعب جداً"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 20, 2024
ماذا قال أستاذ علم الاجتماع سيف دعنا لـ #الميادين عن وزير الخارجية الراحل حسين أمير #عبداللهيان؟#إيران#الرئيس_الإيراني pic.twitter.com/yJTTISLJvn
وأكد أستاذ علم الاجتماع في جامعة ويسكونسن أنّ البنية المؤسساتية الصلبة في الجمهورية الإسلامية في إيران، "ستسمح باستيعاب غياب أي شخصية".
ولفت إلى أن الحديث عن الخريطة السياسية في إيران، "بصفتها منقسمة بين تيارين واضحين، هما المتشددون والليبراليون، هي تظهير كاريكاتوري وساذج، يخدم الاستراتيجيات والسياسات الغربية تجاه إيران، ويتجاهل الحيوية الموجودة".
"البنية المؤسساتية الصلبة في الجمهورية الإسلامية في #إيران ستسمح باستيعاب غياب أي شخصية"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 20, 2024
أستاذ علم الاجتماع سيف دعنا لـ #الميادين#إيران#الرئيس_الإيراني#ابراهيم_رئيسي pic.twitter.com/uOrJiE5yUu
وأكد دعنا أنّ إيران تشكل مع روسيا والصين "محوراً ثلاثياً يتحدى الهيمنة الغربية"، مذكراً بأنه قبل 40 عاماً، كانت إيران مجرد دولة من دول الجنوب تابعة للغرب، استخدمت كشرطي غربي هدفه حراسة المنطقة العربية نيابةً عن كيان الاحتلال، فجاءات الثورة الإسلامية "لتنقلها من مكان إلى مكان آخر ومن مكانة إلى مكانة أخرى، لتصبح قطباً أساسياً يعمل على التغيير، وثالثة ثلاث دول على مستوى العالم تتحدى الهيمنة الغربية".
ورأى أن إيران لم تصل إلى ذلك إلا بعد مواجهة حصار وعقوبات، وبعد تشكيل دائرة نار حول كيان الاحتلال.
"#إيران تشكل مع #روسيا والصين محوراً ثلاثياً يتحدى الهيمنة الغربية"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 20, 2024
أستاذ علم الاجتماع سيف دعنا لـ #الميادين#الرئيس_الإيراني#ابراهيم_رئيسي @wafasarayaaridi pic.twitter.com/5pKl8rD8iT