ترحيب دولي بقرار مجلس الأمن بشأن غزة.. ومقررة أممية: "إسرائيل" ترتكب جرائم إبادة

دول ومنظمات أممية تُرحّب بتبني مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يُطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزّة، خلال شهر رمضان.
  • أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك (وكالات)

أكدت مقررة الأمم المتحدة، المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي، أن "هناك أسباباً منطقية" للقول إن إسرائيل ارتكبت عدداً من أعمال الإبادة"، لافتة أيضاً إلى وجود تطهير عرقي.

وقالت ألبانيزي، في تقريرها الذي سترفعه، الثلاثاء، إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن "الطبيعة والحجم الساحقين للهجوم الإسرائيلي على غزة، وظروف الحياة المدمرة التي تسبب بها، تكشف نية في تدمير الفلسطينيين جسدياً".

وأكّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مساء اليوم الاثنين، أنّ عدم التزام الدعوة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزّة أمرٌ "لا يُغتفر".

وجاءت تصريحات غوتيريش تعليقاً على تبني مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يُطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزّة، خلال شهر رمضان.

بدورها، رحّبت رئيسة برلمان الاتحاد الأوروبي، روبرتا ميتسولا، بقرار مجلس الأمن، مؤكدةً أنّه يمثّل "خطوة مهمة إلى الأمام، والسبيل الوحيد نحو السلام".

ورحّب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بقرار مجلس الأمن الدولي، مضيفاً أنّ "القرار تأخّر كثيراً قبل اعتماده، والمطلوب الآن أن يتم تنفيذه في أرض الواقع".

السعودية تؤكد ضرورة إنهاء المعاناة

من ناحيتها، رحّبت السعودية بقرار مجلس الأمن الدولي، مجددةً مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزّة، الأمر الذي يؤدي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الأسرى، وامتثال الأطراف لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي.

وأكّدت السعودية ضرورة إنهاء المعاناة، وتوفير الأمل للشعب الفلسطيني، وتمكينه من الحصول على حقوقه في العيش بأمان وتقرير المصير، عبر مسار موثوق به ولا رجعة فيه، من أجل إقامة دولته الفلسطينية وفق حدود عام 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية"، وفقاً لمبادرة "السلام" العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.

مصر: القرار خطوة أولى وضرورية

بدورها، رأت مصر أنّ قرار مجلس الأمن يُمثّل خطوةً أولى مهمّة وضرورية لوقف نزف الدماء، ووضع حد لسقوط الضحايا من المدنيين الفلسطينيين.

وطالبت وزارة الخارجية المصرية بضرورة التنفيذ الفوري لوقف إطلاق النار، على نحو يفتح المجال للتعامل مع كل عناصر الأزمة، مؤكدةً أنّها "ستواصل جهودها الحثيثة مع الأطراف الدولية والإقليمية من أجل احتواء أزمة قطاع غزّة في أسرع وقت".

الأردن: نأمل التوصّل إلى وقف فوري ودائمٍ لإطلاق النار

وأيضاً، رحّب الأردن بتبني مجلس الأمن الدولي قراراً يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، خلال شهر رمضان المبارك.

وشدد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، سفيان القضاة، على وجوب امتثال "إسرائيل" لهذا القرار، الذي يؤكد حماية المدنيين والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية من دون عوائق، ويضمن إيصالها بصورةٍ كافية ومُستدامة إلى جميع أنحاء قطاع غزّة.

وأعرب القضاة عن أمله أن يُساهم هذا القرار في التوصل إلى وقف فوري ودائمٍ لإطلاق النار، وفي أن يتخذ المجتمع الدولي ومجلس الأمن إجراءات تكفل حماية "حل الدولتين"، على نحو يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران/يونبو من عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ويضمن الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.

لبنان يدعو إلى الضغط على "إسرائيل" لوقف عدوانها

ورحّب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي بقرار مجلس الأمن، مؤكداً أنّ القرار يُشكّل خطوةً أولى في مسار وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة والذي لم يُسجّل له التاريخ الحديث مثيلاً.

