فرنسا تلمّح إلى تجاوز التسليح في دعم أوكرانيا.. وبوريل: لن نموت من أجل دونباس
كشف رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية، الجنرال تييري بوركهارد، اليوم الخميس، أنّ "الدعم الغربي لأوكرانيا قد يتجاوز مجرد تسليم الأسلحة".
ورأى رئيس أركان الجيش الفرنسي أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "بنى مناورته على فكرة، مفادها أنّ الغرب لن يذهب أبداً إلى أوكرانيا"، "لكنه سيكون راضياً عن تقديم الأسلحة"، وقال: "يجب أن نُظهر لبوتين أنه لن يكون قادراً على استخدام هذا المنطق للذهاب إلى أوكرانيا".
وجاء موقف الجنرال بوركهارد بعد تصريحات مثيرة للجدل للرئيس إيمانويل ماكرون، بحيث صرّح في 27 شباط/فبراير الماضي، خلال مؤتمر صحافي، عقب "مؤتمر دعم أوكرانيا" في باريس، بأنّ القادة الأوروبيين ناقشوا إمكان إرسال قوات عسكرية برية إلى أوكرانيا، مؤكّداً أنه لم يتم التوصل إلى توافق بعد.
وأكّد ماكرون أنّ إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا أمر "غير مستبعد"، قائلاً: "نحن كأوروبا نرى أنّ هزيمة روسيا أمر لا غنىً عنه لأمن أوروبا". وأمل ماكرون، في حديث إلى صحيفتي "لوجورنال دو ديمانش" و"لوفيغارو" وإذاعة "فرنسا الدولية"، أن "تُهزم روسيا في أوكرانيا".
وأثارت تصريحات الرئيس الفرنسي جدلاً، بحيث أشار، لأول مرة، إلى إمكان إرسال قوات برية إلى أوكرانيا. وخلال لقاء مع زعماء المعارضة الفرنسية، في أوائل آذار/مارس الجاري، أكّد ماكرون أنه بالنسبة إلى فرنسا "لا توجد محددات ولا خطوط حمر" بشأن مسألة مساعدة أوكرانيا.
وردّت الرئاسة الروسية على تصريحات ماكرون، وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إنّ "النزاع العسكري المباشر بين الناتو وروسيا سيكون أمراً لا مفر منه"، إذا تمّ إرسال القوات الغربية إلى أوكرانيا، مضيفاً: "في هذه الحالة، لن يكون الأمر متعلقاً بالاحتمال، لكن بالحتمية".
من جهته، قال مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، إنّ "لدى روسيا معلومات تفيد بأنّ فرنسا تقوم بإعداد وحدة عسكرية لإرسالها إلى أوكرانيا".
اقرأ أيضاُ: وزير خارجية فرنسا: الفرنسيون لن يموتوا من أجل أوكرانيا ولن نرسل قواتنا إليها
بوريل: الاتحاد الأوروبي لن يذهب إلى الموت من أجل دونباس
وفي المقابل، قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قبيل انعقاد قمة الاتحاد الأوروبية، إنّ الاتحاد الأوروبي "لن يذهب إلى الموت من أجل إقليم دونباس"، بل يتعلق بـ"مساعدة الأوكرانيين حتى لا يقتلوا من أجل دونباس، أو لا يقتلوا في كييف عندما تتعرض للقصف".
وأضاف أنه "لا يجب تخويف الناس من أنّ الحرب أمر لا مفرّ منه"، موضحاً أنّ "الحاجة إلى دعم أوكرانيا هي الأمر الذي لا مفرّ منه".
وحثّ بوريل على "عدم المبالغة" في خطر انجرار الاتحاد الأوروبي إلى صراع عسكري، مؤكّداً أنّ "بروكسل تدعم أوكرانيا، لكنها ليست جزءاً من الصراع"، وأنّ "الحرب ليست حتمية".
وتابع مؤكّداً: "نحن نعيش في سلام، وندعم أوكرانيا، من دون أن نكون جزءاً من هذه الحرب"، لكن "يجب علينا الاستعداد للمستقبل، وزيادة قدراتنا الدفاعية".
وجوبهت تصريحات ماكرون بانتقادات حادة من جانب عدد من الشركاء في حلف "الـناتو"، بما في ذلك ألمانيا وإيطاليا، وكذلك القوى السياسية في فرنسا.
من جانبها، علّقت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على تصريحات بوريل، عبر تطبيق "تلغرام"، قائلةً "إنّ الاتحاد الأوروبي لن يموت من أجل دونباس، لأن الموتى لا يموتون مرتين".
وفي 26 شباط/فبراير الماضي، كان المستشار الألماني، أولاف شولتس، دافع عن قراره رفض تسليم صواريخ "توروس" بعيدة المدى والخارقة للتحصينات، إلى أوكرانيا، مؤكّداً أنّ توريدها يعني أنّ ألمانيا "ستصبح طرفاً في الحرب ضد روسيا".