"بوليتكو" عن حادثة "بوشنل": خشية من تصاعد اعتراضات موظفي الدولة تجاه سياسة واشنطن
اعتبرت صحيفة "بوليتكو" الأميركية وفاة الجندي "آرون بوشنل" ذروة موجة عدم الرضى المتنامية ضد سياسة البيت الأبيض بشأن غزة.
وأكدت في تقرير لها، أنّ تضحيته بنفسه تشير إلى مدى الغضب الذي وصلت إليه عناصر من داخل أجهزة الدولة، متجاوزة احتجاجات العرائض والمذكرات السابقة.
وأعربت الصحيفة الأميركية عن خشية المؤسسة الحاكمة من أن يؤدي حادث "بوشنل" إلى تبلور مزيد من الأفعال العلنية لموظفي الدولة أو عناصر في مختلف أفرع القوات المسلحة للتعبير عن مشاعرهم ضد السياسات الراهنة.
مذكرة احتجاج ضد سياسة بايدن تجاه غزة
وفي السياق، وجّهت مجموعة من أطقم الإداريين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مذكرة احتجاج له بسبب سياساته في قطاع غزة، داعية البيت الأبيض إلى الضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة.
وجاء في الرسالة أن إنهاء حياة المرء "بأكثر الطرق عنفاً وشدة هو تحذير صارخ لأمتنا، فلتكن تضحيته بمثابة تذكير مؤلم لأولئك الذين يرفضون تغيير المسار". في إشارة إلى حادثة إشعال ضابط سلاح الجو "آرون بوشنل" النار في جسده رفضاً للدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأمس حمّلت حركة حماس والجبهة الشعبية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المسؤولية عن وفاة الطيار الأميركي بفعل سياستها الداعمة لـ"إسرائيل".
وأقدم الطيار الأميركي، بعد ظهر الأحد، على إشعال النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، احتجاجاً على سياسة بلاده الداعمة للعدوان على غزة.
وقال بوشنل الذي كان يرتدي الزي العسكري في تسجيل مصور بثه على الهواء مباشرة عبر الإنترنت، بعد أنّ عرّف عن نفسه بأنه جندي في الخدمة حالياً في القوات الجوية الأميركية: "لن أكون متواطئاً بعد الآن في الإبادة الجماعية".
وأضاف وهو في طريقه نحو مبنى السفارة الإسرائيلية: "سأنظم احتجاجاً عنيفاً للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيراً بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم"، ثم أضرم النار في نفسه وهو يصرخ "الحرية لفلسطين".
الجدير ذكره، أنّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى اندلاع احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، وخاصة في واشنطن الداعمة الرئيسية للاحتلال.
وفي وقت سابق، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، عن انقسام آراءٍ في المؤسّسات الأميركية بشأن العدوان الإسرائيلي على غزّة، مشيراً إلى أنّ الانقسامات تتسع في الجامعات، وفي أماكن العمل، وفي شوراع المدن، وداخل الكونغرس وفي البيت الأبيض، وهي تُعكّر صفو المجتمع الأميركي، ولديها القُدرة على إعادة تشكيل السياسة الأميركية.