تحقيق CNN: "الدعم السريع" استخدم الغذاء سلاحاً لضم الرجال والفتيان قسراً لقتال الجيش

تحقيق لشبكة "CNN" يكشف أن "الدعم السريع" أجبر مئات الرجال وعشرات الأطفال من ولاية الجزيرة وسط البلاد على التجنيد في صفوفه قسراً.

كشف تحقيق أجرته شبكة "سي أن أن" الأميركية (CNN) أن قوات الدعم السريع أجبرت، العام الماضي، مئات الرجال وعشرات الأطفال على الانضمام إلى صفوفها قسراً والقتال ضد الجيش السوداني، وذلك منذ دخولها الولاية منتصف كانون الأول/ديسمبر 2023.

وأشار التحقيق إلى أن "الدعم السريع" سعى إلى استخدام الغذاء "سلاحاً" لإجبار الرجال والفتيان على الانضمام إلى صفوفه، وفق شهادات قدمها 30 شاهداً من الولاية.

ولفت تحقيق "سي أن أن" إلى أنه في "العام الماضي قادت قوات الدعم السريع حملة من أجل استعباد الرجال والنساء، وغيرها من الفظائع التي ارتكبتها المجموعة شبه العسكرية والميليشيات المتحالفة معها في منطقة دارفور بغرب السودان".

كما كشفت الشبكة الأميركية أن "نحو 700 رجلٍ و65 طفلاً تم تجنيدهم قسراً من قبل قوات الدعم السريع خلال الأشهر الثلاثة الماضية في ولاية الجزيرة وحدها".

اقرأ أيضاً: "السودان يطالب مجلس حقوق الإنسان بتصنيف "الدعم السريع" ميليشيا إرهابية"

وتشير "سي أن أن" إلى أنها تحققت من هويات 750 شخصاً بالغاً اعتقلتهم قوات الدعم السريع في الجزيرة.

وبحسب التحقيق المنشور فقد "كشفت شهادات أن من بين هؤلاء، انضم ما لا يقل عن 600 شخصٍ، من بينهم 50 صبياً دون سن 18 عاماً، إلى قوات الدعم السريع في شرق الجزيرة، وكان الدافع في كثير من الحالات هو الجوع".

وأضاف أنه "تم تجنيد 150 آخرين، من بينهم 15 فتى، قسراً في غرب الجزيرة، وكان العديد من الرجال يعملون في السابق كمزارعين أو تجار".

وذكر شهود عيان بالتفصيل مجموعة من الأساليب القسرية التي تستخدمها قوات الدعم السريع لإجبار الأفراد على الانضمام إلى صفوفها، بما في ذلك التخويف والتعذيب والإعدام بإجراءات موجزة وحجب المساعدات الغذائية والطبية، وفق ما ذكرت CNN.

اقرأ أيضاً:"الجيش السوداني يشن هجوماً لقطع طرق إمداد "الدعم السريع" عن الخرطوم"

كما قال شهود عيان وناجون وأسر الضحايا إن عناصر "الدعم السريع" حاولوا "تجنيد 20 شابا من القرية. وعندما رفض السكان ذلك، أقاموا قاعدة في القرية، وأطلقوا العنان لما وصفه الشهود بحملة رعب. ونهبت المنازل، وأضرمت النيران في محلات السوبر ماركت ومستودعات المواد الغذائية قبل أن يغادر الجنود بأكثر من 30 مركبة مسروقة" وفق تعبيرهم.

ويقول 13 شاهد عيان من ولاية الجزيرة، خلال تواصلهم مع CNN إن "رفض إنذار قوات الدعم السريع يأتي على حساب الغذاء والمنزل والسلامة".

ومع عدم وجود أي علامة على انحسار الصراع، تتزايد المخاوف من حدوث مجاعة وشيكة.

وتشير روايات الشهود إلى أن قبضة قوات الدعم السريع على الإمدادات الغذائية ليست سوى جزء من نظام الإكراه الموسع في الجزيرة.

وبعد ما يقرب من عام من الحرب، تشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إلى أن حوالي 19 مليون طفل سوداني خارج المدرسة.

اقرأ أيضاً: "الجيش السوداني: مقتل 20 عنصراً من قوات الدعم السريع في "أم درمان""

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر،  من أن أكثر من 25 مليون شخص في جميع أنحاء السودان وجنوب السودان وتشاد المجاورين "محاصرون في دوامة من تدهور الأمن الغذائي". مشيراً إلى أن الأشخاص الأكثر حاجة للمساعدة "عالقون" في مناطق لا يمكن الوصول إليها بسبب "العنف المتواصل وتدخل الأطراف المتحاربة".

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الأسبوع الماضي، إن "نحو 220 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد وأكثر من 7000 أم جديدة قد يموتون في السودان إذا لم تصل إليهم المساعدة العاجلة في الأشهر  المقبلة".

وذكر التقرير أن "حوالى 3.7 مليون طفل يعانون من سوء التغذية في جميع أنحاء البلاد"، وأن "هناك بالفعل تقارير عن وفيات بين الأطفال مرتبطة بسوء التغذية، بما في ذلك في دارفور".

وأطلقت الأمم المتحدة نداء لجمع 2.7 مليار دولار هذا العام لتلبية احتياجات السودان الإنسانية. وحتى الآن  لم يتم تقديم سوى 5% من هذا الرقم.

اقرأ أيضاً: "الجيش السوداني يستهدف "الدعم السريع" في أم درمان والخرطوم.. والبرهان يواصل جولته"