"إيكونوميست": "الجيش" الإسرائيلي فشل عسكرياً وأخلاقياً في غزة
تحدثت صحيفة "إيكونوميست"، البريطانية، عن عناوين الفشل الإسرائيلي في الحرب التي تدور رحاها اليوم على أرض قطاع غزة، بعد مرور نصف عام على بداية الحرب، التي صاحبت انطلاقها موافقة ودعم عالميان كبيران، واستمرا حتى يومنا هذا بعدما "خسرت إسرائيل معركة الرأي العام العالمي، فحتى أقرب حلفائها، بما في ذلك أميركا، يدرسون إمكانية الحد من شحنات الأسلحة".
وفي مقال نشر على الموقع الإلكتروني للصحيفة، حمل عنوان: "الجيش الإسرائيلي فشل عسكرياً وأخلاقياً في غزة"، حُددت عناوين الفشل بثلاث نقاط؛ الفشل الاستراتيجي "برفض أي قوة فلسطينية بديلة تسيطر على غزة"، الفشل العسكري "في الطريقة التي أدار بها الجيش الحرب"، والفشل الأخلاقي "في دور الجيش الإسرائيلي في عرقلة جهود المساعدات المقدمة لأهل غزة".
وتقول الصحيفة أن "الجيش" الإسرائيلي لم يحقق "في أفضل تقدير، سوى نصف أهداف الحرب التي حددها ساسته: تدمير جزء من قدرات حماس العسكرية، وإبعادها عن السلطة في غزة، وإنقاذ الرهائن".
إذ إنّ حماس، اليوم، " أبعد ما تكون عن التدمير، ومن بين الرجال الثلاثة الذين يعتقد أنهم خططوا لهجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، يُعتقد أن واحداً فقط هو مروان عيسى، رئيس أركان حماس، قد قُتل".
ورغم أنّ "العديد من القادة الميدانيين الآخرين، قد قُتلوا، ولكن مقاتلي حماس ما زالوا ينصبون الكمائن للقوات الإسرائيلية في جميع أنحاء غزة، وتعيد الجماعة تأكيد وجودها في المناطق التي يغادرها الجيش الإسرائيلي".
6 أشهر مرت على العدوان الإسرائيلي على غزة، ونتنياهو يروج لانتصارات وهمية بعد فشله السياسي والعسكري#غزة #فلسطين
— Almayadeen Go الميادين (@almayadeengo) April 8, 2024
#الميادين_GO pic.twitter.com/qDrZXgJTUp
وعن الفشل الأول، الاستراتيجي، تلقي الصحيفة اللوم بشأنه "في المقام الأول على الساسة الإسرائيليين، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل خاص، وأيضاً تقع المسؤولية على عاتق الجنرالات وكيفية فهمهم لمعايير قياس النجاح في غزة".
فبعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، "كان كبار قادة الجيش الإسرائيلي مدفوعين بمشاعر عميقة بالذنب والإذلال، كما يقول العقيد المتقاعد رؤوفين جال، وبدلاً من التوقف هذه المرة للتفكير والتخطيط، تدخل الجيش بسرعة وبقوة لاستعادة الكبرياء المفقود".
أما الفشل الثاني لـ"الجيش" الإسرائيلي، وهو الفشل العسكري، فيتجلّى بـ"المستويات العالية من الدمار والوفيات بين المدنيين، ويعود ذلك إلى عاملين رئيسيين: أولاً، التوجيهات العملياتية التي تسمح بضربات حتى عندما يكون احتمال قتل المدنيين كبيراً؛ وثانياً، الافتقار إلى الانضباط داخل الجيش الإسرائيلي في الالتزام حتى بهذه القواعد".
"وقد أدى عدم إنفاذ قواعد الاشتباك الأكثر مرونة، إلى الدرجة التي أصبحت فيها الاتهامات الموجهة إلى إسرائيل بانتهاك قوانين الحرب معقولة".
وتضيف الصحيفة: "يقول أحد ضباط الاحتياط المخضرمين أنه يمكن لأي قائد كتيبة تقريباً أن يقرر أن كل من يتحرك في قطاعه هو إرهابي، أو أنه يجب تدمير المباني لأنه كان من الممكن أن تستخدمها حماس. كما يقول أحد خبراء المتفجرات في كتيبة الهندسة القتالية: إن الحد الوحيد لعدد المباني التي نفجرها هو الوقت الذي أمضيناه داخل غزة".
والفشل الثالث، على المستوى الأخلاقي، "فهو الدور الإسرائيلي في عرقلة جهود المساعدات المقدمة لسكان غزة"، و"رغم أن الضباط ألقوا باللوم بشكل رئيسي على السياسيين في هذا الأمر، ولكن البعض يعترف بأنه حتى من دون توجيه سياسي، كان ينبغي للجيش، الذي يمكن القول بأنه قوة احتلال في غزة الآن، أن يتولى هذه المسؤولية منذ مرحلة التخطيط".
وتختم صحيفة "إيكونوميست" بالتحذير من أنّ الواقع الحالي "لا يبشر بالخير للمستقبل"، فالحرب في غزة لم تنته بعد، و"الخطوة التالية لإسرائيل غير واضحة، إذ بينما يقول نتنياهو إنه تم تحديد موعد للتوغل في رفح، ينفي جنرالاته ذلك في السر".
والسيناريو البديل عن الدخول إلى رفح، هو أن "توافق إسرائيل وحماس على هدنة مؤقتة أو وقف إطلاق نار أكثر استدامة، وهذا من شأنه أن يسمح للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للصراعات المستقبلية، بما في ذلك الصراع مع إيران"، إلا أن أياً من الخيارين، غير مكتمل، بحسب ما أوردت الصحيفة البريطانية.