شركة الموارد المعدنية في السودان: نبحث عن أسواق جديدة لبيع الذهب
كشف المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية، محمد طاهر عمر، عن عودة شركات أجنبية للعمل في مجال التنقيب عن الذهب والمعادن في السودان بعد توقف نشاطها بسبب الحرب.
وقال عمر في حوار مع صحيفة "السوداني" المحلية إن "السودان يتطلع إلى توسيع الاستثمارات في مجال الذهب مع روسيا".
وأضاف: "الوفد الروسي الذي زار البلاد مؤخراً كان يضم رجال أعمال"، مؤكداً أن الوفد الروسي ماضٍ "في تفاهمات للعمل معنا في قطاع الذهب".
وأشار إلى أنه "من المتوقّع أن تتم دعوة وفد سوداني إلى زيارة موسكو لاستكمال النقاش الذي بدأ في بورتسودان".
وأوضح أن هناك "شركة روسية تعمل في ولاية البحر الأحمر وهي من شركات الصدارة في الإنتاج" على صعيد استخراج الذهب، مشيراً إلى أن "إحدى الشركات التركية استأنفت العمل أيضاً في مجال الذهب قبل أسبوعين في الولاية الشمالية".
وكان وفد روسي قد زار السودان، في نهاية شهر نيسان/أبريل الماضي، برئاسة المبعوث الرئاسي الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، وأكد أن بلاده تعدّ "مجلس السيادة الانتقالي الممثل الشرعي للشعب السوداني".
وبشأن اتهام الإمارات بأنها "داعمة لحرب السودان، لكنها في الوقت ذاته أكبر مُشترٍ للذهب"، قال المدير العام لشركة الموارد المعدنية السودانية إن "الذهب يتم تصديره عبر رجال أعمال وفق الإجراءات المتبعة وليس الحكومة".
وشدّد على أن "السودان الآن يبحث عن أسواق جديدة، ونحن منفتحون على كل العالم، ونمضي أينما تحقّقت مصلحتنا".
وأوضح أنه "في الوضع الطبيعي يشتري بنك السودان الذهب ويُصدِّره، لكن نسبة إلى الظروف المعلومة في البلاد، قد لا يتمكّن من القيام بالعملية بالصورة المطلوبة، وهذا الفراغ يملأه التجار".
وأكد أن الشركة "تتعامل مع الأمر بمسؤولية كاملة وتأخذ الجوانب الاقتصادية والسياسية وغيرها للاستفادة من عائد الصادر".
إلى ذلك، أفاد عمر بأنّ "إنتاج الذهب زاد في الربع الأول من العام الحالي برغم استمرار الحرب، حيث تجاوز 15 طناً مقارنة بـ7.9 طن بالفترة نفسها من عام 2023".
وأردف: "تم تصدير 11.22 طناً من الذهب من أصل 15 طناً عبر الشركات، وأن الفاقد قليل جداً من الذهب المهرب".
وبيّن أن "الحصيلة الدولارية منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2023 إلى نهاية شهر نيسان/أبريل الماضي بلغت 637 مليون دولار.
وقال: "توجد 8 شركات وطنية متعثرة سنبحث لها عن تمويل من شركات عالمية لتمويل مشروعاتها"، لكنه ذكر أنّ قطاع التعدين في تطور مستمر.
وحول ما يتردّد عن سيطرة قوات "الدعم السريع" على ذهب السودان، قال عمر: "لجنة جرائم الحرب وضعت يدها على شركات قوات الدعم السريع وهي 6 شركات، لتعود الفائدة إلى الخزينة العامة".
وأضاف: "2 من شركات الدعم السريع لم تدخل العمل لأنها في مربعات كبيرة"، وأنه "لا يوجد نشاط للمعادن في دارفور، لكن في جنوب الإقليم يوجد مصنعٌ تحت سيطرة الدعم السريع، وكان يعمل حتى قبل الحرب، والآن لا توجد معلومات عنه".
وأوضح عمر أنه "يتم إنتاج الذهب في 14 ولاية في السودان من جملة 18 ولاية، لكن توقف النشاط في المناطق التي تشهد حرباً"، مشيراً إلى أن "التعدين التقليدي يمثل 80% من الإنتاج، فيما بلغ عدد المعدِّنين مليوني شخص منتشرين في كل الولايات".
وأكد عمر أنّ السودان قطع مراحل متقدمة في إنشاء مصفاة وطنية للذهب، مشيراً إلى اتفاق السودان وقطر لإنشاء مصفاة للذهب.
وشدّد على أن "الآن هناك فرصة كبيرة للسودان ليصدر الذهب إلى أي دولة يمكن أن تحقق مصالحه".
يذكر أنه مطلع الشهر الحالي، اتفق السودان وقطر على إنشاء مصفاة للذهب في الدوحة بالتعاون مع رجال أعمال قطريين.