وقال إنّ العبرة تبقى في التزام "إسرائيل" بمندرجات القرار الذي من شأنه أن يُؤمّن أرضيةً مقبولة لإغاثة الفلسطينيين وعونهم، متابعاً أنّ "المطلوب إطلاق مسار سياسي يُنهي الصراع الدائر ويُعطي الفلسطينيين حقوقهم على قاعدة الالتزام بالقرارات الدولية وحلّ الدولتين".

وجدد ميقاتي دعوة الدول المعنية إلى الصغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه المستمر على جنوب لبنان.

إيران: الوقت حان لاتخاذ إجراءات عقابية بحق "إسرائيل"

وناقش وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال اتصالٍ هاتفي بمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، آخر التطوارت في المنطقة والعالم.

وقال أمير عبد اللهيان: "للأسف، إنّ نتنياهو أخذ قضيّة غزّة، وحتى المصالح الأميركية، رهينة لمصالحه الشخصية"، مقدراً الموقف الأميركي الداعي إلى وقف الحرب وإرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ومؤكداً مسؤولية المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي تجاه غزّة.

وأكّد أنّه "حان الوقت لاتخاذ إجراءات عقابية بحق إسرائيل، وتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية من أجل البحث في جرائم الكيان الإسرائيلي، وخصوصاً في مجمع الشفاء الطبي".

وأضاف أنّ "استمرار المأساة الإنسانية وتجويع سكان غزّة جعلا وضع غزة أزمةَ القرن"، متابعاً أنّ "الغرب يتبنى معايير مزدوجة تجاه فلسطین وأوكرانيا، وهذا أمرٌ مؤسف".

وذكّر أمير عبد اللهيان بأنّ "إيران أعلنت، منذ البداية، بصراحة أنّ الحرب ليست حلاً"، مؤكداً أنّ "تكرار المزاعم التي لا أساس لها بشأن إرسال الأسلحة الإيرانية لاستخدامها ضد أوكرانيا أمرٌ ممل".

في السياق نفسه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني تعليقاً على مشروع قرار مجلس الأمن لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزّة إنّ "القرار خطوة ايجابية لكنها غير كافية عقب 6 أشهر من عجز وفشل هذه المؤسسة في اتخاذ قرارات رادعة أمام جرائم الحرب الإسرائيلية".

وأكّد كنعاني أنّ "الخطوة الأكثر أهمية ستتمثل في تنفيذ القرار على نحو شامل ووقف العدوان بشكلٍ مُستدام وإنهاء الحصار الإنساني وإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية دون أي تمييز أو قيود قيود، وكذلك تمويل عملية إعادة إعمار غزة خاصة البنى التحتية الحيوية منها المستشفيات عبر توفير المصادر والمساعدات الدولية".

وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أنّ "رد فعل الكيان الصهيوني على هذا القرار يُظهر غضبه الواضح عقب هزيمته غير قابلة للترميم ميدانياً وسياسياً ودولياً".

وتوقّع كنعاني من مجلس الأمن "محاسبة الكيان المحتل على جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين طيلة الأشهر الماضية".

جنوب أفريقيا وفرنسا تدعوان لتطبيق القرار

من ناحيتها، طالبت حكومة جنوب أفريقيا مجلس الأمن بضمان الالتزام بقراره وقف إطلاق النار فوراً في قطاع غزّة.

وكذلك، طالب وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه بتطبيق القرار بشكلٍ كامل، داعياً إلى "وقف مستدام لإطلاق النار".

ووافق مجلس الأمن الدولي في جلسة، اليوم الاثنين، على مشروع قرار قدّمته الدول العشر (الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن) يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسبابٍ إنسانية في قطاع غزّة خلال شهر رمضان، بعد امتناع الولايات المتحدة من التصويت، من دون استخدام حق النقض (الفيتو).

اقرأ أيضاً: مرحبة بقرار مجلس الأمن.. حماس: للضغط على الاحتلال لإيقاف حرب الإبادة في غزة

المصدر: الميادين نت