هنية يؤكد للميادين: متمسكون بشروطنا ولن نذهب إلى صفقة من دون تحقيقها

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، يؤكد للميادين أنّ اغتيال الاحتلال لأبنائه وأحفاده لن يدفع حماس إلى تغيير موقفها في المفاوضات، كما يظن.
  • رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في مقابلة خاصة مع الميادين، أنّ حماس متمسكة بشروطها في المفاوضات، ولن تذهب إلى أي صفقة من دون تحقيقها.

وعمّا إذا كان اغتيال أبنائه وأحفاده في غزّة مرتبطاً بالمفاوضات وبحرب نفسية وإعلامية على حماس والمقاومة لدفعها نحو القبول بطرح الاحتلال بلا أي تعديل، شدّد هنية على أنّ المصالح العليا للشعب الفلسطيني والمطالب الممهورة بدم الشهداء لا تتغير ولا تتبدل بموت أو حياة أحد، هي مرتبطة بما يمكن أن يتحقق وفي ضوء المطالب المعروفة. 

وجدّد هنية تأكيد تمسك المقاومة بضرورة إعلان وقف إطلاق النار بشكلٍ دائم في غزة، والانسحاب الشامل من كل القطاع، وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم بلا قيد أو شرط، ثم الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار، وصولاً إلى التوصل لصفقة للأسرى جدية، مشدداً على أنّ "من دون ذلك لن تذهب الحركة إلى أي اتفاق ينتقص من هذه المطالب".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وشدّد هنية أنّ مجازر الاحتلال وجرائمه في غزة "تعكس الفشل الاستراتيجي للجيش الإسرائيلي، إذ مضت 6 أشهر من الحرب ولم يحقق أياً من الأهداف العسكرية التي أعلنها"، مؤكداً أنّ الاحتلال "لم يقضِ على حماس، ولن يقضي عليها، ولم يسترد الأسرى، ولن يستردّهم إلا بصفقة تبادل مشرفة"، مضيفاً أنّ الاحتلال "لم يستطع أن يفرّغ  القطاع من سكانه، إذ تشبّث أهل غزة بأرضهم، ولن يكرروا نكبة عام 48". 

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأضاف أنّ المجازر الإسرائيلية تعكس اتجاهات الاحتلال التي رسخها خلال الحرب ومفادها أنّ الإبادة الجماعية هي التي لا تزال تحكم العقلية الإسرائيلية. 

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وعلّق هنية على مزاعم الاحتلال بأنه "لم يقصد اغتيال أبناء وأحفاد هنية إنما أراد استهداف مقاتلين"، بالقول إنّ الجميع يعرف أنه في يوم العيد الأبناء كانوا في جولة على الأرحام، ومن يريد أن ينفذ عملية عسكرية كما يدّعي الاحتلال لا يأخذ معه أطفاله في السيارة. 

وأضاف "صحيح نحن جزء من شعبنا المجاهد، جزء لا يتجزأ من هذه القيم المتعلقة بالمقاومة والتمسك بالأرض والثوابت، لكن الادعاء الإسرائيلي كاذب عندما قتل شباباً وأطفالاً، لافتاً إلى وجود حفيدة لم تتجاوز السنة من العمر لا تزال في العناية المركزة". 

وتابع هنية أنّ هذه الأكاذيب وهذه السرديات الإسرائيلية استخدمت لتبرير القتل والاغتيالات والمجازر والتدمير الشامل في قطاع غزة منذ بداية العدوان، ولتبرير ما فعله في المستشفيات وحين  قتل عائلات بكاملها وأباد أماكن ومدناً. 

وأكد هنية أنّ المقاومة لا تتعامل ولا يمكن لنا التعامل مع هذه التبريرات، داعياً العالم إلى النظر إلى ما يمارسه هذا الكيان وتقديم قادته إلى المحاكم الدولية كمجرمي حرب ومنتهكي حقوق الإنسان.  

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وفي ضوء ما يرتكبه الاحتلال في غزة، توجّه هنية إلى الأمة جمعاء بالقول، إنّ "الخطر الإسرائيلي الصهيوني لا يقتصر على فلسطين، بل يتعداها إلى المنطقة العربية والإسلامية"، داعياً هذه الأمة إلى نهضة حقيقية لوقف هذه الحرب على غزة، للانخراط بشكل أو بآخر في مشروع تحرير المسجد الأقصى والقدس والأرض الفلسطينية. 

وشدّد على أنّ "ما يقوم به الاحتلال من إبادة جماعية يتطلب موقفاً مختلفاً من هذه الأمة عن الأشهر الستة الماضية"، كما دعا إلى تكاتف كل المؤسسات التي تعمل في المجالات الإنسانية والحقوقية والقانونية لأن يكون لها ما يثبت انحيازها إلى هذه المفاهيم الإنسانية، وأن تحاكم الاحتلال وأن تقدّم قادته كمجرمي حرب، ولا سيما أن في لاهاي محكمة لا تزال فصولها تدور. 

ولفت هنية إلى أنّ المتغيرات التي تشهدها الأروقة السياسية في الإقليم، وعلى المستوى الدولي،  تؤشر إلى عزلة غير مسبوقة لـ "إسرائيل"، وإلى أنّ صورة "إسرائيل" قد تهشمت على المستوى العالمي وهي كطفل مدلّل للعالم الغربي لم تعد قائمة على النحو التي كانت قائمة عليه سابقاً. 

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وفي رسالة إلى الشعب الفلسطيني، قال هنية: " نحن في الميدان نفسه والسفينة نفسها، ما يقع عليكم يقع علينا وما يقدمه شعبنا نحن جزء من هذه التضحيات، ونحن نفعل ذلك بكل يقين بأنّ هذه الدماء ستثمر وتزهر نصراً وتحريراً. 

وعمد الاحتلال الإسرائيلي إلى اغتيال 3 من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في استهداف مركبة كانوا يستقلّونها في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، عصر أول أيام عيد الفطر.

أبناء هنية الشهداء هم حازم وأمير ومحمد. وقد ارتقوا برفقة أحفاده أيضاً خالد ومنى وآمال ورزان، فيما حفيدته ملاك مصابة.

وأكدت حماس أنّ استهداف "جيش" الاحتلال قادة الحركة وأبناءهم وعائلاتهم ما هو إلا "محاولات يائسة من عدو فاشل في الميدان ومذعور من ضربات المقاومة وبسالتها وكمائنها المحكمة ضد جيشه الجبان".

وأضافت أنّ "إسرائيل" تتوهّم أنّ تصعيد إرهابها ضدّ أهل غزة سيحقّق لها إنجازاً في مسار المفاوضات، بعد فشلها في تحقيق أي من أهدافها العدوانية، فهذه الدماء والتضحيات والبطولات "ستكون وقوداً يقوّي الحاضنة الشعبية للمقاومة ويلهبها ضد الاحتلال".

اقرأ أيضاً: قادة المقاومة لا يخبئون أبناءهم.. ما الرسائل التي يحملها اغتيال 7 من عائلة هنية؟

المصدر: الميادين